أظهر استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع، الأحد، أن رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في سبيله لتحقيق فوز كاسح في انتخابات رئاسية مبكرة، مما يشدد قبضته على السلطة بعد أقل من عام من تهميشه لسلفه نور سلطان نزارباييف الذي حكم البلاد طويلاً.
وصعد الدبلوماسي السابق توكاييف للسلطة في 2019 بعدما اختاره نزارباييف بنفسه لخلافته. وظل نزارباييف الحاكم الوحيد للبلاد منذ العهد السوفيتي، لكن توكاييف أدار ظهره لأستاذه السابق بعد انتفاضة في يناير وصفها بأنها محاولة انقلاب.
ومن شأن تحقيق فوز انتخابي جديد أن يمنح توكاييف (69 عاماً) تفويضاً مطلقاً على غرار ذلك الذي حظي به نزارباييف.
ويشير الاستطلاع إلى فوزه بما يتراوح بين 82% و85% من أصوات الناخبين في ظل خوضه السباق أمام 5 مرشحين مغمورين.
وتخلى نزارباييف، الذي ظل متمسكاً بمناصب مهمة بعد التنحي عن الرئاسة، عن تلك المناصب خلال انتفاضة سقط فيها 238 شخصاً. وأجبر توكاييف منذ ذلك الحين حلفاء نزارباييف على ترك مناصب أخرى وأعاد اسم العاصمة إلى آستانة بعد أن كانت تحمل اسم نور سلطان تكريماً للرئيس السابق.
واستعان توكاييف بروسيا لإخماد الانتفاضة لكنه حافظ منذ ذلك الحين على مسافة مع موسكو متجنباً التعبير عن أي تأييد علني لحربها في أوكرانيا.
شراكة روسيا
وتعد روسيا أكبر شريك تجاري لكازاخستان، وأضر انزلاق موسكو إلى الركود بالنمو الاقتصادي لكازاخستان، كما ساعد ارتفاع قيمة الروبل مدعوماً بضوابط رأس المال في دفع التضخم بكازاخستان إلى أعلى مستوى له في 14 عاماً.
وأشرف توكاييف، وهو زير خارجية سابق ونائب سابق للأمين العام للأمم المتحدة، على إصلاحات دستورية حددت فترة الرئاسة بولايتين، كما تعهد بتقليل الفجوة بين الدخول بالقضاء على الفساد ومن خلال توزيع أكثر عدلاً للثروة.
وقال، الأحد، إنه سيواصل "إعادة ضبط" النظام السياسي بالدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة العام المقبل. كما استقال من الحزب الحاكم هذا العام وأشرف على إصلاحات سهلت تأسيس أحزاب سياسية جديدة.
وتوقعت استطلاعات رأي ألا يتمكن أي من المرشحين الخمسة الآخرين من الحصول على نسبة أصوات تتخطى 10%.
وقال تيمرلان صديقكوف، أحد سكان مدينة ألما آتا عشية التصويت: "من بين المرشحين للرئاسة، لا أعرف سوى توكاييف، هذا أولاً.. وثانيا الطريقة التي تصرف بها على الساحة الدولية كانت جذابة جداً".
وذكر ناخب آخر من نفس المدينة يدعى سيرك ويعمل مديراً (35 عاماً) أنه صوت ضد جميع المرشحين.
وقال: "أعتقد أن القوى التي ستأتي يجب أن تدرك أنها لم تمنحنا أي خيار حقيقي".
وأفادت جماعات من المعارضة ووسائل إعلام محلية بأن الشرطة احتجزت عشرات ممن نظموا احتجاجات محدودة على التصويت في ألما آتا ووصفوه بأنه غير قانوني. وقالت الشرطة إنه سيتم الإفراج عن بعضهم قريباً بينما سيواجه آخرون تهماً بارتكاب جنح.
وقالت اللجنة المركزية للانتخابات إنه مع إغلاق مراكز الاقتراع في أنحاء قازاخستان بحلول الساعة 2100 بالتوقيت المحلي، كان 69.4% من الناخبين قد أدلوا بأصواتهم، ويُنتظر صدور النتائج الأولية الاثنين.
اقرأ أيضاً: