في ظل تصاعد التوتر بين روسيا وفنلندا، التي أعلنت رغبتها في الانضمام "بدون إبطاء" إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أعلن مسؤول في شبكة الكهرباء الفنلندية، السبت، توقف إمدادات الكهرباء من موسكو إلى هلسنكي منذ ليل الجمعة.
وقال تيمو كوكونين، مسؤول العمليات في شركة "فينجريد" المشغلة لشبكة الكهرباء الفنلندية، في تصريح لوكالة "فرانس برس" إن "الصادرات الروسية إلى فنلندا عند الصفر حالياً، وهذا قائم منذ منتصف الليل (21:00 بتوقيت جرينتش) مثلما أُعلن سابقاً".
وأوضحت شركة "فينجريد"، الجمعة، أن إمدادات الكهرباء تعتبر "مستقرة" في فنلندا بفضل إمدادات من السويد، مشيرة إلى تمكنها الاستغناء "بدون صعوبة" عن الكهرباء الروسية.
وكانت شركة "راو نورديك" الروسية، التي توصل الكهرباء إلى فنلندا، أعلنت، الجمعة، أنها "ستوقف تزويد الكهرباء منتصف الليل"، مشيرة إلى تأخير في المدفوعات.
وبررت "راو نورديك"، فرع شركة "إنتراو" الروسية في هلسنكي، قرار قطع الكهرباء عن فنلندا بأنها "لم تتلق أي مدفوعات منذ 6 مايو الجاري".
ولم توضح الشركة ما إذا كانت مشكلة المدفوعات ناجمة عن العقوبات الأوروبية المفروضة على الاقتصاد الروسي بعد غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وكانت فنلندا تستورد حتى الآن حوالي 10% من استهلاكها للكهرباء من روسيا المجاورة.
تهديد لروسيا
ومن المتوقع أن تعلن فنلندا، الأحد، خلال مؤتمر صحافي يعقده الرئيس ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين، ترشيحها للانضمام لحلف الناتو، في خطوة حذر مسؤولون روس من عواقبها على الأمن الإقليمي، بما في ذلك التهديدات الغامضة بشأن نشر أسلحة نووية في دول البلطيق.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن هذه الخطوة ستكون بالتأكيد "تهديداً" لروسيا، لكنه لم يوضح ما قد تفعله موسكو، حال انضمت فنلندا إلى الحلف، وفق ما أوردته وكالة "بلومبيرغ".
من جانبه، قال سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيزوف، إن رد روسيا سيشمل "تحسين أو رفع درجة الاستعدادات الدفاعية على طول الحدود الروسية- الفنلندية"، مضيفاً أن الانضمام إلى الحلف "لم يجعل أية دولة أكثر أماناً على الإطلاق".
فوائد تفوق المخاطر
في السياق، قالت كيمبرلي مارتن، أستاذة العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، في إشارة إلى رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحتمل على توسيع الحلف: "يجب أن نزن المخاطر مقابل الفوائد، وأعتقد أن من الواضح في هذه الحالة أن الفوائد تفوق المخاطر".
وأضافت: "ستجلب دول الشمال جيوشاً قوية وفقاً لمعايير الناتو مع زيادة ميزانيات الدفاع، كما سيكون هناك مستوى عالٍ بالفعل من الاندماج في الحلف بالنظر إلى التدريبات المشتركة المتكررة وتبادل المعلومات الاستخباراتية".
ويشير دبلوماسيو "الناتو" إلى قواتهم البحرية القوية باعتبارها "أحد الأصول في بحر البلطيق"، بالإضافة إلى المجموعة الكبيرة من جنود الاحتياط المدربين في فنلندا.
كما ستضيف كل من السويد وفنلندا قوة جوية رئيسية إلى الحلف، إذ تفتخر السويد بطائرة "جريبن" المقاتلة، بينما تستبدل فنلندا طائراتها من طراز "F A-18 هورنتس" بـ 64 طائرة من طراز F-35A متعددة الأدوار.
ومع قدرات الحلف على جانبي خليج فنلندا، يمكن للحلفاء عرقلة أسطول البلطيق الروسي في حال وقوع أي أعمال عدائية، إذ يمكن أن تزداد عزلة كالينينجراد عن بقية روسيا، حال قرر الاتحاد الأوروبي قطع الطرق والعبور بالسكك الحديدية.