
سقط 12 شخصاً وجُرح أكثر من 100 آخرين، بتفجير سيارة أمام مقرّ للشرطة الأفغانية في ولاية غور غرب البلاد.
وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن التفجير حصل في فيروز كوه، عاصمة الولاية التي لم تشهد أعمال عنف كثيرة، مقارنة بمناطق أخرى في البلاد خلال السنوات الماضية.
ونقلت عن وزارة الداخلية الأفغانية أن "إرهابيين" فجّروا السيارة أمام مقرّ شرطة غور، مشيرة إلى "مقتل 12 شخصاً وجرح أكثر من 100".
وذكر مسؤول صحي في غور أن الضحايا من المدنيين وعناصر الأمن، فيما قال ناطق باسم حاكم الولاية إن التفجير ألحق أضراراً بمبانٍ قريبة تُعنى بشؤون النساء وذوي الاحتياجات الخاصة.
قتال مستعر
يأتي ذلك فيما استعر القتال بين حركة "طالبان" والقوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع تعثر محادثات السلام التي تجريها كابول والحركة في الدوحة.
وأشارت "فرانس برس" قبل أيام إلى فرار 30 ألف شخص من منازلهم في جنوب أفغانستان، بعد قتال عنيف بين "طالبان" والقوات الحكومية. وأضافت أن مسلّحي الحركة نفذوا هجمات على مدينة لشكركاه، عاصمة ولاية هلمند، ما دفع الولايات المتحدة إلى شنّ غارات جوية للدفاع عن القوات الأفغانية التي "صدّت" هجمات "طالبان".
أما وكالة "رويترز" فأفادت بأن القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني أسد الله خالد توجّه جواً إلى هلمند الأربعاء الماضي، بعدما شنّت القوات الحكومية هجوماً مضاداً على "طالبان" التي حاولت السيطرة على لشكركاه.
وأبرمت الحركة والولايات المتحدة اتفاقاً تاريخياً، في الدوحة في 29 فبراير الماضي، ينصّ على سحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول مايو 2021، مقابل ضمانات أمنية من "طالبان"، بينها الامتناع عن تقديم ملجأ لتنظيمات متشددة، مثل "القاعدة"، ووقف هجماتها على القوات الأميركية ووحدات حلف شمال الأطلسي، وبدء محادثات سلام مع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني.
وبعد تأخرها أشهراً، بدأت المحادثات في سبتمبر الماضي، لكنها لم تسفر بعد عن اتفاق لوقف النار أو حتى لخفض العنف.
معضلة الانسحاب
وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سجالاً الأسبوع الماضي، بعدما أشار على "تويتر" إلى وجوب "إعادة العدد الضئيل المتبقي من رجالنا ونسائنا الشجعان الذين يخدمون في أفغانستان، إلى الديار بحلول عيد الميلاد!".
وأفادت وكالة "رويترز" بأن "طالبان" وصفت تغريدة ترمب بأنها "خطوة إيجابية نحو تنفيذ اتفاق الدوحة" المُبرم بين الحركة وواشنطن.
لكن عبدالله عبدالله، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية التابع للحكومة الأفغانية، قال لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن تغريدة ترامب عزّزت موقع "طالبان" في محادثات السلام، إذ "قد ترى ذلك في مصلحتها" وتعود بالقوة في حال انسحاب الولايات المتحدة. وأضاف: "لم يقدّم أحد أي توضيح" بهذا الصدد.
وسعى مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين إلى التخفيف من وقع تغريدة ترامب، وقال الجمعة: "وضع الرئيس جدولاً زمنياً لسحب القوات. سيكون عددنا أقلّ من 5 آلاف جندي الشهر المقبل، وبحلول بداية العام الجديد سيصبح 2500".
وأضاف: "أعتقد أن ما فعله الرئيس هو التعبير عن الرغبة ذاتها مثل جميع الرؤساء منذ حرب الاستقلال. كل الرؤساء يريدون عودة كل الجنود إلى المنزل في عيد الميلاد"، وفق "فرانس برس".
"ليست تكهنات"
وتطرّق أوبراين إلى وصف رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي إعادة 2500 جندي إلى الولايات المتحدة مطلع عام 2021 بأنها "تكهنات"، قائلاً: "أستطيع أن أؤكد لكم أن هذا هو برنامج رئيس الولايات المتحدة. هذه ليست تكهنات. إنه أمر من القائد العام. وزارة الدفاع تخطط لذلك ووزير الدفاع مارك إسبر يؤيّد تنفيذ الأمر".
وكان ميلي قال في مقابلة إذاعية إن سحب الدفعة الأخيرة من القوات الأميركية، وقوامها 4500 جندي، مرتبط بالتزام "طالبان" الحدّ من هجماتها ومواصلتها محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية.
وذكّر بأن لتنفيذ "الاتفاق وكل خطط سحب الجنود شروطاً"، وزاد: "النقطة الأساسية هي أننا نحاول إنهاء حرب بحسّ من المسؤولية وتروٍّ، وأن ننجز ذلك بشروط تضمن سلامة المصالح الحيوية للأمن القومي الأميركي، وهي على المحكّ في أفغانستان".
في السياق ذاته، شدد الأمين العام لـ "الأطلسي" ينس ستولتنبرغ على أن أعضاء الحلف سيتشاورون بشأن موعد الانسحاب من أفغانستان، وتابع: "سنغادر البلد معاً في الوقت المناسب".