كيم ينوي تعزيز علاقاته بالصين.. وتكهنات بعزل قياديين في كوريا الشمالية

time reading iconدقائق القراءة - 8
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال اجتماع للجنة المركزية لحزب الشيوعي في بيونغ يانغ - 18 يونيو 2021 - REUTERS
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال اجتماع للجنة المركزية لحزب الشيوعي في بيونغ يانغ - 18 يونيو 2021 - REUTERS
سيول-وكالات

أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أنه يعتزم تحسين العلاقات مع الصين أبرز حلفاء بلاده، التي يجهد لإخراجها من أزمة عميقة مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، فيما تثير تغييرات قيادية يجريها كيم، تساؤلات بشأن مصير أفراد من النخبة الأساسية.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن كيم وجّه رسالة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، مهنئاً بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.

ووَرَدَ في الرسالة: "حزب العمال الكوري، من خلال وحدته الراسخة مع الحزب الشيوعي الصيني، سيرتقي بالصداقة بين (كوريا الشمالية) والصين إلى نقطة استراتيجية جديدة، كما هو مطلوب في العصر وكما يرغب شعبا البلدين".

وفي إشارة إلى الولايات المتحدة اعتبر كيم أن "افتراء قوى معادية، وضغطاً شاملاً على الحزب الشيوعي الصيني، ليسا أكثر من محاولة أخيرة، ولا يمكنهم أبداً كبح التقدّم المستمرّ للشعب الصيني".

أزمة كورونا

رسالة كيم  جاءت بعد يوم على تقارير نشرتها وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ، أفادت بأنه قال خلال اجتماع للمكتب السياسي لحزب العمال الشيوعي الحاكم، إن هفوة "حاسمة" في حملة مكافحة كورونا، سبّبت "أزمة كبرى".

وأغلقت كوريا الشمالية حدودها منذ سنة ونصف، رغم إعلانها أنها خالية من الفيروس. وأدت هذه الخطوات الصارمة إلى تدمير اقتصادها، المتعثر أصلاً، فيما أقرّ كيم بأن بلاده تواجه الآن "أسوأ" وضع.

وتمرّ أكثر من 90٪ من العمليات التجارية لكوريا الشمالية عبر الصين التي يعتبر خبراء أنها قلقة من انهيار وفوضى محتملَين في كوريا الشمالية، إذ لا تريد تدفّق لاجئين عبر حدودهما الطويلة، وأن تصبح كوريا موحّدة وموالية للولايات المتحدة.

وتحدث ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية عن إمكان إرسال مساعدات إلى بيونغ يانغ، قائلاً: "لدى الصين وكوريا الشمالية تقليد طويل في مساعدة بعضهما بعضاً، عندما يواجهان صعوبات. إذا لزم الأمر، ستنظر الصين بنشاط في مساعدتها".

"تحذير للنخب الكورية الشمالية"

وأشارت وكالة "رويترز" إلى يمكن أن يكون أهم تعديل في مناصب قيادية منذ سنوات، يجريه كيم، معتبرة أنه بمثابة تحذير للنخبة الحاكمة، بعد حديثه عن إهمال قياديين في أزمة كورونا.

وشهد اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الثلاثاء، انتخاب أعضاء جدد وسكرتير للجنة المركزية، من بين تغييرات أخرى. و

جاءت هذه التغييرات بعد 10 أيام على نشر وسائل الإعلام الرسمية تقارير أفادت بأن كيم استغلّ اجتماعاً مهماً آخر، لتعزيز الانضباط في الحزب وتعيين أعضاء جدد في مكتبه السياسي.

ونقلت "رويترز" عن مايكل مادن، وهو خبير في موقع "38 نورث" الذي يتخذ الولايات المتحدة مقراً ويتابع شؤون كوريا الشمالية، قوله: "تواتر هذه الاجتماعات والتغييرات في الأفراد، استثنائي إلى حدّ ما".

ونبّه مادن إلى أن التجمّعات السياسية غير المنتظمة واستنزاف الأفراد في نظام استبدادي مثل كوريا الشمالية يمكن أن ينذر بأمور، مثل فشل أساسي لجهاز الدولة، أو تحوّلات سياسية غير مستقرة.

وأضاف: "الثقافة السياسية في كوريا الشمالية لم تبلغ بعد هذه المرحلة، لكن مسائل، مثل اجتماع المكتب السياسي هذا، تتمّ لتكون بمثابة تحذير للنخب الكورية الشمالية، من أن سلوكهم قد يعرّض تماسك النظام العام للخطر، ما قد يهدد مراكزهم السياسية والفوائد التي يجنوننها من شغلهم منصباً بارزاً".

عزل قياديين بارزين؟

ورجّحت "رويترز" أن يشكّل ذلك أبرز تغيير في البلاد منذ حملة تطهير شهدتها في عام 2013، حين أمر كيم بإعدام عمّه، لكن قاعدة سلطته لا تزال قوية، مستنداً إلى مسؤولين آخرين كثيرين، كما ذكر ثاي يونغ هو، وهو دبلوماسي كوري شمالي سابق، انشق إلى كوريا الجنوبية، وبات نائباً.

أما راشيل مينيونغ لي، وهي خبيرة أخرى في "38 نورث"، فاعتبرت أن كيم "يبرهن علناً أن أولئك الذين يفشلون في اتباع التعليمات والقواعد، وأولئك الذين يفشلون في القيادة بشكل صحيح وتحقيق النتائج المرجوّة، سيُطردون أو تُخفّض رتبهم، بصرف النظر عن مكانة مراتبهم أو المدة التي قضوها في منصبهم".

وذكرت "رويترز" أن وسائل الإعلام الرسمية لم تحدّد المسؤولين المعزولين أو المعيّنين، مستدركة أن محللين قالوا إن أدلة مستقاة من التغطية التلفزيونية، تشير إلى إقالة ري بيونغ تشول، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب وعضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، وباك جونغ تشون، رئيس الأركان العامة للجيش وعضو المكتب السياسي، وتشوي سانغ غون سكرتير الحزب ومدير قسم العلوم والتعليم.

وقال مسؤول بوزارة التوحيد الكورية الجنوبية: "هناك احتمال لتغييرات في الأفراد، تشمل ري بيونغ تشول وباك جونغ تشون وتشوي سانغ غون، إذ لم يشارك ري وباك في عملية التصويت، وكان مقعد تشوي خالياً".

وأدى ري دوراً جوهرياً في البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية، ولفت مادن إلى وجوب مراقبة مزيد من الاجتماعات والأحداث، في محاولة لجمع أدلة على مصيره، مستدركاً أن إقالته ستشكّل تطوّراً ضخماً. وتابع: "سيمثّل ذلك أهم تغيير في الأفراد بين النخبة الأساسية" منذ سنوات.

اقرأ أيضاً: