قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن مكالمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، التي أجراها مع مسؤولة في ولاية جورجيا، تكشف تفاصيل جديدة بشأن جهوده للضغط من أجل تغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية، التي جرت في نوفمبر الماضي، وانتهت بفوز الرئيس الحالي جو بايدن.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترمب حض آنذاك كبيرة المحققين في مكتب الأمين العام لولاية جورجيا، فرانسيس واتسون، على التحري عن عمليات تزوير أثناء التدقيق في بطاقات الاقتراع عبر البريد في إحدى ضواحي مدينة أتلانتا، في مكالمة هاتفية أجراها معها في أواخر ديسمبر.
وفي تسجيل صوتي للمكالمة التي استمرت 6 دقائق، واستعرضتها "وول ستريت جورنال"، قال ترمب مراراً إنه فاز بأصوات بجورجيا، مضيفاً: "حدث أمر سيئ".
وأضاف ترمب محدثاً كبيرة المحققين: "عندما تظهر الإجابات (النتائج) الحقيقية، سوف تحظين بالإشادة".
فأجابت: "بوسعي أن أؤكد لك أن فريقنا و(مكتب تحقيقات جورجيا)، مهتمون فقط بالحقيقة، والعثور على المعلومات التي تستند إلى الحقائق".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أوردت معلومات بشأن المكالمة في يناير، لكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها نشر التسجيل.
وأطلقت المدعية العامة لمقاطعة فولتون، فاني ويليس، تحقيقاً جنائياً بشأن جهود ترمب المزعومة لجعل المسؤولين في جورجيا يغيرون نتائج الانتخابات الرئاسية بالولاية في نوفمبر. وفي رسالة مؤرخة في فبراير إلى المسؤولين، قالت ويليس إن هيئة محلفين كبرى ستجتمع خلال هذا الشهر.
مكالمة رافنسبرغر
في مطلع يناير الماضي، نشرت وسائل إعلام تشمل "وول ستريت جورنال"، أخباراً عن تسجيل محادثة هاتفية بين ترمب وعدد من أنصاره، والأمين العام لولاية جورجيا براد رافنسبرغر وموظفيه.
وخلال المكالمة حض ترمب رافنسبرغر على "إيجاد" أصوات لتغيير نتيجة الانتخابات، ووبخه لأنه لم يبذل المزيد من الجهد لتغيير نتيجة الانتخابات.
وفاز بايدن بالولاية بفارق نحو 12 ألف صوت من أصل 5 ملايين صوت تم الإدلاء به. وأكدت عمليتا إعادة إحصاء على مستوى الولاية فوز بايدن، ما جعل ترمب أول رئيس جمهوري في منصبه يفقد الولاية منذ عام 1992.
وبعد عمليات إعادة الفرز، أجرى ورافنسبرغر تدقيقاً جنائياً لنحو 15 ألف بطاقة اقتراع بالبريد في مقاطعة كوب، وفحص التوقيعات على مظاريف الاقتراع للتأكد من تطابقها مع التوقيعات المدرجة في سجلات المقاطعة، ولم يجد التدقيق أي دليل على التزوير.
وخلال تلك المراجعة، التي تمت قبل أعياد الميلاد مباشرة، اتصل ترمب بفرانسيس واتسون، لافتاً في المكالمة إلى أنه اتصل بها بناءً على طلب كبير موظفيه مارك ميدوز.
وخلال المكالمة، أخبر ترمب واتسون بأن لديها أهم وظيفة في البلاد في ذلك الوقت، وحض محققيها على مراجعة التوقيعات التي تعود إلى سنوات عدة، وفقاً للتسجيل.
وبينما ركز تدقيقها على مقاطعة كوب، قال ترمب إنها يجب أن تنظر إلى مقاطعة فولتون، المقاطعة الأكثر اكتظاظاً بالسكان.
وأضاف ترمب: "إذا تمكنت من الوصول إلى فولتون، فستجدين أموراً غير معقولة"، من دون تقديم أي دليل على ارتكاب أي مخالفة، كما لم تسأله واتسون عما يعنيه.
وفي إحدى اللحظات، قال إن خسارته في جورجيا "لم تكن منطقية على الإطلاق، كما تعلمين، ألغوا بطاقات الاقتراع، لقد ألغوا كل هذه البطاقات".
وفي التسجيل، أشارت واتسون، التي لم يتم تعيينها سياسياً، إلى أنها فوجئت بأنه يتصل بها، وقالت: "أعلم أنك رجل مشغول للغاية ومهم للغاية ويشرفني جداً أنك اتصلت. وبصراحة شديدة صدمت لأنك ستأخذ بعض الوقت للقيام بذلك، لكنني ممتنة للغاية".
تحقيق جنائي في جورجيا
وفي فبراير الماضي، قال مسؤول بمكتب الأمين العام لولاية جورجيا لرويترز، إن المكتب فتح تحقيقاً رسمياً في جهود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لتغيير نتائج الانتخابات في الولاية عام 2020، في خطوة قد تؤدي إلى تحقيق جنائي تجريه الولاية والسلطات المحلية.
وواجه الأمين العام للولاية براد رافينسبرغر دعوات لفتح تحقيق بعد تسجيل مكالمة هاتفية لترمب، في الثاني من يناير ضغط خلالها عليه لتغيير نتائج انتخابات الولاية، بناءً على مزاعم كاذبة بشأن تزوير أصوات الناخبين.
وقال والتر جونز، المتحدث باسم مكتب الأمين العام: "يحقق مكتب سكرتير الولاية في الشكاوى التي يتلقاها"، ووصف التحقيق بأنه "إداري لتقصي الحقائق".
ويقول خبراء قانونيون إن مكالمات ترمب الهاتفية، ربما تكون انتهكت ما لا يقل عن ثلاثة قوانين انتخابية جنائية للولاية: التآمر لتزوير الانتخابات والتحريض الجنائي، لتزوير الانتخابات والتدخل المتعمد في أداء واجبات الانتخابات. ويعاقب على الجنايات والجنح بالغرامة أو بالحبس.