أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الاثنين، أن إسرائيل ستحتفظ بمرتفعات الجولان، التي احتلتها في عام 1967، "حتى لو تغيرت المواقف الدولية تجاه سوريا"، مضيفاً "مرتفعات الجولان إسرائيلية، انتهى الكلام".
وقال بينيت، في كلمة خلال مؤتمر لبحث مستقبل الجولان، إن الصراع السوري الداخلي "أقنع كثيرين في العالم بأنه ربما يكون من الأفضل أن تكون هذه الأرض الجميلة والاستراتيجية في أيدي دولة إسرائيل"، وفق قوله.
وأضاف أمام المنتدى الذي تستضيفه صحيفة "ماكور ريشون" الإسرائيلية المحافظة، "لكن حتى في حال، كما يمكن أن يحدث، غيّر العالم موقفه من سوريا أو في ما يتعلق بـ(الرئيس السوري بشار) الأسد فإنه لن يكون لذلك تأثير على مرتفعات الجولان".
"جيش إيراني"
وتابع: "بعد 6 أسابيع من الآن سنعقد هنا جلسة حكومية، حيث سنصادق خلالها على خطة وطنية لهضبة الجولان. ويتمثل هدفنا في المضاعفة، ثم المضاعفة مجدداً، لعدد سكان هضبة الجولان".
وأكد عزم حكومته "على مضاعفة عدد السكان وعلى إنشاء بلدتين جديدتين، وإيجاد فرص عمل، وضخ المزيد من الاستثمارات على البنى التحتية".
وأردف: "لا يمكن الحديث عن جولاننا دون التطرّق إلى ما يجري وراء الحدود، وعلى الجانب الآخر من الجولان، وفي سوريا بشكل عام. فمنذ عشر سنوات وأكثر تشهد سوريا عدم الاستقرار".
ومضى قائلاً: "نحن نتابع عن كثب، بل عن كثب جداً، ما يجري في سوريا وعلاقتها بإيران. إذ تسعى إيران، التي تبعث بوكلائها وتقيم جيوشاً بهدف تطويق دولة إسرائيل، لتشكيل جيش آخر على حدود هضبة الجولان. فسنواصل العمل أينما لزم الأمر وكلما لزم الأمر، بشكل استباقي ويومي، من أجل طيّ التواجد الإيراني في سوريا".
دمشق: الجولان سوري
في المقابل، أدانت سوريا تصريحات بينيت بشأن زيادة عدد المستوطنين الإسرائيليين في "الجولان السوري المحتل". وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية في تصريح لوكالة الأنباء السورية "سانا"، إن هذه التصريحات "تؤكد مجدداً على الطبيعة التوسعية العدوانية للكيان الصهيوني الغاصب وانتهاكه الفاضح لقرارات الشرعية الدولية بخصوص الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة".
وأضاف المصدر أن "مثل هذه التصريحات والسياسات العدوانية لن تستطيع أن تغير من الحقيقة الخالدة بأن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً وهو عائد إلى كنف الوطن الأم لا محالة طال الزمن أم قصر وأن كل الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي باطلة وملغاة ولا أثر قانونياً لها".
جاءت تصريحات بينيت في وقت تشير تسريبات إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تبحث الوضع القانوني للجولان.
وفي 2019 خالف الرئيس الأميركي دونالد ترمب القوى العالمية والعربية، واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي ضمتها في عام 1981 في خطوة لم يعترف بها العالم.
لكن في 25 يونيو الماضي، قالت وسائل إعلام أميركية إن إدارة الرئيس جو بايدن قد تتراجع عن اعتراف الولايات المتحدة التاريخي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، في خطوة تُشكل ضربة كبيرة لإسرائيل.
وفي اليوم التالي نفت وزارة الخارجية الأميركية تغيير موقفها بشأن الهضبة المحتلة على خلفية التقارير التي أشارت إلى نية إدارة بايدن سحب الاعتراف.
وقالت الخارجية الأميركية في تغريدة على تويتر، إن "سياسة الولايات المتحدة تجاه الجولان لم تتغير، والتقارير التي تقول عكس ذلك خاطئة".
وقبل ذلك بنحو أسبوعين، قررت الحكومة الإسرائيلية الشروع في بناء مستوطنة جديدة في الهضبة تحمل اسم ترمب، تقديراً لاعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الهضبة، ليرتفع عدد المستوطنات في الهضبة المحتلة إلى 33 مستوطنة.
اقرأ أيضاً: