الأمم المتحدة: نجاح مؤتمر المناخ الدولي في غلاسكو "ليس سهلاً"

time reading iconدقائق القراءة - 4
الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرج تحضر مؤتمر Youth4Climate في ميلانو قبل مؤتمر "كوب 26"، إيطاليا، 28 سبتمبر 2021 - REUTERS
الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرج تحضر مؤتمر Youth4Climate في ميلانو قبل مؤتمر "كوب 26"، إيطاليا، 28 سبتمبر 2021 - REUTERS
ميلانو-أ ف ب

قالت مسؤولة المناخ في الأمم المتحدة، إن ضمان نجاح المؤتمر المناخي الدولي "كوب 26"، "لن يكون مهمة سهلة حتماً"، وشددت على "الضرورة القصوى" للخروج بـ"رسالة أمل" من هذه القمة في عالم يرزح تحت كوارث مناخية متسلسلة.

وقبل شهر ونيّف على انطلاق هذا المؤتمر المناخي البالغ الأهمية في غلاسكو، أكدت باتريسيا إسبينوزا على ضرورة نجاح هذا الحدث. لكن بالنظر إلى حجم العمل المطلوب لهذه الغاية، هي لا تخفي أيضاً وجود عقبات أمام بلوغ هذه الغاية وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس" للأنباء.

وأوضحت إسبينوزا "لأننا لم نستطع عقد اجتماعات حضورية حتى الساعة، لم نبدأ بعد بصورة عامة المفاوضات بشأن الوثائق" الواجب إقرارها في ختام المناقشات التي ستستمر أسبوعين في العاصمة الأسكتلندية.

ورغم أن لقاءات واتصالات جرت سابقاً، وعُقدت جلسة محادثات تمهيدية في يونيو، كانت كلها افتراضية وغير رسمية، "لكن المفاوضات بشأن ما يجب إقراره تحديداً في غلاسكو لم تبدأ بعد رسمياً".

ومن هنا أهمية الاجتماع التحضيري الذي يعقده حوالى 50 وزيراً على مدى 3 أيام نهاية الأسبوع الجاري في ميلانو، إذ قالت إسبينوزا إنه "سُيحدد الاتجاهات" و"يُسرّع المسار" تمهيداً للمؤتمر الذي يقام مطلع نوفمبر وينذر بأن يكون "مكثفاً للغاية" مع "أسبوعين فقط لجدول أعمال هائل".

وقائمة المواضيع معروفة جيداً، وتلحظ تعزيز الطموحات على صعيد تقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة وزيادة المساعدات المالية للبلدان الأكثر فقراً، وتحسين التكيف مع التبعات المناخية والانتهاء من وضع الآلية التنفيذية لاتفاق باريس، خصوصاً على صعيد عمل أسواق الكربون.

إلا أن حجم المهام الملقاة على عاتق المشاركين في المؤتمر هائل لدرجة يصعب اختيار عنصر واحد يحدد نجاح "كوب 26" أو فشله.

"تفاؤل أكبر"

وأشارت إسبينوزا إلى أن "تعقيد نتائج كوب 26 يكمن في أنه لا يرتبط بقرار أو اثنين أو ثلاثة بل رزمة كاملة".

وأوضحت أن "الصعوبة تكمن في أن الكثير من هذه القرارات مترابطة"، لافتة إلى أنه في حال إيجاد حل لمسألة ما، قد يساعد ذلك في حل مسائل أخرى.

وبصورة خاصة، إذا ما توصلت البلدان المتطورة إلى "إعطاء آفاق جيدة" بشأن وعودها لتوفير 100 مليار دولار من المساعدات المناخية سنوياً للبلدان النامية اعتباراً من سنة 2020، "سيكون ذلك مفيداً جداً وسيرسي الثقة وسيتيح لنا تحقيق تقدم في مواضيع أخرى"، بحسب مسؤولة المناخ في الأمم المتحدة.

ووفق تقويم نشرته منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي في سبتمبر، بلغت قيمة هذه المساعدات 79.6 مليار دولار سنة 2019. كما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي "مضاعفة" المساعدة الأميركية لتصبح حوالى 11 مليار دولار سنوياً.

وبفضل هذا الوعد وسواه، خصوصاً من الصين التي تعهدت بالكف عن بناء محطات فحم في الخارج، تبدي إسبينوزا "تفاؤلاً أكبر" معربة عن أملها في إعطاء "زخم" جديد لمؤتمر "كوب 26".

وأقرت إسبينوزا بأن "ذلك لن يكون سهلاً بالتأكيد. المسارات المرتبطة بمؤتمرات الأطراف لا تكون سهلة أبداً". لكنها قالت "أظن في هذه اللحظة تحديداً أننا بجاحة ماسة للخروج من المؤتمر برسالة أمل إلى العالم أجمع، رسالة وضوح بشأن وجهتنا وطريقة تقدمنا".

وأوضحت إسبينوزا "لدينا أدوات كثيرة لإجراء التحولات" اللازمة من أجل تقليص الانبعاثات، لكن "ليس لدينا الكثير من الوقت، نحن في سباق مع الزمن".

وأشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن بلوغ الهدف المحدد في اتفاق باريس بحصر الاحترار بدرجة مئوية ونصف درجة مقارنة مع معدلات ما قبل الثورة الصناعية، يجب تقليص الانبعاثات بمعدل 7.6 % سنوياً بين عامي 2020 و2030.

وقالت المسؤولة "القرارات يجب أن تُتخذ حالاً، لذا فإن مؤتمر غلاسكو يرتدي أهمية كبيرة. العقد الحالي حاسم".