توافق مصري فرنسي على تخفيف آثار حرب أوكرانيا على الدول المتضررة

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقصر الإليزيه - باريس - 22 يوليو 2022 - facebook.com/Egy.Pres.Spokesman
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقصر الإليزيه - باريس - 22 يوليو 2022 - facebook.com/Egy.Pres.Spokesman
دبي - الشرق

اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على تخفيف آثار الحرب الأوكرانية وضرورة إبقاء الباب مفتوحاً أمام الحوار والحلول الدبلوماسية للأزمة أمام جميع الأطراف.

ولفت الرئيس المصري إلى "التأثيرات السلبية غير المسبوقة التي شهدتها الأسواق العالمية" بسبب حرب أوكرانيا والتي تفرض على جميع الفاعلين "التحلي بالمسؤولية لإيجاد حلول وآليات عملية تخفف من تداعيات الأزمة على الدول الأكثر تضرراً".

وشدد السيسي على أنه لا سبيل لتسوية الأزمات في ليبيا ولبنان وسوريا وشرق المتوسط، سوى عبر "حلول سياسية تحفظ وحدة أراضي تلك الدول وسلامة مؤسساتها الوطنية".

ووصل الرئيس المصري إلى باريس الجمعة قادماً من صربيا في زيارة رسمية استهلها بعقد لقاء مغلق مع الرئيس الفرنسي الذي استقبل السيسي بقصر الإليزيه.

"التزام بالشراكة الاستراتيجية"

وقال بيان الرئاسة المصرية إن اللقاء شهد إجراء مباحثات بين الرئيسين، وإن الرئيس الفرنسي أكد "تقدير فرنسا لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين".

كما أعرب ماكرون بحسب البيان المصري، عن التزام بلاده "بدعم مسيرة العلاقات الثنائية المشتركة في مختلف المجالات على نحو بناء وإيجابي".

بدوره، أكد السيسي حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية مع فرنسا، ووصف تلك الشراكة بأنها "تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الإفريقية".

"حل عادل للقضية الفلسطينية"

وتناول اللقاء بين السيسي وماكرون عدداً من الملفات الإقليمية، على رأسها القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام.

وأعرب ماكرون، بحسب بيان الرئاسة المصرية، عن "تقدير بلاده البالغ تجاه الجهود المصرية ذات الصلة، سواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو في الداخل الفلسطيني بما فيها جهود إعادة إعمار غزة".

وأبدى ماكرون تطلعه لاستمرار التشاور مع مصر في هذا الخصوص.

من ناحيته أكد الرئيس المصري موقف بلاده الثابت في هذا الصدد بالتوصل إلى "حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية".

حلول سياسية للأزمات الإقليمية

واستعرض السيسي وماكرون تطورات الأوضاع في كل من شرق المتوسط وليبيا وسوريا ولبنان، وأكد السيسي في هذا الصدد "أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ على وحدة أراضي تلك الدول وسلامة مؤسساتها الوطنية، ومن ثم يوفر الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة".

وأعرب ماكرون عن تطلع فرنسا لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك "في ضوء الثقل السياسي المصري في محيطها الإقليمي"، مشيداً في هذا السياق بالجهود التي تبذلها مصر لدعم مساعي التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة.

زيارة رسمية

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجمعة، إلى العاصمة الفرنسية باريس في مستهل زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، يبحث خلالها الطرفان تعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات، حسب ما أفادت الرئاسة المصرية.

واستقبل ماكرون، الرئيس المصري في قصر الإليزيه لدى وصوله.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن زيارة السيسي إلى العاصمة الفرنسية، ستشمل عقد مباحثات قمة بين الرئيسين تتناول عدداً من ملفات العلاقات الثنائية، فضلاً عن الموضوعات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية.

التعاون في الطاقة المتجددة 

والتقى السيسي في باريس، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير، الذي أكد حرص بلاده على تعظيم التعاون مع مصر في مختلف المجالات "التي من شأنها أن تصب في صالح العملية التنموية الجارية في مصر"، وفقاً للمتحدث باسم الرئاسة المصرية.

وأشار لومير إلى دعم "الجهود التي تبذلها مصر على كافة الأصعدة من خلال إنجاز العديد من النجاحات الاقتصادية والتنموية، فضلاً عن محورية الدور المصري في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

وأعرب السيسي عن تطلعه لـ"تعميق وتطوير آفاق التعاون المشترك مع فرنسا في المجالين الاقتصادي والتجاري، لا سيّما من خلال زيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر في ضوء الفرص الواعدة التي تتيحها المشروعات الكبرى".

وتوافق الجانبان بحسب البيان على أهمية تعزيز نشاط المشروعات التنموية والاستثمارات الفرنسية في مصر، خاصة في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة في ظل اقتراب انعقاد قمة المناخ العالمية في شرم الشيخ نوفمبر القادم.

 زيارة صربيا وألمانيا

ووصل السيسي إلى باريس قادماً من صربيا التي وصلها الأربعاء، بعدما أجرى مباحثات مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش.

وشهدت الزيارة توقيع البلدين على عدد من مذكرات التفاهم وبرامج التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة، والبيئة، والاستثمار، والثقافة والفنون، والإعلام، والتعليم، والتعليم العالي، وكذلك الإعفاء المتبادل من الحصول على التأشيرات لحملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة بحسب الرئاسة المصرية.

فيما مثلت ألمانيا المحطة الأولى لجولة السيسي في أوروبا، إذ وصل إلى العاصمة برلين الاثنين، في زيارة استمرت يومين بناءً على دعوة المستشار الألماني أولاف شولتز.

وأكد السيسي، في مؤتمر صحافي مع شولتز الاثنين، أن بلاده مستعدة للتعاون مع الاتحاد الأوروبي للتخفيف من آثار أزمة إمدادات الطاقة، مشيراً إلى أن مباحثاته من المستشار الألماني، تناولت أيضاً قمة شرم الشيخ للمناخ وقضايا حقوق الإنسان.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات