أين أصبحت المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
المشاركون في جلسة المفاوضات الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا - 7 مارس 2022 - via REUTERS
المشاركون في جلسة المفاوضات الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا - 7 مارس 2022 - via REUTERS
دبي-الشرقرويترز

قال المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي الجمعة، إن موسكو وكييف "قطعتا نصف الطريق" إلى اتفاق على قضية نزع أسلحة أوكرانيا، وإن وجهات نظر الجانبين متفقة في الأغلب على حياد أوكرانيا وتخليها عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فيما قال الجانب الأوكراني، إن التصريحات الروسية تعبر "عن مطالبهم" مشدداً على أن موقف كييف "لم يتغير".

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، عن ميدينسكي قوله إن فريقي المفاوضات يحاولان الاتفاق على إنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا ويناقشان الفروق الدقيقة المتعلقة بالضمانات الأمنية التي توجب على أوكرانيا ألا تحاول مرة أخرى الانضمام إلى التحالف العسكري الغربي.

ورفض عضو وفد المفاوضات الروسي الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى مما دار في المحادثات.

أوكرانيا: موقفنا لم يتغير

يأتي ذلك فيما، قال كبير المفاوضين الأوكرانيين، الجمعة إن موقف أوكرانيا "لم يتغير: وأنها تريد أن تقود مفاوضات السلام إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات وضمانات أمنية حسبما ذكرت "رويترز".

وقال ميخائيل بودولياك، وهو مستشار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أيضاً إن تصريحات الجانب الروسي تعبر عن "طلباتهم" وأن كل التصريحات الروسية تهدف – من بين أمور أخرى – إلى إثارة التوتر في الإعلام. 

وشدد على أن "موقفنا لم يتغير. وقف إطلاق النار. انسحاب للقوات وضمانات أمنية بصيغ محددة ملموسة".

ودفعت روسيا بعشرات الآلاف من جنودها إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير في محاولة للحد من القدرات العسكرية لجارتها واجتثاث من تصفهم بأنهم "قوميون خطيرون" في أوكرانيا.

وأظهرت القوات الأوكرانية مقاومة شرسة للقوات الروسية، وفرض الغرب عقوبات ساحقة على موسكو في محاولة لإرغامها على سحب قواتها.

وعقدت الجولة الأولى للمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا في 28 فبراير الماضي في بيلاروسيا، وعقدت جولتين في 3 و7 مارس في بيلاروسيا أيضاً.

وأعقبت تلك الجولات لقاء بين وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، والأوكراني، ديمترو كوليبا في تركيا بمنتدى أنطاليا للدبلوماسية برعاية تركية.

وتجري المفاوضات حالياً بالفيديو عبر الإنترنت بشكل يومي حسبما ذكرت وكالة "تاس" الروسية.

لا تراجع عن وضع دونباس

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن المفاوض الروسي، ميدينسكي، قوله أيضاً إن موقف بلاده بشأن منطقة دونباس بشرق أوكرانيا "تمت صياغته بوضوح" وأن موسكو لن تتراجع عنه.

وتطالب موسكو كييف بالاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك المعلنتين من طرف واحد، واللتين اعترفت روسيا باستقلالهما قبيل غزوها أوكرانيا.

وقال ميدينسكي: "يمكن تقييم التقدم المحرز في المواقف التفاوضية للأطراف حول مواضيع مثل نزع السلاح من أوكرانيا بطرق مختلفة، فبالنسبة إلى نزع السلاح، سأقول 50/50".

وأضاف أنه لا تتوفر حتى الآن أرقام محددة ولا "حجج الأطراف المفاوضة".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الجمعة، خلال احتفال بذكرى ضم شبه جزيرة القرم للاتحاد الروسي، في موسكو، إن العملية العسكرية في أوكرانيا، تهدف لمنع "الإبادة الجماعية" في دونباس.

وساطة تركية

وتسعى تركيا للوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الخميس، الذي زار أوكرانيا قادماً من موسكو، أن نظيره الأوكراني دميترو كوليبا طلب من تركيا أن تكون "أحد الأطراف الضامنة" لاتفاق محتمل مع روسيا.

وأوضح جاويش أوغلو أثناء زيارة له إلى لفيف غرب أوكرانيا أن "كييف قدّمت عرضاً لاتفاق أمني جماعي: الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى تركيا وألمانيا"، مؤكداً أن "روسيا الاتحادية لم ترَ أي مانع لذلك".

وشدد على أنه يأمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية في مدينة ماريوبل الساحلية بجنوب أوكرانيا، حيث قال إن أكثر من 100 مواطن تركي ما زالوا موجودين هناك.

وأضاف جاويش أوغلو أنه اقترح وقفاً لإطلاق النار لمدة 24 ساعة تراقبه المنظمات الإنسانية.

من جانبه أعرب وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزينكوف، الجمعة عن تقديره للجهود التركية، وقال في تغريدة باللغة التركية: "الأوكرانيون لن ينسوا دعمكم الثمين. نحن لسنا خائفين. أوكرانيا ستحمي نفسها والقيم الديمقراطية".

وفي مؤتمره الصحافي مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف بموسكو، الأربعاء، أقر جاويش أوغلو بأن اجتماعه مع الوزير الروسي، أتى في "فترة صعبة جداً"، مشدداً على أن "الحوار والدبلوماسية يتمتعان بأهمية قصوى في مثل هذه الآونة الصعبة".

ودعا وزير الخارجية التركي إلى "فعل كل ما يمكن من أجل إيجاد حل سلمي للقضية الأوكرانية"، لافتاً إلى أن أنقرة منذ بداية الأزمة "اتبعت نهجاً متوازناً وموضوعياً" بغية تسوية الأزمة ضمن إطار القانون الدولي.

وأكد أن تركيا "أبدت موقفها المتوازن والموضوعي والصحيح والقانوني منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية"، مضيفاً: "لم نُعد النظر في تطبيق اتفاقية مونترو".