
غيّب الموت مساء السبت الكاتب والصحافي الدمشقي رياض نجيب الريس عن 83 عاماً، بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد. والريس سوري الجنسية ولبناني النشأة، وهو ابن الصحافي والسياسي الراحل نجيب الريس، مؤسس جريدة "القبس" الدمشقية.
وبدأ رياض الريس رحلته مع الصحافة، عندما استلم وهو طالب جامعي تحرير مجلة "أراب ريفيو"، التي نقلها من مجلة طلابية بسيطة إلى بوابة تستقطب أهم المفكرين والمثقفين العرب، في المملكة المتحدة وأيرلندا.
وعمل رياض مع كامل مروة مؤسس جريدة "الحياة" اللندنية، وشغل منصب مراسلها الصحافي في فيتنام عام 1966، وهي التجربة التي أكملها مع غسان تويني في صحيفة "النهار"، ثم كتب في "السفير".
وبعد مغادرته إلى لندن خلال الحرب الأهلية اللبنانية، أسس في عام 1977 جريدة «المنار»، وكانت أول جريدة عربية تصدر في أوروبا. ثم أسس «شركة رياض الريس للكتب والنشر» في عام 1986، قبل أن ينقلها إلى بيروت بعدما هدأت الأوضاع.
وكانت مجلة "النقّاد" (تيمّناً بالناقد التي أصدرها في لندن)، آخر مجلة يؤسسها رياض، والتي اعتبرت بمنزلة صالون أدبي معاصر.
الصحافة والنشر
وبعد 20 عاماً من عودته إلى بيروت، قال رياض نجيب الريس في إحدى كتاباته: "فشلت في تحقيق مشروعي الصحافي، فشلت في أن يكون لي دور بصفتي كاتباً مؤثراً في الصحافة اللبنانية، ونجحت جزئياً بصفتي ناشراً، لكن هذا لا يرضيني، أنا صحافي، النشر هو وسيلة لتأمين العيش".
ألّف رياض الريس نحو ثلاثين كتاباً منها: "آخر الخوارج"، "رياح الجنوب"، "رياح السموم"، "ريَاح الشرق"، "صحافي ومدينتان"، "قبل أن تبهت الألوان صحافة ثلث قرن"، "مصاحف وسيوف"، "رياح الشمال"، "الفترة الحرجة"، "أرض التنين الصغير.. رحلة إلى فيتنام"، و"موت الآخرين".
وأسّس "دار رياض الريس" في لندن بين عامي 1987 و1988 بسلسلة من الكتب الأدبية والسياسية والفكرية، مع غلبة واضحة لحضور الشعر والقصة والرواية والنقد.
ونعاه المؤرخ السياسي فواز طرابلسي على "فيسبوك"، قائلاً: "اليوم خسرت أخي ورفيق عمري، منذ أيام الدراسة، وصديقي وناشري، رياض نجيب الريّس (..) لن تسنح لي ولمحبيه الكثر إلقاء النظرة الأخيرة عليه، لكني متأكد من أن رياض الريس، السوري-اللبناني، ساكن في قلوب الكثيرين في العالم العربي". بينما كتب الكاتب والصحافي يوسف بزي: "مات الحبيب والمعلم رياض الريس، مات بعض من تاريخ بيروت، وتاريخ الصحافة وتاريخ الثقافة العربية (..) مات صانع الكتاب الأنيق".