واشنطن تعزز تواجدها العسكري في الفلبين.. والصين: يضر بالاستقرار

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عند وصوله إلى مانيلا، عاصمة الفلبين في زيارة لمناقشة التعاون الدفاعي - 2 فبراير 2022 - AFP
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عند وصوله إلى مانيلا، عاصمة الفلبين في زيارة لمناقشة التعاون الدفاعي - 2 فبراير 2022 - AFP
مانيلا/ دبي-رويترزالشرق

اتفقت الفلبين والولايات المتحدة على توسيع قائمة القواعد العسكرية التي يمكن للقوات الأميركية استخدامها في الفلبين لتشمل 4 قواعد إضافية، فيما انتقدت الصين الخطوة واعتبرتها مضرة بـ"الاستقرار الإقليمي".

وقالت وزارتي الدفاع الأميركية والفلبينية، في بيان مشترك الخميس، إن الاتفاق يمنح واشنطن حق الوصول إلى 4 قواعد إضافية، بموجب اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز.

وكانت اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز التي أبرمها البلدان عام 2014، تسمح للقوات الأميركية باستخدام 5 قواعد عسكرية فلبينية لتحريك الطائرات والسفن والمعدات والقوات. كما تسمح بتخزين معدات للاستخدام في عمليات إنسانية وأخرى متعلقة بالأمن البحري.

وجاء في البيان أن الولايات المتحدة ستخصص 82 مليون دولار من أجل الاستثمار في تطوير البنيات التحتية بالقواعد العسكرية الـ5 التي تشملها اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز منذ 2014.

وبموجب الاتفاقية، تعمل القوات الأميركية بشكل قانوني وتنشر قواتها ومعداتها في المنشآت العسكرية التي يشملها الاتفاق لفترة طويلة، لكنها لا تمنح للقوات الأميركية حق التواجد الدائم.

الصين ترد

وانتقدت الصين الاتفاق، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، في إفادة يومية الخميس، إن ولولج الولايات المتحدة لمزيد من القواعد العسكرية في الفلبين "يضر بالاستقرار الإقليمي".

وحذرت المتحدث من أن الخطوة ستزيد كذلك من حدة التوترات الإقليمية.

ولم تحدد وزارتي الدفاع الأميركية والفلبينية مكان القواعد العسكرية الـ4 الجديدة التي يشملها الاتفاق.

فيما قال قائد الجيش الفلبيني السابق إن الولايات المتحدة طلبت في السابق الوصول إلى قواعد في جزيرة لوزون الشمالية، وهي أقرب نقطة في الفلبين إلى تايوان،  وفي مقاطعة بالاوان الجنوبية الغربية، التي تواجه جزر سبراتلي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وفي المقابل، عرضت الولايات المتحدة على مانيلا مساعدة عسكرية، بما في ذلك طائرات بدون طيار، حتى تتمكن القوات الفلبينية من مراقبة النشاط في بحر الصين الجنوبي، حسبما قال المسؤولون.

والاتفاق جزء من جهد أميركي أوسع لنشر مجموعات أصغر من القوات في منطقة آسيا والمحيط الهادي وتعزيز التحالفات القديمة وتشكيل تحالفات جديدة لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في المنطقة، بحسب ما نقلت وول ستريت جورنل.

ويوجد حالياً نحو 500 عسكري أميركي بالتناوب في الفلبين، حسبما قال متحدث باسم القيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن التوصل إلى اتفاق مع الفلبين كان جهداً استمر لعدة أشهر وتعزز بسبب علاقة مانيلا المعقدة مع الصين.

أوستن في الفلبين

يأتي الإعلان عن الاتفاق بالتزامن مع وصول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء،  إلى مانيلا لإجراء محادثات مع المسؤولين الفلبينيين بشأن تعزيز تدابير الردع ضد الإجراءات الصينية المتزايدة تجاه تايوان وفي المحيطين الهندي والهادي.

والتقى أوستن بالرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور في القصر الرئاسي الخميس، فيما يرتقب أن يعقد اجتماعاً مع نظيره كارليتو جالفيز.

وتوجه أوستن إلى مانيلا قادماً من كوريا الجنوبية، حيث التقى نظيره الكوري الجنوبي، وعقدا محادثات بشأن نشر الولايات المتحدة أسلحة متطورة مثل الطائرات المقاتلة في شبه الجزيرة الكورية لتعزيز التدريب المشترك مع القوات الكورية الجنوبية رداً على تنامي التهديد النووي لكوريا الشمالية.

وفي يناير الماضي، استضافت مانيلا اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى مع حليفها الدفاعي الرئيسي، في إطار جهود الرئيس فرديناند ماركوس لاستعادة شراكة استمرّت 7 عقود قطعها سلفه رودريجو دوتيرتي.

وتعهَّدت الولايات المتحدة والفلبين، خلال الاجتماع، بتعزيز تعاونهما الأمني لتبديد المخاوف المشتركة، خصوصاً على صعيد التوترات مع بكين بشأن بحر الصين الجنوبي.

واتفق البلدان في بيان مشترك على ضرورة "تعزيز التعاون الدفاعي والأمني والتأكّد من أنّ التحالف يتكيّف بشكل فعّال مع التحدّيات الجديدة والناشئة".

خلافات السيادة

وهناك خلاف بين الصين والفلبين بشأن بحر الصين الجنوبي، الذي يعدّ فضاءً استراتيجياً غنياً بالطاقة والموارد. وتطالب بكين بكلّ ذلك تقريباً، لكنّ الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي لديها مطالبات أيضاً.

وفي هذا السياق، تجاهلت الصين حكماً صادراً عن المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي لمصلحة مانيلا في عام 2016.

وأعلنت الفلبين في نهاية ديسمبر تعزيز وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي، في أعقاب تقارير أفادت بأنّ بكين بدأت بتطوير أراضٍ غير مأهولة حول أرخبيل سبراتلي المتنازع عليه.

ووافقت مانيلا وواشنطن، اللتان وقّعتا معاهدة دفاع مشترك في عام 1951، على إجراء محادثات في منتصف 2023 من شأنها أن تسمح لحكومتيهما بـ"ضمان استجابة أكثر تنسيقاً لبؤر الاضطراب المحتملة".

كذلك، قرّرتا تسريع استكمال مشاريع من شأنها أن تسمح للقوات الأميركية بتخزين المعدّات في بعض القواعد العسكرية الفلبينية، فيما تعهّدت مانيلا باتخاذ إجراءات لتطوير جيشها.

وكرر الرئيس فرديناند ماركوس في يناير الماضي بدافوس الإعراب عن قلقه للتوترات بين السفن الحربية الأميركية والصينية في المنطقة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات