بين ويمبلدون وويمبلي.. إيطاليا على موعد مع التاريخ في إنجلترا

time reading iconدقائق القراءة - 6
فيديريكو كييزا لاعب المنتخب الإيطالي - TWITTER/@EURO2020
فيديريكو كييزا لاعب المنتخب الإيطالي - TWITTER/@EURO2020
دبي -محمد شقير

قد يكون يوماً عادياً للكثيرين، لكنه بلا شك سيكون يوماً استثنائياً للإيطاليين، الذين ينتظرون بفارغ الصبر رؤية منتخب بلادهم يتوج بلقب بطولة أمم أوروبا "يورو 2020"، للمرة الثانية بعد إنجاز عام 1968.

فرحة التتويج باليورو، لو تحققت، لن تكون الوحيدة لإيطاليا، فهناك فرحة أخرى قد تسبق ذلك، في حال تمكن ماتيو بيريتيني من الفوز ببطولة ويمبلدون للتنس على حساب المصنف الأول عالمياً نوفاك دجوكوفيتش.

إذاً، يوم غدٍ الأحد، هو يوم غير عادي للرياضة الإيطالية، سيبدأ في ويمبلدون وينتهي في ويمبلي، وقد يُكتب تاريخ رياضي إيطالي جديد في إنجلترا.

ولكن لا يمكن أن ننسى أن المناسبة ستكون تاريخية أيضاً لإنجلترا التي لم تفز أبداً ببطولة أمم أوروبا.

ويمبلدون

يوم الجمعة الماضي، نجح ماتيو بيريتيني في بلوغ نهائي بطولة ويمبلدون للتنس، بتغلبه على البولندي هوبر هوركاتش، وأصبح أول إيطالي يصل إلى نهائي البطولة في تاريخها.

وتلقى بيريتيني، البالغ من العمر 25 عاماً، المديح من قبل الكثيرين خلال مسيرته الحالية في ويمبلدون، خاصةً بعد عروضه القوية في بطولة كوينز، حيث أصبح أول لاعب يفوز باللقب في أول ظهور له منذ بوريس بيكر في عام 1985.

والجدير بالذكر أن بيكر فاز باللقب في نادي عموم إنجلترا في ذات العام أيضاً، والفرصة سانحة أمام الإيطالي الآن لتكرار إنجاز الأسطورة الألماني.

ولا يقتصر الأمر على قوة بيريتيني في الإرسال والضربات الأمامية التي تذهل الجماهير، بل إن دقته الشديدة أيضاً كانت سلاحاً فتاكاً خلال مسيرته الناجحة إلى المباراة النهائية، التي خسر فيها 3 مجموعات فقط.

ولكن إنجاز بيريتيني قد لا يكتمل، إذ سيواجه المصنف الأول عالمياً الصربي نوفاك دجوكوفيتش، الساعي إلى لقبه رقم 20 في البطولات الكبرى، ومعادلة الرقم القياسي الذي يتقاسمه الإسباني رافاييل نادال والسويسري روجر فيدرر.

وفي حالة الفوز أو الخسارة، سيكون بيريتيني سعيداً بإنجازه، إذ صرح بعد تأهله إلى المشهد الختامي بأنه لم يكن يحلم بذلك أبداً، وأن الأمر كان "بعيداً عن مخيلتي"، وبالتالي مجرد الوصول إلى نهائي ويمبلدون يعد إنجازاً بحد ذاته.

ويمبلي

بعد التتويج بلقب اليورو الوحيد في عام 1968 على حساب يوغوسلافيا، خسرت إيطاليا نهائي عام 2000 أمام فرنسا، ونهائي عام 2012 أمام إسبانيا، لكن الحلم باللقب الثاني اقترب كثيراً هذه المرة كون الأتزوري أقوى بكثير من أي وقت مضى.

وتحت قيادة المدرب روبرتو مانشيني تقدم إيطاليا كرة قدم جميلة وهجومية وقوية، وأثبت الفريق أنه أكثر اكتمالاً من أي منتخب آخر في بطولة اليورو الحالية.

وتدخل إيطاليا المباراة النهائية بسلسلة من النتائج الإيجابية المذهلة، حيث لم تخسر في 33 مباراة متتالية، وفازت بآخر 16 مباراة لها في بطولة أمم أوروبا بما في ذلك التصفيات، وحققت أيضاً الانتصار في آخر 13 مباراة في جميع المسابقات.

التاريخ في مصلحة إيطاليا

ويلعب المنتخب الأزرق، يوم الأحد، المباراة النهائية العاشرة له في البطولات الكبرى (كأس العالم واليورو)، بالمقابل هو النهائي الأول لإنجلترا في اليورو والثاني بعد نهائي كأس العالم في عام 1966 حين فاز منتخب الأسود الثلاثة باللقب.

وفازت إيطاليا بنهائي واحد من أصل 3 في بطولة أمم أوروبا، وتوجت 4 مرات بطلة للعالم أعوام 1934 و1938 و1982 و2006، في حين خسرت نهائيين عالميين كانا في عامي 1970 و1994 أمام خصم واحد هو البرازيل.

إذاً، التاريخ يصبّ في مصلحة إيطاليا التي تتمتع بخبرة كبيرة في النهائيات وتعرف كيف تفوز بها، فقد تمكنت من الفوز في 5 نهائيات من أصل 9، وهي الآن على موعد مع النهائي العاشر لتحقيق لقب طال انتظاره.

أما على صعيد المواجهات المباشرة، فالتاريخ أيضاً منحاز للأتزوري، إذ تواجه المنتخبان في 27 مباراة، كانت الغلبة للإيطاليين في 11 مناسبة مقابل 8 انتصارات لإنجلترا و8 تعادلات.

ولكن المفارقة أن إيطاليا لم تخسر أبداً أمام إنجلترا في بطولة كبرى، إذ فازت 3 مرات وتعادلت مرة واحدة.

 وحقق الأتزوري الانتصار 1-0 في يورو 1980 بهدف ماركو تارديلي من تسديدة عجز بيتر شيلتون عن صدها، وبنتيجة 2-1 في كل من كأس العالم 1990 و2014، وفازت إيطاليا أيضاً في يورو 2012 بعد التعادل السلبي واللجوء لركلات الترجيح التي انتهت 4-2، واستمتعت الجماهير بتسديدة أندريا بيرلو الشهيرة على طريقة بانينكا في مرمى جو هارت.

هي ساعات فقط تفصلنا عن يوم رياضي مميز، وقد تكون الفرحة الإيطالية مزدوجة في إنجلترا، أو قد يكون لدجوكوفيتش وإنجلترا رأي آخر.