
أخفق مجلس الأمن الدولي في التوصّل إلى اتفاق بشأن تمديد استثناءات السفر لـ13 من قياديّي حركة "طالبان" الأفغانية، انتهى العمل بها منتصف ليل الجمعة.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن روسيا والصين تريدان السماح لجميع هؤلاء القياديين بالسفر، في حين أن الولايات المتحدة والدول الغربية مصمّمة على خفض عددهم، احتجاجاً على قيود فرضتها "طالبان" بشأن حقوق المرأة، وامتناعها عن تشكيل حكومة شاملة بحسب ما تعهدته بعد توليها السلطة في أفغانستان، إثر دخولها كابول وسقوط حكومة الرئيس السابق أشرف غني، في 15 أغسطس 2021.
وأشار الدبلوماسيون إلى أن روسيا والصين طلبتا مزيداً من الوقت لدراسة المقترح الأميركي، فأُعيد فرض حظر السفر على جميع قياديّي "طالبان" الـ13، حتى الاثنين على أقرب تقدير، عندما يتعيّن على موسكو وبكين الردّ على اقتراح واشنطن، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
ويخضع العشرات من أعضاء "طالبان" لعقوبات فرضها مجلس الأمن قبل سنوات، تشمل حظر سفر وتجميد أصول وحظر على التسلّح.
لكن بعضاً من مسؤولي الحركة مُنحوا إعفاءات، ليتمكّنوا من السفر للمشاركة في محادثات تستهدف إعادة السلام والاستقرار إلى أفغانستان.
ومنذ استيلاء "طالبان" على أفغانستان قبل عام، في خضمّ انسحاب فوضوي للقوات الأميركية ووحدات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لقي 700 شخص حتفهم وجُرح 1400، رغم تحسّن الوضع الأمني بشكل عام، وفقاً لتقرير أصدرته الشهر الماضي البعثة السياسية للأمم المتحدة في أفغانستان، أبرز كيفية تجريد النساء من العديد من حقوقهنّ الإنسانية، وحرمانهنّ من التعليم الثانوي وفرض قيود على تنقلهنّ.
وفي يونيو الماضي، منعت لجنة بمجلس الأمن تراقب تطبيق العقوبات المفروضة على "طالبان"، قياديَّين من الحركة من السفر، رداً على مشاركتهما في قمع النساء، وهما سعيد أحمد شيدخل، نائب وزير التعليم بالوكالة، وعبد الباقي بصير أوال شاه، المعروف أيضاً باسم عبد الباقي حقاني، وزير التعليم العالي بالوكالة.
اقتراح أميركي
ومع اقتراب انتهاء إعفاءات السفر لقياديّي "طالبان" الـ13 المتبقين، اقترحت الولايات المتحدة، الخميس، إعادة فرض حظر السفر على 7 منهم، والإبقاء على إعفاء 6 آخرين، مع اقتصار سفرهم على قطر، حيث أُجريت محادثات بين الحركة ومسؤولين أميركيين.
وذكر دبلوماسيون أن روسيا والصين قدّمتا اقتراحاً منافساً، يقضي بمنح جميع هؤلاء القياديين إعفاءات سفر لمدة 90 يوماً، تمكّنهم من السفر إلى روسيا والصين وقطر و"دول إقليمية".
واعترضت موسكو وبكين على الاقتراح الأميركي، فيما عارضت المملكة المتحدة وفرنسا وإيرلندا الاقتراح الروسي الصيني، وأصرّت على أن الإعفاء لا يمكن أن يستمرّ لجميع هؤلاء القياديين، نتيجة عدم تحقيق "طالبان" تقدّماً في تنفيذ التزاماتها بشأن النساء، وتشكيل حكومة شاملة وملفات أخرى.
وأشار دبلوماسيون إلى أن واشنطن راجعت اقتراحها الجمعة، وبات يقضي بحظر سفر 7 من قياديّي الحركة، وتمديد إعفاءات 6 آخرين لمدة 90 يوماً، من دون قيود جغرافية. وتدرس روسيا والصين هذا الاقتراح الآن، بحسب "أسوشيتد برس".
اقرأ أيضاً: