التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" يصل مسار مداره النهائي

time reading iconدقائق القراءة - 5
إطلاق صاروخ "أريان 5" مع تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي التابع لناسا من جيانا الفرنسية - 25 ديسمبر 2021 - AFP
إطلاق صاروخ "أريان 5" مع تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي التابع لناسا من جيانا الفرنسية - 25 ديسمبر 2021 - AFP
كورو (فرنسا)/ دبي -الشرقوكالات

نجح صاروخ "أريان 5" في وضع التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" في مسار مداره النهائي، لسبر أغوار الكون بتقنيات هي الأعلى دقّة على الإطلاق، في حدث انتظره علماء الفلك منذ 31 عاماً.

وأطلقت إدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا"، وشركة "أريان سبيس" الفرنسية للصناعات الفضائية، التلسكوب الفضائي، السبت، على متن صاروخ من طراز "أريان 5"، من الساحل الشمالي الشرقي لأميركا الجنوبية بعد سلسلة طويلة من التأجيلات.

وقال جان لوك بواييه من القاعة الداخلية في مركز التحكم التابع للقاعدة الفضائية في كورو: "انفصل تلسكوب ويب بنجاح، إلى الأمام ويب".

وانفصلت الطبقة العليا من الصاروخ "أريان" بعد 27 دقيقة من إطلاق التلسكوب الذي سيحتاج ما يقرب من شهر للوصول إلى الموقع الخاص به على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض.

وانطلق التلسكوب الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء وبلغت تكلفته 9 مليارات دولار من مركز "كورو" الفضائي في "جويانا" الفرنسية، الساعة السابعة و20 دقيقة بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، (12:20 بتوقيت جرينتش).

وأُرجئ إطلاق "جيمس ويب" ثلاث مرات، كان آخرها الثلاثاء. وأعلنت "ناسا" أن سبب التأجيل هو "سوء الأحوال الجوية" في مدينة كورو.

تساؤلات تشغل البشرية

والهدف المنشود من أداة المراقبة الفضائية هذه الأكثر دقّة في التاريخ، هو الإضاءة على سؤالين يشغلان البشرية: "من أين نأتي؟" و"هل نحن وحدنا في هذا الكون؟".

وتقضي الغاية منه أيضاً بسبر أغوار ما يُعرف بـ"الفجر الكوني"، عندما بدأت أولى المجرّات تضيء الكون منذ ما يعرف بـ"الانفجار العظيم" قبل 13.8 مليار عام.

وسيتيح أيضاً التعمّق في فهم كيفية تشكّل النجوم والمجرّات، ومراقبة الكواكب خارج المنظومة الشمسية التي ما انفكّ العلماء يكتشفون المزيد منها، على أمل العثور على كواكب أخرى مؤاتية للحياة.

وسيكون "جيمس ويب" على منوال التلسكوب "هابل"، الذي أحدث ثورة في تقنيات مراقبة الفضاء، واكتشف العلماء بفضله وجود ثقب أسود في قلب كلّ المجرّات، أو بخار ماء حول الكواكب الخارجية، على سبيل التعداد.

31 عاماً

وقبل أكثر من 31 عاماً، وضعت وكالة "ناسا" التصاميم الأولى للتلسكوب المعروف اختصاراً بـ"جي دبليو إس تي"، بُعيد إطلاق "هابل" في 24 أبريل 1990. وبدأ تشييده في عام 2004 بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية وتلك الكندية. 

لكن هذا الجهاز يتفوّق على سلفه على أكثر من صعيد، فمرآته البالغ طول باعها 6.5 متر، ما تجعله أكثر قدرة على الاستشعار بسبع مرّات، ما يتيح له مثلاً رصد الأثر الحراري لنحلة على القمر.

ويتميز "جيمس ويب" أيضاً بتقنيته للمراقبة، فتلسكوب "هابل" يجري عمليات المراقبة في ميادين يكون فيها الضوء مرئياً. أما "جيمس ويب"، فهو يُسبر موجات غير مرئية للعين المجرّدة من أشعة تحت حمراء متوسطة المدى وقريبة، وهو شعاع يصدر عن كلّ جسم فلكي أو نجم أو إنسان أو زهرة.

والشرط الأساسي لحُسن سير عمليات المراقبة في التلسكوب، هو انخفاض الحرارة المحيطة به لدرجة لا تؤثّر على تتبّع الضوء.

تجدر الإشارة إلى أن تلسكوب "هابل" وُضع في المدار على ارتفاع يقرب من 600 كيلومتر فوق الأرض. لكن عند هذه المسافة، سيكون "جيمس ويب" غير صالح للاستخدام مع تسخينه من الشمس وانعكاسه على الأرض والقمر.

وسيحظى بحماية من الإشعاع الشمسي بفضل درع حرارية مكونة من خمسة أشرعة مرنة، تبدد الحرارة وتخفض درجتها التي تبلغ 80 درجة مئوية إلى 233 درجة مئوية دون الصفر عند جهة التلسكوب.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات