القاهرة تدق "طبول السلام" في مهرجان الفنون التراثية

time reading iconدقائق القراءة - 5
فرقة انتصار عبد الفتاح خلال مهرجان "الطبول والفنون التراثية" في القاهرة - الشرق
فرقة انتصار عبد الفتاح خلال مهرجان "الطبول والفنون التراثية" في القاهرة - الشرق
القاهرة -علا الساكت

انطلقت فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان "الطبول والفنون التراثية"، التي تستضيفها العاصمة المصرية القاهرة وتستمر حتى الجمعة المقبلة، تحت شعار "الطبول من أجل السلام"، بمشاركة نحو 30 فرقة دولية.

وشهدت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، السبت، حفل الافتتاح على مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين، وقالت في كلمة مقتضبة إن المهرجان "يتيح الفرصة لإجراء حوار حضاري بين مختلف شعوب العالم من خلال الفنون التراثية، كما يعكس قدرة الإبداع على مد جسور التواصل بين الأمم وخلق تقارب وجداني بينها رغم اختلاف اللغات".

وأشارت إلى أن "التراث بمختلف صوره يُعد مبعث فخر ويحمل قيم العراقة والأصالة، ويعبّر عن الهوية الوطنية باعتبارها صلة بين الماضي والحاضر، ووسيلة للإسهام في صياغة المستقبل".

تبادل خبرات

الفرق المشاركة قدمت أثناء حفل الافتتاح نتاج أول ورشة موسيقى بقيادة الفنان انتصار عبدالفتاح رئيس المهرجان، وتستمر الورش الموسيقية على مدار أيام المهرجان بهدف تبادل الخبرات الفنية والمشاركة في تقديم نتاج هذه الورش خلال المهرجان.

وعادة ما تقدم فرق المهرجان مجتمعة عرضَي الافتتاح والختام، بحيث تصبح الحفلتان معزوفات كونية تجمع الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.

وشهد الافتتاح عزف هونغ جين ووك سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة مقطوعة موسيقية على آلة الساكسفون التي يعشقها، وأهداها إلى مصر وشعبها.

طبول السلام

سهام إسماعيل، المدير التنفيذي للمهرجان، قالت في حديثها لـ"الشرق"، إن فكرة المهرجان قائمة على "تحويل الطبول المعروفة كأداة لإعلان الحرب إلى لغة سلام وتواصل بين الشعوب، فكل الفنون التراثية قادرة على التحاور والتواصل الإنساني للتأكيد على المحبة والتسامح والسلام".

وأضافت: "لغة الطبول أيضاً تحمل البهجة والفرح والرقص والتفاؤل في ظل الظروف التي يمر بها العالم".

وتحل دولتا كولومبيا وجنوب السودان ضيفتي شرف للمهرجان الذي يتخذ عدداً من الأماكن التاريخية مسرحاً له، من بينها قبة الغوري، وبيت السناري بالسيدة زينب، وقصر الأمير طاز، بالإضافة إلى مسرح الهناجر، وحديقة الحرية، وحديقة متحف محمود مختار".

وتشارك في المهرجان فرق من دول عدة بينها "فلسطين، سوريا، كولومبيا، الفلبين، إندونسيا، السودان، جنوب السودان، بنغلاديش، باكستان، اليمن والكونغو الديمقراطية"، بالإضافة إلى بعض الجاليات الأجنبية المقيمة بالقاهرة، والتي ستقدم تراث دولها وفنونها الشعبية.

ونظراً لظروف جائحة فيروس كورونا، امتنعت هذه الدورة عن تقديم عروض الشارع التي اشتهر بها المهرجان، وتعقيباً على ذلك، قالت سهام إسماعيل: "هذه العروض كانت تقدم تحت اسم مليونية شارع المُعز، نظراً لعدد الجمهور والمشاركين فيها، لذا من الصعب حالياً إقامة فعالية بهذا العدد، كما أننا حرصنا على أن تعقد بقية العروض في أماكن مفتوحة".

السالسا وموسيقى كولومبيا

هذه الدورة تحتفي برقصة السالسا اللاتينية والموسيقى الكولومبية، وهي ثقافات لأول مرة تشارك في المهرجان، وأوضحت إسماعيل: "الموسيقى الكولومبية تحرّك مشاعر البهجة والرقص بين الجمهور، وكل عام نحرص على أن تشارك دول جديدة وثقافات جديدة بالإضافة إلى الورشة الفنية التي تخرج دائماً بعروض جديدة للافتتاح والختام".

ويكرم المهرجان هذا العام دولة الفلبين بمناسبة مرور 75 عاماً على العلاقات الدبلوماسية مع مصر، كما يكرم الفنان التشكيلي عصمت داوستاشي، ومدربة الأسود الشهيرة محاسن الحلو، والفنان عبد القادر سالم من السودان، والفنان دودونداي روز من السنغال، والفنان بابا توندي أو لا تونجي وهو أميركي نيجيري، والفنان الكولومبي توتولامومبوسينا.

وأوضحت مدير المهرجان أن التكريمات لا تقتصر على الموسيقى فحسب، "لأن اسم المهرجان هو الفنون الدولية والتراث، لذلك فإن تكريم الفنان عصمت داوستاشي والفنانة محاسن الحلو ينبع من كونهما جزءاً من التراث الشعبي المصري".

وتشارك مصر بأربع فرق رسمية للفنون الشعبية والاستعراضية، وهي "فرقة رضا، والفرقة القومية للفنون الشعبية والاستعراضية، وفرقة فنون السيرك، وأخيراً وزارة الشباب والرياضة بفرقة من طلاب الجامعات، بالإضافة إلى فرق إيقاعية أخرى مثل فرقة الطبول النوبية والآلات الشعبية، وفرقة كلاكيت.