مانيلا تصعّد لهجتها حيال بكين في بحر الصين الجنوبي

time reading iconدقائق القراءة - 5
سفينة نقل فلبينية في بحر الصين الجنوبي - AFP
سفينة نقل فلبينية في بحر الصين الجنوبي - AFP
مانيلا-أ ف ب

صعّدت مانيلا لهجتها حيال بكين، الاثنين، بعد مطالبتها إياها بسحب قواربها التي تصر على أنها تنتشر بشكل غير مشروع في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. 

وقال وزير الخارجية الفلبيني تيودرو لوكسين على تويتر: "صديقتي الصين، كيف يمكنني أن أقول ذلك بتهذيب؟ دعوني أرى.. وجدتها.. أخرجوا بحق الجحيم"، مشيراً إلى أن "اللغة الدبلوماسية الدمثة المعتادة لا تساعد في إنجاز شيء".

وتصاعدت حدة السجال الأخير بين مانيلا وبكين، بشأن المنطقة البحرية الغنية بالموارد التي تطالب الصين بها كاملة تقريباً في مارس الماضي، بعدما شوهدت مئات القوارب الصينية في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للفلبين.

ورفضت الصين دعوات الفلبين المتكررة لسحب القوارب، وارتفع منسوب التوتر في وقت تكثّف فيه الأخيرة دورياتها البحرية في المنطقة.

"أعمال عدائية"

وجاءت تصريحات لوكسين في وقت اتّهمت وزارة الخارجية الفلبينية قوات خفر السواحل الصينية بالقيام بـ"أعمال عدائية" ضد القوارب الفلبينية التي تجري تدريبات بحرية على مقربة من جزيرة سكاربورو شول المتنازع عليها.

وأشارت الخارجية الفلبينية إلى أنها تقدّمت باحتجاج على تصرّفات القوارب الصينية حيال خفر سواحلها أثناء تدريبات ودوريات قرب المنطقة الشهر الماضي، معتبرةً أن وجود القوارب الصينية يشكّل "انتهاكاً صارخاً لسيادة الفلبين".

وتعد سكاربورو التي تسيطر عليها الصين من بين أغنى مواقع الصيد في المنطقة، وتثير الخلاف بين البلدين اللذين يطالبان بها، حيث تقع سكاربورو على بعد 240 كلم غرب جزيرة لوزون الفلبينية الرئيسية.

وسيطرت الصين على الجزيرة في 2012، وتجاهلت لاحقاً قراراً قضائياً دولياً صدر في 2016 رأى أن لا أساس لمطالبتها بمعظم أجزاء بحر الصين الجنوبي.

وأصدرت المحكمة الدائمة للتحكيم التي تتخذ في لاهاي بهولندا مقراً لها، حكماً لمصلحة مانيلا في 2016، معتبرة أن بكين لا تملك أي "حق تاريخي" في هذا البحر الاستراتيجي.

وتحسّنت العلاقات التي اتسمت في الماضي بالبرود بين البلدين في عهد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، الذي اختار عدم الالتفات إلى القرار الدولي مقابل وعود تجارية واستثمارية تلقاها من الصين لم تتجسد على أرض الواقع.

المناورات الفلبينية

وفي وقت يواجه ضغوطاً داخلية متزايدة لتبني نهج أكثر تشدداً، قال دوتيرتي الأسبوع الماضي، إن "دوريات الفلبين البحرية ستتواصل"، مشدداً على أن سيادتها على المنطقة البحرية "مسألة غير قابلة للتفاوض".

وأوضح دوتيرتي، أن بلاده "مدينة لصديقتها الصين في العديد من المجالات بما فيها توفير لقاحات مضادة لفيروس كورونا"، وأضاف "سأقول للصين: نحن لا نريد مشكلة ولا نريد الحرب. لكن إذا طلبتم منا المغادرة فسيكون الجواب لا"، مؤكداً أنه ليس هناك مجال للمساومة.

وتأتي هذه التصريحات بعدما قالت وزارة الدفاع الفلبينية إن "الصين لا يمكنها أن تخبر الفلبين بما يمكننا أو لا يمكننا فعله في مياهنا".

وأجرت قوات خفر السواحل الفلبينية، الأسبوع الماضي، مناورات في بحر الصين الجنوبي وصفها مسؤول بأنها جزء من الجهود الرامية لضمان "سلطتنا القضائية البحرية" في المياه المتنازع عليها.

وجاءت التدريبات التي تجرى على مقربة من جزيرة ثيتو التي تسيطر عليها الفلبين من جهة، وسكاربورو الخاضعة لسلطة الصين، على وقع ارتفاع التوتر في البحر الغني بالموارد.

وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن خفر السواحل الفلبيني أعلن أنه نشر 8 سفن، مع مكتب مصايد الأسماك، مضيفاً أنها تدرّبت على الملاحة، وعمليات القوارب الصغيرة، والصيانة والعمليات اللوجستية، في جزيرتَي سكاربورو و باغ آسا.