أردوغان: تركيا لن تصبح "مستودعاً" للمهاجرين القادمين من أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلتقي بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش قمة الناتو، بروكسل، 14 يونيو 2021 - via REUTERS
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلتقي بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش قمة الناتو، بروكسل، 14 يونيو 2021 - via REUTERS
دبي-الشرق

حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الأوروبية الخميس على تحمل المسؤولية إزاء المهاجرين القادمين من أفغانستان، وسط مخاوف من موجة محتملة لتدفق المهاجرين بعد تولي حركة طالبان الحكم في البلاد.

وقال أردوغان في تصريحات بعد اجتماع لمجلس الوزراء، إن تركيا "‎ليست مضطرة وغير مسؤولة أو موكّلة لتكون مستودعاً للاجئين من أجل فائدة ‎أوروبا".

ونفى الرئس التركي وجود 1.5 مليون مهاجر غير نظامي من أفغانستان على الأراضي التركية، واعتبر أن الحديث عن ذلك مجرد "ادعاءات تروجها المعارضة".

ولفت أردوغان إلى أن السلطات التركية اتخذت إجراءات على حدودها مع إيران وهي ممر رئيسي لهجرة الأفغان عبر تركيا، مشدداً على أن "تركيا ليست بلداً يمر منه كل عابر ولن نتسامح أبداً مع من لا يلتزم بقوانيننا وأنظمتنا ويتخذ مواقف تثير الفوضى".

جدار على الحدود

وكان  الرئيس التركي صرح الأربعاء أن بلاده ستعمل من أجل بناء جدار على كامل حدودها مع إيران، مؤكداً أن حكومته تبذل جهوداً كبيرة في مكافحة الهجرة غير النظامية، وتنفذ إجراءات مختلفة للسيطرة على أمن الحدود التركية

وأوضح أدروغان أنه "تم بناء جدار حماية على طول 156 كيلومتراً من الحدود التركية الإيرانية، وجاري العمل حالياً على بناء 85 كيلومتراً، وتمت إضاءة 109 كيلومتراً مما تم تشييده، فضلا عن تزويد 79 كيلومتراً منها بأنظمة الكاميرات وأجهزة الاستشعار".

وشدد على أن هذا الجدار "ليس مهماً فقط في مكافحة الهجرة غير النظامية ولكن أيضاً في مكافحة الإرهاب"، بحسب تعبيره.

وراتفعت دعوات المعارضة التركية وخاصة حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، بترحيل اللاجئين إلى بلادهم، بالتزامن مع موجة الهجرة المرتقبة من اللاجئين الأفغان إلى تركيا بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

ووفق البيانات الرسمية لوزارة الداخلية التركية، تم منع 505 آلاف و375 أجنبياً من دخول تركيا بشكل غير قانوني على الحدود الشرقية والجنوبية للبلاد، في عام 2020، فيما بلغ هذا الرقم حوالي 253 ألفاً و300 شخص عام 2021.

تركيا.. "دولة آمنة للمهاجرين"

ومنذ أشهر، تحاول اليونان لكن دون جدوى، إقناع تركيا باستقبال ألفي مهاجر من أفغانستان رفضت أثينا طلبات لجوئهم.

والأربعاء، قال وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراشي إن بلاده تعتبر إعادة اللاجئين الأفغان إلى تركيا "خياراً مطروحاً"، بعد أن أصبح ترحيلهم إلى أفغانستان مستحيلاً بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.

وأضاف: "ليست لدينا صورة واضحة عن الوضع الذي سيسود في أفغانستان خلال الأشهر المقبلة"، مؤكداً أنه لا يزال "من المبكر جداً" معرفة ما إذا كانت اليونان ستواجه موجة هجرة جديدة. وتابع: "نعتبر تركيا دولة آمنة للمواطنين الأفغان".

وأشار وزير الهجرة اليوناني إلى أن بلاده تستقبل أصلاً 40 ألف أفغاني، مشدداً على ألا تصبح اليونان "نقطة دخول" جديدة للمهاجرين غير القانونيين، بعدما كانت كذلك خلال موجة الهجرة عام 2015.

وقال إنه من أصل 40 ألف أفغاني في اليونان "هناك 20 ألفاً قدموا طلبات لجوء و20 ألفاً أصبحوا لاجئين". ولفت ميتاراشي إلى أن اليونان سبق أن قدّمت مساهمة "أساسية" في استقبال اللاجئين، معتبراً أن دولاً أخرى "في شرق اليونان" يجب أن تساعد في إدارة موجة هجرة محتملة نتيجة سيطرة طالبان على الحكم في كابول.

خلاف وسط الاتحاد الأوروبي

ودعت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي إيلفا جوهانسون الأربعاء، إلى استقبال الأفغان المعرّضين لـ"تهديد وشيك"، خصوصاً النساء. وحضّت الدول الأعضاء على "تسريع" عملياتها لاستضافة لاجئين على أراضيها.

وإذا كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عبّرت الثلاثاء عن انفتاحها على استقبال "منظم" للاجئين الأفغان "المعرضين للخطر" الذين يفرون من نظام طالبان، فإن الموضوع يثير خلافاً بين أعضاء الاتحاد.

في فرنسا، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى "استباق" وصول مواطنين أفغان واتخاذ تدابير "للحماية من تدفقات الهجرة غير الشرعية".

أما النمسا فدعت الاتحاد الأوروبي الأربعاء، إلى إقامة "مراكز احتجاز" في الدول المجاورة لأفغانستان لاحتجاز الأفغان المطرودين من أوروبا، فيما أثينا تريد من جانبها إعادتهم إلى تركيا.

اقرأ أيضاً: