Open toolbar

مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي خلال مؤتمر صحافي بشأن الانتخابات الليبية، طرابلس، ليبيا. 11 مارس 2023 - AFP

شارك القصة
Resize text
دبي-

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي إنه لاحظ الوتيرة المتسارعة التي أقر بها مجلسي النواب والدولة الليبيين التعديل الدستوري الثالث عشر، وأثنى على ذلك، موضحاً استعداد البعثة الأممية لدعم لجنة (6+6) المشكلة من المجلسين للتباحث بشأن القضايا العالقة.

وأضاف باتيلي في مؤتمر صحافي عقده السبت في طرابلس، أنه إذا عملت اللجنة البرلمانية المشتركة بنفس سرعة إقرار التعديل الدستوري، و"عالجت جميع الثغرات والقضايا في مدى زمني معقول وخرجت بقاعدة دستورية وقانونية موثوقة وقابلة للتنفيذ لإجراء الانتخابات"، فإن ذلك سيعيد الثقة للمجلسين "ويمكّن مفوضية الانتخابات من إجراء الانتخابات في الإطار الزمني المأمول وهو قبل نهاية هذا العام".

وتابع: "بالإمكان وضع خارطة واضحة للانتخابات في ليبيا بحلول منتصف يونيو. الانتخابات مهمة للغاية ولا يجب أن تٌترك بيد المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب وحدهما".

وأكد باتيلي أن "إعطاء الشعب الليبي فرصة اختيار قادتهم عبر صناديق الاقتراع هو السبيل للسلام والاستقرار"، مشدداً على أن الانتخابات ضرورية لإعادة بناء المؤسسات العامة والتشريعية التي تمثل الشعب الليبي وتحكمه.

وأفاد بأن "الترتيبات المؤقتة المتتالية والحكومات المؤقتة والأجسام التشريعية التي انتهت ولايتها هي سبب عدم الاستقرار الذي يهدد البلد".

وتابع أن إطالة أمد الوضع الحالي لن يؤدي سوى لمزيد من الانهيار الاقتصادي وغياب الأمن واضطرابات اجتماعية "ما يؤدي في النهاية الى تقويض وحدة أراضي ليبيا ووحدة شعبها".

الدبيبة يدعم جهود باتيلي

بدوره، جدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المقال من قبل البرلمان عبد الحميد الدبيبة، دعمه لجهود المبعوث الأممي، وناشد لليبيين "التحلي بالإرادة لإنهاء المراحل الانتقالية عبر انتخابات عادلة ونزيهة".

واعتبر أن مشكلة الانتخابات هي "قصور الجهات التشريعية" في إيجاد قوانين قابلة للتنفيذ وعادلة في نفس الوقت.

مشاورات مكثفة

وأوضح المبعوث الأممي أنه منذ وصوله إلى ليبيا في أكتوبر الماضي أجرى مشاورات مكثفة مع مجموعة من الليبيين من القادة السياسيين والعسكريين وأعيان وغيرهم في مقر إقامته في طرابس، كما زار مدناً ليبية في كافة المناطق والتقى بمواطنين ومسؤولين.

ولفت إلى أنه زار العديد من الدول المعنية بالشأن الليبي، إذ أجرى مباحثات في القاهرة وتونس والدوحة والجزائر وأبوظبي والرباط والكونغو، موضحاً أنه سيتوجه في الأسابيع المقبلة إلى السودان والنيجر وتشاد، الجيران الجنوبيين لليبيا. 

وأضاف أنه تشاور مع "شركاء ليبيا الرئيسيين" بما في ذلك أنقرة وروما وباريس ولندن وبرلين وموسكو وواشنطن، مشيراً إلى أن "الأبعاد الإقليمية والدولية للأزمة الليبية واضحة للجميع" وأنه "خلال العقد الأخير بقيت ليبيا ساحة للنشاطات الإقليمية والدولية".

وقال إن خلال زياراته الخارجية طالب مختلف الدول "بدعم الحوار الليبي المشترك وتعزيز تطلع الليبيين نحو الانتخابات".

التأجيل "خيبة أمل"

وتطرق باتيلي إلى الانتخابات التي تم تأجيلها عام 2021، قائلاً إن 2.8 مليون مواطن سجلوا أسمائهم لدى مفوضية الانتخابات للاقتراع، وهو ما كان "رسالة يجب أن يسمعها المسؤولون في ليبيا"، واصفاً التأجيل بأنه كان "خيبة أمل" لليبيين.

وقال إنه في لقاءاته مع مختلف الأطراف الليبية شدد على ضرورة إنهاء القاعدة الدستورية بهدف إجراء الانتخابات، وأشار إلى أن رئيسي مجلسي الدولة والنواب أعلنا 3 مرات في أكتوبر وديسمبر ويناير عن توصلهم لاتفاق بشأن القاعدة الدستورية للانتخابات، ومع ذلك ظل هناك خلاف حول نقاط رئيسية مثل شروط الترشح للرئاسة.

وتابع أنه وجه نداءات إلى قائد الجيش خليفة حفتر والقادة العسكريين ضمن إطار (5+5)، والقادة السياسيين، وممثلي المجتمع المدني والشخصيات المستقلة إلى تقديم مقترحاتهم لحل الأزمة.

وأعرب باتيلي عن "امتنانه" للعدد الكبير من الليبيين الذين قدموا مقترحاتهم، مضيفاً أن "الدراسة المتأنية لهذه المساهمات ألهمتني تقديم مبادرة إحياء وتوسيع الحوار بين الأطراف الليبية".

كذلك، أثنى باتيلي على جهود المجلس الرئاسي "في جمع القادة الليبيين لمحاولة حملهم على إعادة العملية الانتخابية لمسارها الصحيح".

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا قد أطلق، في فبراير الماضي، مبادرة تهدف إلى تمهيد الطريق أمام إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في ليبيا عام 2023، معلناً تشكيل "لجنة توجيهية رفيعة المستوى" للاجتماع بمختلف الأطراف الليبية المعنية، واعتبر أن "أغلب المؤسسات فقدت شرعيتها منذ سنوات"، موضحاً أن "مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لم ينجحا في الاتفاق على أساس دستوري للانتخابات".

وكان مقرراً أن تشهد ليبيا انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر 2021، لكنها أرجئت إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات حول الأساس الدستوري للانتخابات ووجود مرشحين مثيرين للجدل.

دعا ممثلو خمس دول في ليبيا بينها الولايات المتحدة، الأربعاء الماضي، إلى ضرورة تقديم قادة الأطراف الليبية "التنازلات اللازمة" للوصول بسرعة إلى مسار يؤدي إلى إجراء الانتخابات.

وقالت السفارة الفرنسية في ليبيا إن ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا أبدوا دعمهم "القوي" لمبادرة المبعوث الخاص للأمم المتحدة عبد الله باتيلي، بشأن خارطة طريق للانتخابات.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.