
نقلت صحيفة "أديس ستاندارد" الإثيوبية، الخميس عن وزير الاتصال الحكومي، كيبدي دسيسا قوله إن الحكومة حذرت السفارة الأميركية في البلاد من استمرارها في "نشر معلومات كاذبة"، فيما وصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى الجبهة، حيث تواجه القوات الحكومية مقاتلي إقليم تيجراي بحسب وسائل إعلام حكومية.
وأضاف دسيسا أن هذه الممارسات "ستضر بالعلاقات التاريخية بين البلدين".
وكانت الولايات المتحدة وبلدان أخرى قد دعت رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا فوراً بسبب الصراع الدائر بين القوات الحكومية وجبهة تحرير تيجراي، والذي قالت بريطانيا الأربعاء، إنه قد يقترب أكثر من العاصمة أديس أبابا.
وسبق أن عمدت واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي إلى سحب الموظفين غير الأساسيين، فيما تجري الأمم المتحدة عمليات إجلاء لعائلات الموظفين الدوليين.
ورغم تعبئتها السكان لمقاتلة مقاتلي تيجراي، تصر حكومة آبي على أن التقارير التي تفيد بتحقيق "جبهة تحرير شعب تيجراي" تقدماً ميدانياً مبالغ فيها، وتوجّه انتقادات للمغالاة في التغطية الإعلامية، وللتحذيرات الأمنية التي تصدرها السفارات لرعاياها.
وفوض آبي أحمد، رئيس الوزراء ديميكي ميكونن بتولى "تصريف الأعمال" قبل توجهه إلى الجبهة، فيما لم يتّضح مكان وجود آبي، كما أن الإعلام الرسمي لم يبث مشاهد له على الأرض.
طرد دبلوماسيين أيرلنديين
والأربعاء، أبلغت إثيوبيا أربعة دبلوماسيين أيرلنديين من أصل ستة يعملون في سفارة بلادهم في العاصمة أديس أبابا، بوجوب مغادرة البلاد بحلول الأسبوع المقبل، وفق ما أعلنت الحكومة الأيرلندية في دبلن.
وأعلنت وزارة الخارجية الأيرلندية أن السلطات الإثيوبية أشارت إلى أن القرار "مردّه المواقف التي اتّخذتها أيرلندا دولياً.. بشأن النزاع الدائر في إثيوبيا والأزمة الإنسانية التي تشهدها".
قيادة الهجوم
وفيما وصل آبي أحمد إلى جبهة القتال لـ"قيادة الهجوم المضاد"، و"تولى إدارة قيادة المعارك"، حسب ما أفادت وسائل الإعلام الحكومية، حذّرت الولايات المتّحدة من أنّ "لا حلّ عسكرياً" للنزاع في أثيوبيا، وأنّ الدبلوماسية هي "الخيار الأول والأخير والأوحد"، لوقف الحرب الأهلية الدائرة في البلد الإفريقي.
ويتصاعد القلق الدولي إزاء اشتداد النزاع المستمر منذ عام، وأوقعت المعارك في إثيوبيا، التي تعد ثاني أكبر بلد إفريقي في عدد السكان، آلاف الضحايا، ووضعت مئات الآلاف في مواجهة خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة.
ويبذل موفدون أجانب جهوداً حثيثة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إلا أن مؤشرات تحقيق اختراق على هذا الصعيد قليلة جداً.
وأعلن الموفد الأميركي إلى إثيوبيا، الثلاثاء، عن "تقدم" نحو التوصل لحل دبلوماسي بين الحكومة، ومتمردي تيجراي لكنه حذر من أن تحبطه "التطورات المقلقة" على الأرض.
دعوة أممية
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأربعاء، إلى "وقف فوري وغير مشروط" لإطلاق النار في إثيوبيا.
وقال جوتيريش في بوجوتا عاصمة كولومبيا، خلال زيارة إلى هذه الدولة في أميركا الجنوبية لإحياء ذكرى خمس سنوات على توقيع اتفاق سلام فيها، إنّ "عملية السلام في كولومبيا تلهمني لتوجيه مناشدة عاجلة اليوم لأطراف النزاع في إثيوبيا لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لإنقاذ البلاد".