
أعلنت وزارة الخارجية السعودية الثلاثاء، إقامة علاقات دبلوماسية مع مملكة تونغا على مستوى سفير غير مقيم، بعد موافقة صدرت عن مجلس الوزراء، وسيتم التوقيع على البرتوكول اللازم لذلك، من قبل وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أو من ينيبه.
جزر مُحيطية
تقع مملكة تونغا في جنوب المُحيط الهادئ، وقد يتعثر غير المتخصصين في الجغرافيا في العثور عليها للوهلة الأولى، إذ تتكون من سلسلة جزر توصف بأنها ساحرة لشدة جمالها، إلا أن أغلبها غير مأهول بالسكان.
وتتشكل مملكة تونغا من 170 جزيرة بمساحة إجمالية تبلغ 748 كيلومتراً مربعاً، إلا أن عدد الجزر المأهولة بالسكان وفقاً لموقع "كومنولث"، لا يتجاوز 36 جزيرة فقط، فيما أن بعض جزر المجموعة، بركانية نشطة.
ويتركز الاهتمام في تونغا على ثلاث مجموعات رئيسية من الجزر، تأتي في مقدمتها تونغاتابو والتي تحتضن مدينة نوكو ألوفا، عاصمة البلاد، ثم مجموعة جزر فافاو ومجموعة هاباي، الأمر الذي يتناسب مع عدد سكانها المحدود، والذي يقدر في عام 2020 بما يزيد قليلاً على 106 آلاف نسمة فقط، يستمتعون بأجواء الجزر المناخية الاستوائية وشبه الاستوائية في بعض المناطق، والتي تصل فيها درجات الحرارة في أعلى معدلاتها لحوالى 27 درجة مئوية خلال شهر ديسمبر، وفقاً لموقع الموسوعة البريطانية.
ملكية دستورية
وتحظى تونغا بنظام حكم داخلي ملكي دستوري، يقوده حالياً الملك توبو السادس، الذي خلف أخيه جورج توبو الخامس بعد وفاته في عام 2012.
ويرجع دستور البلاد التاريخي إلى عام 1875، إلا أن ذلك لا يؤثر على اختيارات الشعب الحداثية، فوفقاً لشبكة "بي بي سي"، حظت تونغا في يناير 2015 بأول رئيس وزراء من أصول لا تنتمي إلى العائلة الحاكمة، وهو الناشط الديمقراطي أكاليسي بوهيفا.
أما عن علاقاتها الدولية، وتاريخها السياسي، فرغم أن المستكشفين زاروا تونغا مدفوعين بالفضول على مدار القرنين الـ 17 و18، ومن بينهم المستكشف البريطاني الشهير جايمس كوك، إلا أنها لم تتعرض للاستعمار الفعلي، لكنها وُضعت تحت الحماية البريطانية في أوائل القرن العشرين، الأمر الذي استهدفت بريطانيا من خلاله التصدي لتحركات ألمانيا. ووفقاً لاتفاقات الحماية، باتت قرارات تونغا في السياسة الخارجية والاقتصاد، تخضع أولاً للسلطة البريطانية قبل تنفيذها.
وفي عام 1970، حصلت تونغا على استقلالها بالكامل، ولم تعد خاضعة للحماية البريطانية، إلا أنها اليوم دولة عضو في "اتحاد الكومنولث".
اقتصاد تونغا
تشكل الزراعة القوام الأساسي للاقتصاد في مملكة تونغا، والتي تستغلها البلاد في التصدير، وفق موقع "سيا"، إلا أن هناك أعمالاً وموارد اقتصادية أخرى، تشكل جزءاً من مداخيل البلاد، مثل الصيد وإنتاج الأخشاب وتربية الحيوانات.
ومن بين أبرز محاصيل تونغا، وفقاً للموسوعة البريطانية، حبوب الفانيليا وجوز الهند والموز، والتي تلائم المناخ الاستوائي للمنطقة، أما ثاني أهم مصادر الدخل في البلاد فيأتي من حركة السياحة التي تتيح استقبال النقد الأجنبي.
وعلى مواقع الخدمات السياحية الشهيرة، يشار إلى تونغا كوجهة سياحية خلابة، يستمتع المسافرون بشواطئها في المقام الأول، ويمكنهم كذلك زيارة الأسواق المحلية التقليدية، والحدائق والمعارض المفتوحة، إضافة إلى الكنائس القديمة.
ويمكن لزوار مدن تونغا كذلك، حضور المهرجانات المحلية الصاخبة، التي عادة ما تتضمن فقرات رقص تراثي، تعبر عن تاريخ السكان المحليين، سواء كانت فردية أو جماعية.
ويتحدث السكان اللغة التونغية المحلية، بالإضافة إلى الإنجليزية. وتعتبر رياضة الرغبي الأكثر شعبية في الجزيرة، ويشارك فريقها الوطني في نهائيات كأس العالم بشكل منتظم منذ ثمانينات القرن الماضي، بالإضافة إلى منافسة المحيط الهادئ.