محادثات عسكرية بين الصين والهند لتسوية نزاع حدودي

time reading iconدقائق القراءة - 5
علما الهند والصين في رسم توضيحي التُقط في مومباي - 24 يونيو 2020 - Bloomberg
علما الهند والصين في رسم توضيحي التُقط في مومباي - 24 يونيو 2020 - Bloomberg
دبي- الشرق

أجرى قادة عسكريون صينيون وهنود محادثات من أجل تسوية نزاع حدودي مستمر منذ سنتين، اعتُبر الأسوأ منذ 4 عقود، لكنها لم تشهد اختراقاً.

ووَرَدَ في بيان مشترك أصدرته وزارة الدفاع الهندية، أن الاجتماع الذي عُقد في نقطة الالتقاء الحدودية بين تشوشول ومولدو، على الجانب الهندي من الحدود، في 11 مارس، شهد مواصلة الطرفين مناقشاتهما بعد الجولة السابقة التي عُقدت في 12 يناير 2022، من أجل التوصّل إلى "حلّ للملفات ذات الصلة" في القطاع الغربي من "خط السيطرة الفعلية"، وهو خط ترسيم افتراضي يفصل الأراضي التي تسيطر عليها نيودلهي عن تلك التي تديرها بكين، في نزاعهما الحدودي.

البيان الذي نشرته أيضاً وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، أضاف أن الجانبين "أجريا تبادلاً مفصلاً لوجهات النظر في هذا الصدد، تماشياً مع توجيهات زعيمَي البلدين للعمل من أجل تسوية المسائل المتبقية في أقرب وقت".

وتابع أن "الصين والهند اتفقتا على الاجتماع مرة أخرى، ما يشير إلى استعداد الجانبين لمنح الدبلوماسية فرصة من أجل تسوية النزاع، حتى مع بقاء القوات منتشرة بشكل مباشر على الحدود للسنة الثانية".

واعتبر البيان أن حلاً سريعاً للنزاع الحدودي سيسهم في "تسهيل تقدّم العلاقات الثنائية" بين الجانبين، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى مواصلة الحوار عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

مخاوف هندية من "عدوان" صيني

وأشارت الوكالة إلى أن هذه الجولة من المحادثات، وهي الخامسة عشرة منذ اندلاع النزاع في صيف 2020، انتهت مثل الجولتين السابقتين دون أيّ اتفاق لسحب القوات من نقاط الاحتكاك على الحدود المتنازع عليها في جبال الهيمالايا.

وثمة حدود مشتركة بين البلدين طولها 3488 كيلومتراً. وقُتل 20 جندياً هندياً وما لا يقلّ عن 4 جنود صينيين خلال النزاع الحدودي، كما نشر الجانبان آلافاً من الجنود والمدافع والدبابات والمقاتلات على الحدود، منذ مارس 2020. ولا يزال التوتر قائماً بين بكين ونيودلهي، إذ حذر قائد الجيش الهندي أخيراً من خطر "عدوان" صيني.

وتولّى السفير الهندي الجديد لدى الصين براديب كومار راوات، مهماته في بكين الاثنين الماضي، علماً أنه وصلها في 4 مارس، وخضع لحجر صحي إلزامي، وفقاً لبروتوكولات مكافحة فيروس كورونا المستجد في الصين.

ويخلف راوات السفير فيكرام ميسري، الذي عُيّن نائباً لمستشار الأمن القومي في الهند. وهو موظف في السلك الخارجي منذ عام 1990، وكان سفيراً لدى هولندا وإندونيسيا وتيمور الشرقية، وعمِل سابقاً في هونج كونج وبكين، علماً أنه يتحدث لغة الماندرين بطلاقة.

تمركز عسكري هجومي للهند

في يونيو 2021، نشرت الهند 50 ألف جندي إضافي على حدودها مع الصين، في تحوّل تاريخي نحو تمركز عسكري هجومي ضد جارتها. وأفادت "بلومبرغ" بأن نيودلهي وبكين خاضتا حرباً في جبال الهيمالايا عام 1962، مستدركة أن التركيز الاستراتيجي للهند كان بشكل أساسي على باكستان، منذ غادر البريطانيون شبه القارة الهندية، إذ خاضت إسلام آباد ونيودلهي 3 حروب على إقليم كشمير المتنازع عليه.

ولكن منذ خاضت بكين ونيودلهي العام الماضي أكثر المواجهات دموية بين الجانبين خلال عقود، سعت إدارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تخفيف التوترات مع إسلام آباد، والتركيز بشكل أساسي على مواجهة الصين.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن نحو 200 ألف جندي هندي تمركزوا على الحدود في عام 2021، ما شكّل زيادة بأكثر من 40% عن العام السابق. وتتيح إعادة الانتشار للقادة الهنود، مزيداً من الخيارات لمهاجمة أراضٍ في الصين والاستيلاء عليها، إذا لزم الأمر، في استراتيجية تُعرف باسم "الدفاع الهجومي". جاء ذلك بعد هدوء نسبي، إثر قتال في صيف 2021 شهد خسارة الهند السيطرة على نحو 300 كيلومتر مربع من الأرض، في تضاريس جبلية متنازع عليها.

"حملة هندية على شركات صينية"

وفي فبراير الماضي، أعربت وزارة التجارة الصينية عن "قلق بالغ" إزاء "حملات تشنّها الهند على شركات وتطبيقات صينية"، معتبرة أن "هذه السلوكيات أضرّت بالحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية".

ولفتت إلى أن "المستثمرين الأجانب، بما في ذلك الشركات الصينية، يشعرون بقلق متزايد حيال بيئة الاستثمار في الهند"، وحضّت نيودلهي على معاملة جميع المستثمرين الأجانب "على قدم المساواة وبشفافية ومن دون تمييز".

وأشارت الوزارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين ارتفع بنسبة 43% على أساس سنوي إلى 125.7 مليار دولار أميركي، في عام 2021.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات