شنغهاي تبدأ إجراءات جديدة لمكافحة كورونا.. وموجة فحص غير مسبوقة

time reading iconدقائق القراءة - 9
سكان أحد أحياء شنغهاي الصينية يصطفون لإجراء فحص كورونا. 9 يونيو 2022 - REUTERS
سكان أحد أحياء شنغهاي الصينية يصطفون لإجراء فحص كورونا. 9 يونيو 2022 - REUTERS
شنغهاي/ بكين/لندن-رويترز

تواجه مدينة شنغهاي الصينية موجة غير مسبوقة من الفحص الشامل لكورونا، يشمل مزيداً من السكان في عطلة نهاية الأسبوع، بعد 10 أيام فحسب من رفع المدينة قيود مكافحة الجائحة، الأمر الذي أثار قلق السكان ومخاوف من التأثير المتوقع على الأنشطة التجارية.

وبينما تسابق السلطات الزمن للحيلولة دون تفش أوسع نطاقاً بعد اكتشاف بضع حالات محلية، أمرت بإجراء فحوصات لجميع السكان في 14 من 16 حياً في شنغهاي في عطلة نهاية الأسبوع. 

وأعلنت بعض الأحياء أنه لن يسمح للسكان بمغادرة منازلهم لحين إجراء الفحص. وسيتعين على السكان تقديم ما يثبت خضوعهم للفحص في غضون 72 ساعة قبل دخول المراكز التجارية والمقرات الإدارية أو حتى ركوب المترو والحافلات.

وظلت بعض أجزاء شنغهاي خاضعة لإجراءات الإغلاق أو أعادت تطبيقها مجدداً بعد فترة وجيزة من رفعها في أول يونيو بعد اكتشاف بعض الإصابات. 

وأغلقت العاصمة بكين أماكن الترفيه ومراكز الإنترنت في اثنين من أكبر أحياء المدينة بعد رصد إصابات في بعض الحانات.

وسجل بر الصين الرئيسي 151 إصابة جديدة بفيروس كورونا، الخميس، منها 45 ظهرت عليها أعراض و106 بدون أعراض وفقاً لما ذكرته لجنة الصحة الوطنية، الجمعة.

إجراءات جديدة

والخميس، فرضت شنغهاي قيوداً جديدة لمكافحة كورونا، وأمرت السلطات سكان حي مينهانج المترامي الأطراف بالبقاء في منازلهم ليومين في محاولة لاحتواء خطر التفشي.

ويسكن في مينهانج أكثر من مليوني نسمة. وقالت الحكومة على حساب ويتشات إن الحي سيجري فحوصاً لكل السكان في 11 يونيو وسيتم رفع القيود عند انتهاء الفحوص.

وأعلنت شنغهاي رصد أربع حالات مؤكدة وظهرت عليها أعراض من كوفيد-19، الأربعاء، كلها في مناطق حجر صحي. ولم تكن أي حالة منهم في حي مينهانج.

وخرجت المدينة الأسبوع الماضي من إغلاق دام شهرين على مستوى المدينة لكن بعض التجمعات السكنية تم تطويقها مرة أخرى مع استمرار السلطات في انتهاج سياسة (صفر كوفيد) التي تهدف للقضاء تماماً على سلاسل العدوى في أسرع وقت ممكن.

ووفقاً لمذكرات صادرة عن إدارات 3 أحياء على الأقل في شنغهاي، سيخضع السكان لخمس جولات من الفحوص الإجبارية تنتهي في 23 يونيو وسيبقون داخل منازلهم حتى يوم السبت. 

وتحاول سلطات المدينة الموازنة بين التزامها بسياسة القضاء التام على كوفيد-19 وتشجيع الأعمال والشركات على استئناف أنشطتها، استناداً إلى مدى تضرر الاقتصاد المحلي والشركات من الإغلاق الذي استمر شهرين.

نقص البيانات ومنشأ كورونا

قالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إن التحقيق الأخير الذي أجرته عن منشأ كورونا لم يتوصل إلى نتائج حاسمة، وذلك يرجع إلى حد كبير لنقص البيانات الواردة من الصين، في ضربة جديدة لجهود مستمرة منذ سنوات لتحديد كيف نشأ الوباء.

وأفاد التقرير الصادر عن لجنة خبراء من منظمة الصحة بأن جميع البيانات المتاحة أظهرت أن فيروس كورونا المستجد الذي يسبب مرض كوفيد-19، ربما قد انتقل من الحيوانات، وعلى الأرجح الخفافيش، وهي نتيجة مشابهة لنتائج جهود سابقة بذلتها المنظمة في عام 2021 في أعقاب زيارة للصين.

ويعني نقص البيانات، خصوصاً من الصين التي تم فيها اكتشاف حالات الإصابة الأولى بالمرض في ديسمبر 2019، استحالة تحديد كيفية انتقال الفيروس لأول مرة إلى البشر.

من المرجح أن تزيد النتائج الشكوك عن إمكانية تحديد كيف ظهر الفيروس ومكان ظهوره.

وستضفي هذه النتائج طابع الاستعجال على جهود إصلاح منظمة الصحة العالمية وإجراءات الطوارئ الصحية الخاصة بها، إذ تسعى المنظمة جاهدة لإعادة تأكيد مكانتها بعد سنوات من الانتقادات بشأن طريقة أسلوب تصديها مع الوباء.

وتقول المنظمة إن التقرير الأولي، وهو الأول من بين عدة تقارير متوقعة من اللجنة، يدور أيضاً عن وضع آليات أفضل للتحقيق في مسببات تفشي الأمراض في المستقبل.

وأظهر التقرير أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أرسل طلباً إلى الحكومة الصينية مرتين في فبراير هذا العام سعياً للحصول على مزيد من المعلومات، لكن القائمين على التقرير قالوا أيضاً إن الصين قدمت بعض البيانات عند طلبها. 

واتخذ التحقيق في منشأ الوباء، الذي أودى بحياة 15 مليون شخص على الأقل، طابعاً سياسياً. ويقول العلماء إن من المهم تحديد ما حدث لمنع تفشي أوبئة مماثلة.

"كلما طال الوقت.. ازدادت الصعوبة"

لكن الفريق في اللجنة، المعروفة باسم المجموعة الاستشارية العلمية الدولية لأصول مسببات الأمراض المستحدثة (ساجو)، قال إنه لا يزال من المستحيل القيام بذلك بسبب نقص البيانات. وأضاف أن هناك "تحديات معترفاً بها" في التحقيق "بعد هذا الوقت الطويل من بدء التفشي"، إلا أن عملهم سيستمر بالرغم من ذلك.

وقالت ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكورونا، في بيان: "كلما استغرق الأمر وقتاً أطول، أصبح أكثر صعوبة"، مضيفة أن المنظمة ستدعم جميع الجهود الجارية للتوصل لفهم أفضل حول نشأة الوباء.

ومضت قائلة: "نحن مدينون بهذا لأنفسنا، ومدينون للملايين الذين لاقوا حتفهم ومليارات الأشخاص الذين أصيبوا".

وفي انعكاس للجدل السياسي الذي شاب عملية الصياغة، اشتمل التقرير على ملاحظة هامشية توضح اعتراض أعضاء اللجنة من البرازيل والصين وروسيا على وجود حاجة إلى مزيد من الدراسات بشأن "فرضية المختبر"، وإشارتهم إلى عدم حدوث تغيير منذ صدور تقرير سابق مشترك لمنظمة الصحة والصين عن منشأ المرض، نُشر في مارس 2021.

يتضمن أحدث تقرير أيضاً إطار عمل لتحديد منشأ تفشي الأمراض في المستقبل، وهو ما قالت المنظمة إنه الهدف المحوري للجنة، وليس استخلاص النتائج بشأن كوفيد-19. 

تصنيفات