أجرى ممثلون من السعودية وإيران جولةً جديدة من المحادثات في العاصمة العراقية بغداد، حسبما ذكر مسؤولان عراقيان، الاثنين، لوكالة "أسوشيتد برس".
ونقلت الوكالة الأميركية عن مسؤول عراقي قوله إن الاجتماع الذي عُقد الأسبوع الماضي، ناقش "القضايا العالقة بين البلدين، وفق خارطة طريق متفق عليها مسبقاً، بما في ذلك التمثيل الدبلوماسي بين البلدين".
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، أن الاجتماع "لم يكن على مستوى وزاري"، لكنه وصف المحادثات بأنها "إيجابية".
وتعد هذه الجولة هي أول اجتماع من نوعه بين الجانبين، منذ أن تسلم الرئيس الإيراني المحافظ، إبراهيم رئيسي، مقاليد الأمور في طهران، في أغسطس الماضي. غير أنه لم يتضح مدى التقدم، الذي تم إحرازه في المحادثات.
وساطة بغداد
ولعب العراق مؤخراً دور الوسيط بين الجانبين، حيث عُقدت عدة جولات من المناقشات في بغداد منذ أن جرت أول محادثات مباشرة بين الرياض وطهران في أوائل أبريل الماضي.
واستضافت بغداد الشهر الماضي، مؤتمراً إقليمياً جمع رؤساء دول عربية، ومسؤولين كبار من بينهم وزيرا خارجية إيران والسعودية.
وكان الاجتماع يهدف إلى "تخفيف التوترات" في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعزيز دور بغداد الجديد كوسيط.
وأعرب الملك سلمان بن عبد العزيز، في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، عن أمله في أن تؤدي المحادثات الأولية مع إيران إلى "نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات الشعوب في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية".
ووصف الملك سلمان، إيران بـ"الدولة الجارة"، معرباً عن أمله في أن "تؤدي المحادثات إلى التمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووقفها جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة".
وأكد الملك سلمان على "أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل. ومن هذا المنطلق تدعم المملكة الجهود الدولية الهادفة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وتعبر عن بالغ قلقها من الخطوات الإيرانية المناقضة لالتزاماتها والمتعارضة مع ما تعلنه إيران دوماً من أن برنامجها النووي سلمي".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الخميس الماضي، إن بلاده "أجرت اتصالات أكثر تنظيماً مع المملكة العربية السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية"، واصفاً المحادثات بـ"الجيدة حول القضايا الثنائية".
وأضاف زاده في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا": "أجرينا عدة جولات من المحادثات مع الحكومة السعودية في بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية"، مشيراً إلى "التقدم في المحادثات بشأن أمن الخليج العربي والتي كانت جادةً للغاية".
وأشار إلى أن هذه "المحادثات لم تتوقف أبداً وبعد تولي حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مهامها تم تبادل الرسائل على المستوى المناسب".
وأوضح أن الحكومة الإيرانية تسعى إلى "حل مشكلات المنطقة داخل المنطقة نفسها"، مطالباً بالتوصل إلى "آلية إقليمية شاملة".
اقرأ أيضاً: