رغم التوتر مع الصين.. ضغط أسترالي نحو تحقيق شامل في أصل كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون يلقي كلمة أمام الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك، سبتمبر 2019 - REUTERS
رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون يلقي كلمة أمام الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك، سبتمبر 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت صحيفة "غارديان"، إن أستراليا تضغط لضمان عدم حدوث تساهل في التحقيق من منظمة الصحة العالمية، الذي ساعدت في إطلاقه بشأن أصل فيروس كورونا، والتعامل المبكر مع الجائحة.

وأشارت إلى أن كانبرا، تستغل أشهرها الأخيرة في قيادة المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية للضغط من أجل أن يظل التحقيق قوياً ومستقلاً، في خطوة ربما تنطوي على مخاطر بشأن المزيد من التوتر وتبادل الاتهامات مع الصين.

في هذا الإطار، قال متحدث باسم وزارة الصحة الأسترالية في تصريح لصحيفة "غارديان أستراليا"، إن بلاده "تشجع جميع الدول على المشاركة بشكل علني وبناء في عملية التقييم"، رداً على سؤال بشأن رضا كانبرا عن مستوى تعاون الصين.

وأضاف: "ستواصل أستراليا أيضاً العمل مع الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، لتعزيز توقعاتنا بإجراء تقييم قوي ومستقل وشامل للاستجابة لكورونا، ولتعزيز قدرة منظمة الصحة العالمية على الوقاية من الأوبئة في المستقبل، والتخفيف من حدتها والاستجابة لها".

وتابع: "سعت أستراليا أيضاً بنشاط لدعم جيراننا في منطقة المحيط الهادئ لضمان سماع أصواتهم في إطار عملية التقييم".

 تقرير مؤقت

ومن المقرر أن تقدم لجنة تقييم مستقلة برئاسة رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، هيلين كلارك، تقريراً مؤقتاً إلى المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية الشهر المقبل، قبل الانتهاء من عملها في مايو؛ وقبل انتهاء ولاية أستراليا الحالية.

وتتلقى الدول الأعضاء ومنها أستراليا، التي تقدم تمويلاً سنوياً أكثر من 16 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية بالإضافة إلى المساهمات الطوعية، تحديثات منتظمة حول التحقيق.

وبينما كانت أستراليا "مسرورة" بالتقدم المحرز حتى الآن، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، إن كلارك والرئيسة المشاركة إلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا السابقة، كان أمامهما "مهمة كبيرة في توحيد الأدلة والآراء من 194 دولة عضو".

وقال المتحدث باسم الوزارة، إن 10 خبراء دوليين، منهم البروفيسور دومينيك دواير، اختصاصي الأمراض المعدية من جامعة سيدني، كانوا "يعملون على هذه الدراسة العلمية بالتعاون مع العلماء الصينيين".

وقالت الوزارة، إن أستراليا ستستغل الوقت المتبقي لها في المجلس التنفيذي لدعم الإصلاحات لجعل منظمة الصحة العالمية "أكثر كفاءة وفعالية وشفافية واستدامة".

وقالت الحكومة الأسترالية إنها ستنظر في الترشيح لفترة أخرى في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية "في الوقت المناسب".

دعوة لتحقيق عالمي

أثارت دعوة أستراليا في أبريل لإجراء تحقيق عالمي في أصل فيروس كورونا، والتصدي المبكر له، رد فعل غاضباً من بكين، التي قالت إنها مناورة سياسية ضدها.

وانتهى الأمر بانضمام الصين إلى معظم الدول لدعم اقتراح تحقيق صاغه الاتحاد الأوروبي وشاركت في رعايته أستراليا في مايو، لكنها اتخذت سلسلة من الإجراءات التجارية ضد قطاعات التصدير الأسترالية طوال عام 2020، ورفضت دعوات كانبرا لإجراء محادثات وزارية.

قلق أسترالي

بينما ينتظر المصدرون الأستراليون بفارغ الصبر لرؤية بادرة تقدم لتخفيف التوترات التجارية في العام الجديد، وصل النزاع إلى مستوى جديد في وقت سابق من ديسمبر الجاري، عندما أعلنت الحكومة الأسترالية أنها ستتحدى الرسوم الجمركية الضخمة على الشعير من خلال منظمة التجارة العالمية.

والأسبوع الماضي، كانت أكثر من 50 سفينة فحم أسترالية لا تزال عالقة قبالة السواحل الصينية، بسبب القيود التي فرضتها الحكومة الصينية على الاستيراد، على الرغم من أن البلاد تواجه نقصاً في الفحم، وأحد أسوأ حالات انقطاع التيار الكهربائي منذ سنوات.

وأشارت السلطات الصينية إلى اكتشاف آفات عندما تحركت الأسبوع الماضي، لتمديد حظر الأخشاب ليشمل جذوع الأشجار الموردة من ولايتي "نيو ساوث ويلز" و"غرب أستراليا".

بدورها، قالت جمعية منتجات الغابات الأسترالية للصحيفة الأسترالية، الاثنين، إن الصناعة ستحتاج إلى مساعدة مالية من الحكومة إذا استمر الوضع في العام الجديد، وإلا فمن المحتمل أن تكون هناك خسائر في الوظائف وإغلاق مصانع.

من جانبها، دافعت الصين بشكل عام عن إجراءاتها التجارية، ونفت المشاركة في حملة ذات دوافع سياسية لـ"استهداف" الصادرات الأسترالية، لكنها قالت إن الأمر متروك للجانب الأسترالي لاتخاذ خطوات ملموسة من شأنها أن تسمح باستئناف حوار رفيع المستوى.

بداية الأزمة

تصاعد توتر العلاقات بين بكين وكانبرا منذ أن وقف رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إلى جانب الولايات المتحدة في أبريل الماضي، داعياً إلى إجراء تحقيق دولي في أصول فيروس كورونا المستجد.

وثارت التكهنات عن تجسس الصين على أستراليا في 2015، مع تأجير ميناء تجاري وعسكري في مدينة داروين الواقعة شمال أستراليا لشركة صينية، يتردد أن لها صلات وثيقة تربطها بالجيش الصيني، فيما وصفت الصين تلك الاتهامات أنها "من دون أساس"، داعية الحكومة الأسترالية إلى الكف عن التدخل في شؤونها.

كما أبدت بكين استياءها من بيان أسترالي اتهمت فيه الأولى الصين باحتجاز الكاتب الأسترالي، يانغ هنغ جون، في ظروف قاسية من دون اتهام.