أعلنت وزارة الخارجية العراقية، الجمعة، إيقاف السفر مؤقتاً إلى بيلاروسيا مع استمرار رحلات العودة منها إلى بغداد، بعد محادثات أجرتها مع الاتحاد الأوروبي على خلفية اتهام بيلاروسيا باستخدام المهاجرين غير الشرعيين، ومعظمهم من العراقيين كسلاح سياسي في مواجهة عقوبات بروكسل المفروضة على مينسك.
وقالت الخارجية العراقية في بيان: "نتابع باهتمام موضوع المهاجرين العراقيين وما يتفرعُ عنه من مخاطر كانت ولا تزال هدفاً لشبكات التهريب والاتجار بالبشر، بنحو قد يتسبب في حدوث عواقب على أمن الأفراد وحياتهم".
إجراءات عراقية
ونقل البيان عن وزير الخارجية فؤاد حسين، تأكيده أن "القوانين العراقية تكفل حرية السفر للمواطن العراقي، إلا أن الاتجار بالبشر ومخاطر توسع شبكات التهريب وانعكاس ذلك على أمن المسافرين العراقيين، يُصنَّف من الأعمال الإجرامية".
وأفاد البيان، بأن حسين تلقى عدة اتصالات من جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي، وغابريليوس لاندسبيرغيس، وزير خارجية ليتوانيا، وإدغار رينكيفيتش، وزير خارجية لاتفيا لبحث قضية المهاجرين العراقيين.
وأشار حسين خلال الاتصالات إلى "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخراً لحماية المواطنين العراقيين الذين وقعوا ضحايا شبكات التهريب، وكان منها إيقاف السفر مؤقتاً إلى بيلاروسيا مع استمرار رحلات العودة منها إلى بغداد، واتخاذ إجراءات التحقيق بشأن عمليات تهريب المواطنين والإيقاع بهم في مصير مجهول".
تحركات أوروبية
وسجلت ليتوانيا إحدى دول البلطيق والعضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، منذ بداية العام الجاري، وصول أكثر من 2000 مهاجر جديد معظمهم من العراق، عبروا الحدود مع بيلاروسيا بشكل غير قانوني.
وسعى جوزيب بوريل ومسؤولون آخرون في الاتحاد الأوروبي، للتوصل إلى حل مع الحكومة العراقية قد يشمل تعليق الرحلات الجوية من بغداد إلى مينسك.
وقال جوزيب بوريل في تغريدة على "تويتر": إنه "بحث مع حسين الأوضاع على حدود الاتحاد الأوروبي بين ليتوانيا وبيلاروسيا"، مشيراً إلى أن "من مصلحتنا المشتركة منع استغلال المهاجرين وحمايتهم من التعرض للاستغلال من قبل العصابات الإجرامية".
اجتماع استثنائي
وكانت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي، قالت في وقت سابق، الجمعة، إن "وزراء الشؤون الداخلية في الاتحاد سيناقشون زيادة عبور المهاجرين بشكل غير قانوني من بيلاروسيا إلى ليتوانيا عضو الاتحاد، في اجتماع استثنائي يوم 18 أغسطس الجاري".
وأفاد خطاب بعثت به سلوفينيا إلى دبلوماسيي الاتحاد، بأن ممثلين لوكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتيكس) والشرطة الأوروبية (يوروبول) سيشاركون أيضاً في الاجتماع الذي سيعقد عبر تقنية الفيديو.
وورد في نص الخطاب "بالنظر للوضع على حدود ليتوانيا وبيلاروسيا، يتعرض الاتحاد الأوروبي لتهديد أمني خطير، وهو شاهد على استخدام الهجرة غير الشرعية في بيلاروسيا كسلاح برعاية الدولة".
وضغطت سلوفينيا من أجل اتخاذ إجراء، قائلة إن أحد أهداف الاجتماع هو الاتفاق على إجراءات لحماية هذا الجزء من الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ومواصلة دعم ليتوانيا.
ويدرس الاتحاد الأوروبي فرض "عقوبات اقتصادية أقوى" لوقف تسلل المهاجرين إلى الاتحاد من بيلاروسيا، وفق ما حذر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 15 يوليو الماضي.