آلات موسيقية مدمرة في كابول.. من الفاعل؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
آلات موسيقية مدمرة في العاصمة الأفغانية كابل. - @jeromestarkey
آلات موسيقية مدمرة في العاصمة الأفغانية كابل. - @jeromestarkey
دبي-الشرق

جددت صور لآلات موسيقية محطمة في العاصمة الأفغانية كابول المخاوف من عودة حركة طالبان إلى تنفيذ سياسات متشددة رغم سعيها لتقديم نفسها بوجه جديد. فما حقيقة القصة؟

بدأ الجدل عندما نشر الفنان الأفغاني أريان خان، صوراً عبر "تويتر"، تُظهر عدداً من الآلات الموسيقية، من بينها بيانو وطبول تم تخريبها عمداً.

وعلّق الفنان الذي لا يُعرف ما إذا غادر أفغانستان أم لا، قائلاً: "كل ما حدث تسبب في الكثير من الألم والغضب. الآلات الموسيقية جرى تحطيمها بوحشية.. ينبغي ألا تضيع الموسيقى".

وبعد يومين، نشر الصحفي البريطاني جيروم ستاركي، الذي يغطي شؤون الدفاع في صحيفة "ذا صن" البريطانية، عبر حسابه على تويتر، مجموعة صور أخرى التقطها من نفس المكان، الذي أشار إلى أنه ستوديو تسجيلات حكومي في حين ذكرت تقارير سابقة أنه المعهد الوطني للموسيقى.

وأضاف أنه عند وصوله، زعم حراس طالبان أنهم وجدوا الآلات الموسيقية "على هذا النحو ولم يدمروها".

وذكر ستاركي في تغريدته: "أخشى أن تكون هذه دلالة على أمور مقبلة. مشهد مؤلم بشكل غريب لاثنتين من آلات البيانو الكبيرة محطمتان في ستوديو تسجيل تابع للدولة في كابول. عندما زرت (المكان)، أصر حراس طالبان أنهم وجدوها (الآلات الموسيقية) على هذا النحو"، مضيفاً: "المتحدث باسمهم (حركة طالبان) ذبيح الله مجاهد، قال إن الموسيقى غير إسلامية". 

وفي تغريدة أخرى، قال: "صورتان إضافيتان لبيانو كابول. كان عناصر طالبان في غاية التحمس للضغط على المفاتيح وعزف الموسيقى (لا يزال عدد قليل من مفاتيح البيانو يعمل) ولكن في اللحظة التي رفعت فيها الكاميرا (لالتقاط صور)، تواروا عن الأنظار. لم يرغبوا أن يراهم أحد مع آلة موسيقية في أفغانستان الجديدة".

"وجدناها محطمة"

وأوضح ستاركي في منشور عبر حسابه على "إنستجرام" أن "نحو 12 آلة موسيقية أخرى دمرت أو أتلفت، تشمل جيتاراً ومجموعة من الطبول ونوعاً من البيانولا (بيانو)، ولكن معظم تلك الآلات التالفة كانت متراصة بدقة، ما يشير إلى أن ما حدث لم يكن نتيجة عنف عشوائي". 

وأردف: "قال عناصر طالبان إنها كانت محطمة بالفعل، وإن الكثير من الآلات في المخزن لم تتضرر. أياً كان المسؤول، فإن الموسيقيين يختبئون ويخشون على حياتهم بعد سحب مطرب شعبي معروف خارج منزله وإطلاق النار عليه".

ونشر السفير الأفغاني في بولندا طاهر قادري مجموعة الصور ذاتها وعلق قائلاً: "سبتمبر شهر مظلم في التقويم الأفغاني؛ يعني الكثير من الأمور المحزنة، من استشهاد البطل الوطني الأفغاني إلى العودة إلى نقطة الصفر. اليوم، ماتت أوركسترا زهرة النسائية الشهيرة التابعة للمعهد الوطني للموسيقى. اليوم الذي ماتت فيه الموسيقى في أفغانستان".

ومنذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في 15 أغسطس الماضي، غادر مئات آلاف الأفغان البلاد إلى دول الجوار، في وقت رحل آلاف آخرون عبر خطة الإجلاء التي نفذتها الولايات المتحدة ودول أوروبية، وسط مخاوف غربية من أن تضيق الحركة على الحريات الشخصية، كما حدث بين عامي 1996 و2001 حين حكمت أفغانستان، وعمدت إلى تحريم الفنون بما فيها الموسيقى، وفرضت قيوداً صارمة على النساء مثل منعهن من الدراسة أو العمل، وعدم السماح لهن بمغادرة المنزل من دون رفقة أحد أقاربهن الذكور.

وكانت وكالة "رويترز" نشرت في 3 سبتمبر قصة عن التجربة العصيبة والذعر الذي عاشته قائدة الأوركسترا الأفغانية نيجين خبالواك (24 عاماً)، عندما كانت في منزلها بالعاصمة كابول أثناء وصول مقاتلي طالبان إلى ضواحي المدينة.

وقالت خبالواك التي كانت وجهاً لأوركسترا أفغانية ذائعة الصيت جُلّ أعضائها من النساء، قبل أن تفر إلى الولايات المتحدة بين عشرات الآلاف ممن هربوا إلى الخارج: "شعرت بالفزع الشديد، شعرت بأن ذكريات حياتي كاملة تحولت إلى رماد".

وقال مؤسس المعهد أحمد سارماسات متحدثاً من أستراليا لوكالة "رويترز"، إن طالبان "منعت الموظفين من دخول المعهد"، مشيراً إلى أن "فتيات أوركسترا زهرة، وبقية فرق الأوركسترا والمجموعات في المدرسة (المعهد)، يخشون على حياتهم وهم مختبئون".

لمتابعة آخر مستجدات الأحداث في أفغانستان: