مصر.. ورش الكتابة تسيطر على ثلث دراما رمضان 2022 

time reading iconدقائق القراءة - 5
الملصق الدعائي لمسلسل "سوتس بالعربي" - facebook.com/TVisionEG
الملصق الدعائي لمسلسل "سوتس بالعربي" - facebook.com/TVisionEG
القاهرة-خيري الكمار

تثير ورش الكتابة الفنية حالة جدلية واسعة في الوسط الفني المصري، رغم اعتماد عدد كبير من المنتجين عليها، إذ يرى البعض إنها تُضعف من قوام العمل الدرامي، فيما يعتبرها آخرون فكرة موجودة في العالم كلها، ومن الضروري التعامل معها وإتاحة الفرص لها.

وصارت ورش الكتابة تُسيطر على مساحة كبيرة إلى حدّ ما، من الخريطة الدرامية في مصر، وتتزايد مع الوقت، إذ توجد في ثلث الأعمال تقريباً، من إجمالي المسلسلات التي ستُقدم في موسم رمضان المقبل، والبالغ عددها 29 مسلسلاً حتى الآن. 

وتضع ورش الكتابة بصمتها في 10 مسلسلات جديدة برمضان، منها: "بطلوع الروح" بطولة منة شلبي، وتأليف محمد هشام عبية، و"توبة" للفنان عمرو سعد، و"سوتس بالعربي" تأليف محمد حفظي وياسر عبد المجيد، و"المداح 2" و"دنيا تانية" تحت إشراف المؤلف أمين جمال، و"دايما عامر" ورشة أحمد عبد الفتاح، و"مين قال؟" إشراف الكاتبة مريم نعوم. 

افتقاد الدقة 

ويعتبر المخرج مجدي أحمد علي، أن "ورش الكتابة تفتقر إلى الدقة، لاعتمادها على أكثر من شخص، فأنا مع فكرة الكاتب الواحد، إذ يجب أن يخرج العمل الفني بأكلمه من روح مؤلف وحيد لا يشاركه أحد، حتى تصل الرسالة إلى الجمهور بنجاح". 

وتساءل المخرج المصري، خلال حديثه لـ"الشرق"، قائلاً: "كيف يعتمد المؤلف على مجموعة من الأشخاص لكتابة السيناريو والحوار؟ أين التماسك والحبكة الدرامية؟".

كما يرى الكاتب والسيناريست أيمن سلامة، الذي أبدى رفضه التام لفكرة ورش الكتابة، أن "الدراما عبارة عن فكر إنساني، فما معنى أن يكتب مؤلف داخل الورشة مشهداً أو مشهدين؟ هذا غير مقبول".

وشدد على ضرورة الاعتماد على المؤلف الواحد في الأعمال الفنية، لكونه صاحب الفكرة، ويستطيع التحكم في سير الأحداث حتى النهاية، وبشكل متماسك، قائلاً إن "عودة الكتّاب الكبار لكتابة المسلسلات أمر ضروري، وسيكون لمصلحة المهنة بالتأكيد".

دهشة 

من جهته، يبدي الكاتب عمرو سمير عاطف، دهشته من رافضي فكرة ورش الكتابة، قائلاً لـ"الشرق"، إن "الأصل في العمل التلفزيوني يعود إلى مجموعة أشخاص تُسند لهم مهمة الكتابة، وليس فرداً واحداً فقط".

ويشير إلى تجربته في الورشة التي يشرف عليها، وقدمت أعمال "سيت كوم" منذ سنوات، وقال: "كنت أحدد مهام كل كاتب في الحلقات التي يكتبها، حتى يخرج العمل بشكلٍ متناسق".

ويضيف أن هناك ورش كتابة سرية يستعين بها بعض المؤلفين، دون الإعلان عن هذا التعاون، لتُكتب أسماؤهم منفردة على التتر.

وأشار إلى أن شركة "HBO"، إحدى أكبر شركات الإنتاج في العالم، تعتمد في أعمالها على ورش الكتابة، ولا تُسند العمل إلى مؤلف واحد.

"المحتوى هو الفيصل"

في المقابل، لا يمانع الكاتب والسيناريست بشير الديك، فكرة وجود ورش الكتابة، مبرراً ذلك بأن "المحتوى النهائي هو الفيصل، فهناك أعمال يكتبها كاتب واحد وتصيب المتفرج بالملل، فالجمهور هو الحكم الوحيد للأعمال الفنية المعروضة، سواء خرجت من مؤلف وحيد أو ورشة كتابة".

المؤلف مجدي صابر، يقول لـ"الشرق": "لا يهمني العمل كُتب من خلال ورشة كتابة أم مؤلف واحد، بقدر اهتمامي بجودة وقيمة العمل في النهاية"، لافتاً إلى أن "ورش السيناريو صارت تُحقق انتشاراً كبيراً حالياً، لكن المشكلة الوحيدة أن من يُشرف عليها لا يمتلك الخبرة الكافية". 

رؤية واضحة 

الكتابة مريم نعوم، تستعرض سبل نجاح ورش الكتابة، مشددة على أهمية وجود إدارة ناجحة، وأن يملك المشرف عليها رؤية مميزة، ويطلع على تفاصيل مراحل الكتابة كافة، حتى يخرج العمل في النهاية دون خلل. 

تقول مريم، لـ"الشرق"، إن ورش الكتابة، ليست اختراعاً مصرياً، بل إنها فكرة موجودة في مختلف دول العالم وتحقق نجاحات كبيرة. 

ويعتبر الناقد خالد محمود، أن "ورش الكتابة سلاح ذو حدين، الشيء الإيجابي بها أنها تُنجز مرحلة الكتابة في وقت قصير، أما الجانب السلبي، فيكمن في صعوبة توحيد روح الشخصيات، إذ يكتبها أكثر من شخص، ما يتسبب في إحداث حالة من الارتباك وإضعاف الشخصية". 

يقول محمود إن "ورش الكتابة رغم الانتشار التي حققته في السنوات الأخيرة، فإن أغلب الأعمال التي تُقدمها تكون ضعيفة". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات