هل الاستحمام اليومي ضرورة في ظل نقص المياه؟.. أطباء يجيبون

time reading iconدقائق القراءة - 4
رجل يستحم بالمياه العذبة التي تم جمعها من بئر في بورت أو برنس في هايتي. 12 أكتوبر 2022. - REUTERS
رجل يستحم بالمياه العذبة التي تم جمعها من بئر في بورت أو برنس في هايتي. 12 أكتوبر 2022. - REUTERS
باريس-أ ف ب

في ظل الارتفاع الكبير في تكلفة الطاقة وتنامي المخاوف البيئية، هل يبقى الاستحمام بصورة يومية لازماً رغم استهلاك كميات كبيرة من المياه؟

أطباء أمراض جلدية يرون أن الأمر غير ضروري، بشرط الالتزام ببعض قواعد النظافة.

بحسب معهد "إيفوب" الفرنسي لدراسات الرأي العام، يقول ثلاثة أرباع الفرنسيين (76%) إنهم يستحمون بالكامل يومياً، مثل جيرانهم الألمان (77%)، فيما لا تتعدى نسبة هؤلاء لدى الإنجليز 68% والإيطاليين 53%.

لكنّ هذا النمط من الاستحمام اليومي يرفع فاتورة الطاقة وله أيضاً أثر بيئي.

فبحسب مرصد مركز معلومات المياه، يستهلك كل استحمام حوالى 57 لتراً من الماء، أو ما يقرب من 40% من إجمالي الاستخدام اليومي للفرد الفرنسي.

وهنا السؤال، هل من الضروري حقاً الاستحمام كل يوم؟ تجيب إخصائية الأمراض الجلدية في باريس ماري جوردان على هذا السؤال بقولها: "لسنا مضطرين للاستحمام يومياً من الرأس إلى أخمص القدمين".

وأوضحت الطبيبة وهي عضو في الجمعية الفرنسية للأمراض الجلدية أن "الجلد عضو حي يتجدد وينظف نفسه بطريقة ما، كما أن سطح الجلد مغطى بطبقة من الماء والدهون تشكل أول حاجز وقائي ضد العوامل المعدية والتلوث، هذه الطبقة ضرورية أيضاً للوقاية من الجفاف".

وتابعت جوردان أن "الجلد منظومة يجب الحفاظ على توازنها كأي منظومة أخرى".

ويتعين غسل الجلد في حال "غمرته عوامل عدوانية" مثل التلوث أو العرق، لكن كقاعدة عامة، "يكفي غسل المناطق التي تحتوي على العرق الدهني، والتي تكون أكثر عرضة للمستعمرات البكتيرية، مثل الإبطين والفجوات بين أصابع القدمين".

وعلى العكس من ذلك "يمكن للاغتسال بصورة مفرطة أن يسبب الجفاف، وحتى الأكزيما"، وفق جوردان.

وقالت طبيبة الأمراض الجلدية والتناسلية في باريس لورانس نيتير: "منذ القرن التاسع عشر وأعمال لويس باستير العلمية، بات معلوماً أن الاستحمام يقضي على جزء كبير من البكتيريا المسؤولة عن الأوبئة".

وأضافت: "لكن اليوم في مكاتبنا، نرى الكثير من الأشخاص الذين يغتسلون بشكل مفرط، مرات عدة في اليوم، غالباً بسبب رهاب الفيروسات".

وأوضحت نيتير أن "الخطر يكمن في تغيير الطبقة السطحية المائية الدهنية التي تسمح للجلد بالبقاء بصحة جيدة بشكل طبيعي".

ويوصي أطباء الجلد بالتركيز على الأجزاء التي تتواجد فيها الميكروبات والعرق، باستخدام الحد الأدنى من المنظفات أو عوامل الرغوة التي تهاجم الجلد.

وأشارت نيتير إلى أنه "إذا اعتمدنا هذا النوع من النظافة واغتسلنا مرة كل يومين أو ثلاثة أيام، فلا مشكلة، ما لم نتعرق كثيراً أو نمارس الرياضة"، معتبرة أن "هذا الأمر مثالي للتوفيق بين النظافة الجيدة وصحة البشرة والاستهلاك المنخفض للطاقة".

حماية للبيئة

وتشير ماري جوردان إلى أن "غسل الجسم كله بالصابون بواقع مرة كل يوم ليس ضرورياً".

ويستهلك الاستحمام الكامل ما بين 150 و200 لتر من الماء. ورغم كونه مناسبة للاسترخاء في كثير من الأحيان، غالباً ما يكون شديد الحرارة أو يمتد لفترة أطول من اللازم، ما يؤدي إلى تجفيف الجلد عن طريق الإخلال في التوازن بتكوين البشرة.

وبمواجهة المنحى الداعي إلى الإكثار من الاستحمام، نشأت قبل حوالى عقد من الزمن في الولايات المتحدة حركة تحمل اسم "unwashed" (لا للاغتسال)، تقوم على تقليل الاستحمام لأسباب بيئية وللحفاظ على البشرة.

ويطبق ألكسندر مونييه (31 عاماً) الذي يترأس جمعية تحمل اسم "un dechet par jour" ("قطعة قمامة يومياً")، هذه المبادئ. ويقول: "لم أعد أستحم إلا 3 مرات في الشهر، عندما أكون قذراً أو أتعرق".

وأضاف: "في الأشهر الأخيرة، اكتشفت ببساطة أن ذلك لم يؤثر عليّ سلباً، وفي السياق الحالي، كل قطرة لها أهمية، وحتى الآن، لم يقل لي أحدهم: رائحتك نتنة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات