حكايات "العندليب الأسمر" في ذكرى وفاته الـ44 

time reading iconدقائق القراءة - 7
الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ - AFP
الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ - AFP
القاهرة-خيري الكمار

مع حلول الذكرى الـ44 لرحيل الفنان المصري عبد الحليم حافظ، قال محمد شبانة نجل شقيق المطرب المصري، إنه للعام الثاني على التوالي لن يستقبل منزل العندليب الأسمر محبيه، في ذكرى وفاته، بسبب تداعيات جائحة كورونا والحفاظ على التباعد الاجتماعي.

واعتاد جمهور "عبد الحليم"، في ذكرى وفاته في الـ30 من مارس كل عام، زيارة منزله في حي الزمالك بالقاهرة، والتقاط الصور التذكارية مع مقتنياته التي تحرص عائلته على إبقاءها على حالتها الأصلية تنفيذاً لوصية العندليب الأسمر، الذي رحل عن عمر ناهز 48 عاماً.  

وصيّة زائفة

ونفى محمد شبانة، في حديثه لـ"الشرق"، "ما يجرى تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، بشكلٍ شبه سنوي، بالقرب من موعد ذكرى رحيل عبد الحليم حافظ، بشأن الوصية التي تركها قبل رحيله"، والتي "تتعلق بتوزيع الميراث بين عائلته".

وأكد شبانة، أنّ صور الوصية المتداولة مُزيّفة، وليس لها علاقة بـ"العندليب" إطلاقًا، حسب قوله. وأوضح: "العندليب ترك وصية وحيدة وشفهية، وهي أنّ يظل منزله مفتوحاً لكل مُحبيه بعد وفاته، وبالفعل نُنفذ هذا الأمر حتى الآن طالما سمحت الظروف بذلك". 

ويعمل شبانة حالياً على استكمال تأسيس متحف متنقل يضم جميع مقتنيات عبد الحليم حافظ، يجوب به بلاد العالم، مثلما حدث في الإمارات قبل عام ونصف تقريباً، وحالت ظروف كورونا من استكمال الجولة العالمية التي كان مقرراً لها أن تقام في دول أوربية وعربية كثيرة تلقى منها "شبانة" دعوات لاستقبال متحف العندليب.  

تسجيلات نادرة

وروى "شبانة" لـ"الشرق"، تفاصيل وذكريات في مشوار العدليب الأسمر، والتي ينوي الكشف عنها قريباً، من خلال تسجيل صوتي نادر لـ"عبد الحليم" مدته ساعتين يحكي فيه ملامح حياته وأهم محطاته. 

وكشف شبانة، عن مساعي عبد الحليم حافظ، لتعلّم اللغة الإنجليزية، لرغبته في تقديم أغانٍ أجنبية، وساعدته آنذاك زوجة الشاعر محمد حمزة، كونها كانت تُجيد الحديث بها، وترجمت له العديد من الأغاني، وشرحت له معانيها.

وأوضح أنّ المطرب الراحل، كان ينوي خوض تجارب في السينما العالمية، إلّا أنّ القدر حال دون ذلك، حيث جمعته اتفاقات مبدئية في أوروبا، مع الفنان المصري الراحل عمر الشريف والممثلة الإيطالية صوفيا لورين، بعد إعجابها الشديد بصوته، بشأن تقديم عملٍ سينمائي يتولى إخراجه الراحل يوسف شاهين.

أحلام لم تكتمل

وضع المرض والموت حداً لأحلام عبد الحليم حافظ التي كان أبرزها إنشاء بلاتوه ضخم، لتصوير أعماله الفنية، حسب نجل شقيق الذي قال: "بدأ العندليب بالفعل قبل وفاته في تأسيس البلاتوه من خلال شراء أجهزة الصوت ومعدات التصوير من أوروبا وأميركا، لكنّ الحلم لم يكتمل".

وأشار إلى أنّ الفنان الراحل تعاقد على أفلامٍ جديدة قبل وفاته، لكنها لم تخرج للنور، ومنها "تايه بين السما والأرض" و"لأ" تأليف الكاتب الراحل مصصطفى أمين.

ارتباطه بـ"الأهلي"

وأشار شبانة، إلى ارتباط عمه بالرياضة، وتشجيعه للنادي الأهلي، إذ كان عضواً بـ"القلعة الحمراء" منذ عام 1958، قائلاً إنّ "العندليب كان عاشقاً للأهلي ومتابعاً لكل مباريات الفريق، وكان صديقاً للراحل صالح سليم، الرئيس الأسبق للنادي".

وقال إنّ "العندليب" كان عضواً في نادي الجزيرة أيضاً، بالقرب من منزله في منطقة الزمالك بالقاهرة، موضحًا أنه كان محباً لممارسة الرياضات المختلفة، مثل البلياردو، والبينغ بونغ، وقيادة الدراجات والمشي في بعض الأحيان.

"رسالة من تحت الماء"

وأكد شبانة أنّ عبد الحليم حافظ، كان مُغرماً بالفن التشكيلي، وكانت تجمعه علاقة صداقة بالفنان التشكيلي أحمد شيحة، والد الفنانة "حلا شيحة"، حيث أهداه الأخير لوحة أطلق عليها اسم "رسالة من تحت الماء"، وهو اسم مأخوذ من أغنيته الشهيرة التي تحمل الاسم ذاته.

وأوضح أنّ "العندليب" أبدى إعجابه الشديد بتلك اللوحة، ليبعث برسالة إلى "شيحة" آنذاك، قال فيها: "أخي الفنان أحمد، كان غنائك بالألوان أروع كثيراً من غنائي لقصيدة رسالة من تحت الماء.. كان مزيج بالألوان الزرقاء والرمادي والأحمر هي أنغام ولحن يجري الورق، لقد سبقتنا جميعاً.. نزار والموجي وأنا.. أحييك أيها الفنان الرائع".

من جانبه، حكي الفنان أحمد شيحة لـ"الشرق"، تفاصيل هذه القصة: "رسمت اللوحة في يومٍ واحد، واعتمدت علي مقطع (إني أتنفس تحت الماء، إني أغرق)، وكانت عبارة عن فتاة جميلة تغطس في الماء بنصف جسدها".

وأشار إلى أن هذه اللوحة اشتراها فيما بعد مؤلف الأغنية نزار قباني، وظلت في بيته ببيروت وعندما سافر إلى سويسرا وضعها في مكتبه هناك.

وعن تفاصيل الرسالة التي تلقاها من "العندليب"، قال شيحة: "كنت أقيم معرضاً خاصاً بي في بيروت، ودعوت آنذاك ملحن الأغنية محمد الموجي، وأبدى إعجابه الشديد باللوحة، وفور عودته للقاهرة نقل إعجابه إلى الجمهور، من خلال مكالمة هاتفية بأحد البرامج الإذاعية، وعلم عبد الحليم بالموقف، وطلب استضافتي في منزله".

وتابع: "ذهبت إلى منزل العندليب، وأبدى إعجابه الكبير باللوحة من اللحظة الأولى وكتب لي رسالة جميلة، أعتبرها وسام خاص من أشهر نجوم الغناء العربي".

اقرأ أيضاً: