أجبر بروس ويلز على الاعتزال.. ما هو مرض "الحُبْسَة"؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
نجم هوليوود الأميركي، الممثل بروس ويليس- 15 يناير 2019 - AFP
نجم هوليوود الأميركي، الممثل بروس ويليس- 15 يناير 2019 - AFP
بالتعاون مع مايو كلينك-الشرق

أعلنت عائلة الممثل الأميركي بروس ويلز (67) عاماً، الأربعاء، أن نجم هوليوود سيعتزل التمثيل بعد إصابته بمرض "الحُبْسَة"، أو فقدان القدرة على الكلام، وهو مرض تسبب في "تأثر قدراته الإدراكية".

وأفادت عائلة بطل أفلام الحركة في منشور عبر إنستجرام بأن "بروس عانى بعض المشاكل الصحية وتبيّن من تشخيص وضعه أخيراً أنه مصاب بحبسة، مما يؤثر على قدراته المعرفية".

وأضافت العائلة "لذلك، وبعد دراسة متأنية، يتنحى بروس عن هذه المهنة التي كانت تعني له الكثير".

ما هي الحبسة؟

ووفقاً لـ"مايو كلينك"، فمرض الحبسة هي "حالة تسلب قدرتك على التواصل. وقد تؤثر في قدرتك على التحدث والكتابة وفهم اللغة الشفوية والكتابية".

وعادةً ما تحدث الحبسة بشكل مفاجئ بعد التعرض لسكتة دماغية أو إصابة في الرأس. لكنها قد تحدث أيضاً تدريجياً بسبب ورم بطيء النمو في الدماغ أو مرض يسبب ضرراً تدريجياً ودائماً (تنكّسي). وتتوقف شدة الحُبسة على عدد من الحالات، بما في ذلك سبب تلف الدماغ وشدته.

وبمجرد علاج السبب، سيتمثل العلاج الرئيسي للحبسة في علاج أمراض اللغة والتخاطب. فالشخص المصاب بالحبسة يحتاج إلى إعادة تعلم وممارسة المهارات اللغوية والتعرف على طرق أخرى للتواصل.

وغالبًا ما يشارك أفراد الأسرة في عملية التعلّم، لمساعدة الشخص على التواصل.

وقد يعاني الأشخاص المصابون بالحبسة من أنماط مختلفة من نقاط القوة والضعف، أبرزها:

الحبسة التعبيرية: وهي ما تُسمّى أيضاً "حبسة بروكا" أو"حبسة فقد الطلاقة". قد يفهم الأشخاص المصابون بهذا النمط من الحبسة ما يقوله الآخرون أفضل مما يمكنهم التحدث.

ويجد الأشخاص المصابون بهذا النمط من الحبسة صعوبة في إخراج الكلمات، وهم يتحدثون بجمل قصيرة للغاية، كما أنهم يحذفون بعض الكلمات. قد يقول الشخص، "طعام" أو "مشي المتنزه اليوم".

يستطيع المستمع عادةً فهم المعنى، لكن الأشخاص الذين يعانون من نمط الحبسة هذا غالبًا ما يكونون على دراية بصعوباتهم في التواصل وقد يصابون بالإحباط. قد يكون لديهم أيضاً شلل أو ضعف في الجانب الأيمن.

"الحبسة الشاملة": وقد يتحدث الأشخاص المصابون بهذا النمط من الحبسة (وتسمى أيضاً حبسة فيرنيك أو حبسة الطلاقة) بسهولة وطلاقة عبر استخدام جمل طويلة ومعقدة لا معنى لها أو تتضمن كلمات غير معروفة أو غير صحيحة أو غير ضرورية. وعادةً لا يفهمون جيداً اللغة المنطوقة وغالباً لا يدركون أن الآخرين لا يستطيعون فهمهم.

الحبسة العامة: يتميز نمط الحبسة هذا بضعف الفهم وصعوبة تكوين الكلمات والجمل. وتنتج الحُبسة العامة عن تلف واسع النطاق في شبكات اللغة في الدماغ. يعاني الأشخاص المصابون بالحبسة العامة من إعاقات شديدة في التعبير والفهم.

ما هي أعراض المرض؟

قد تظهر على الشخص المصاب بالحبسة العلامات التالية:

  •    التحدث بجمل قصيرة أو غير كاملة
  •     التحدث بجمل لا معنى لها
  •     استبدال كلمة بأخرى أو استبدال صوت بصوت آخر
  •     التحدث بكلمات لا يمكن التعرف عليها
  •     عدم فهم محادثة الآخرين
  •     كتابة جمل لا معنى لها

ما هي أسباب الحبسة؟

إن أكثر الأسباب شيوعاً لحدوث فقدان القدرة على الكلام (الحُبْسَة) هو تلف الدماغ الناتج عن السكتات الدماغية، وهي انسداد أو تمزق الأوعية الدموية بالدماغ. يؤدي نقص تدفق الدم إلى الدماغ إلى موت خلايا الدماغ أو حدوث تلف في المناطق التي تتحكم في اللغة.

ويمكن أيضاً أن تحدث الإصابة بفقدان القدرة على الكلام (الحُبْسَة) بسبب تلف الدماغ الناتج عن حدوث إصابة شديدة في الرأس أو ورم أو عدوى أو عملية تنكسية. وفي تلك الحالات، يكون فقد القدرة على الكلام مصاحباً لمشاكل إدراكية أخرى، مثل اضطراب الذهن أو الذاكرة.

يُطلق مصطلح الحُبْسَة التقدمية الأولية على الصعوبات اللغوية التي تتفاقم تدريجيًا. ويحدث ذلك نتيجة التدهور التدريجي لخلايا الدماغ الموجودة في المنطقة المسؤولة عن تعلم اللغات. في بعض الأحيان، تتفاقم خطورة هذا النوع من الحُبْسَة بشكل أكبر ويتحول إلى خَرَف عام.

أحيانًا ما تحدث نوباتٌ مؤقتةٌ من فقدان القدرة على الكلام. وقد يكون سببها هو الشقيقة (الصداع النصفي)، أو النوبات الـمَرَضية، أو نوبة إقفارية عابرة (TIA).

وتحدث النوبة الإقفارية العابرة (TIA) عندما يُمنع تيار الدم مؤقتاً من الوصول إلى منطقة في الدماغ. ويواجه الأشخاص الذين أصيبوا بالنوبة الإقفارية العابرة TIA خطراً متزايداً للإصابة بسكتة دماغية في المستقبل القريب.

هل يمكن علاجه؟

إذا كانت الضرر اللاحق بالدماغ بسيطاً، فقد يستعيد الشخص مهاراته اللغوية دون علاج. لكن معظم الأشخاص يخضعون لعلاج صعوبات اللغة والتخاطب لإعادة تأهيل مهاراتهم اللغوية ودعم خبراتهم في التواصل. يدرس الباحثون حالياً استخدام الأدوية، سواء بشكل منفصل أو مع علاج التخاطب لمساعدة الأشخاص المصابين بالحبسة.

عادة ما تمضي استعادة المهارات اللغوية بوتير بطيئة نسبياً. ورغم أن معظم الأشخاص يحرزون تقدماً كبيراً، فإن القليل منهم يستعيد مستويات الاتصال الكاملة التي كانت قبل الإصابة.

يهدف علاج النطق واللغة في حالة الحبسة الكلامية إلى تحسين قدرة الشخص على التواصل من خلال استعادة أكبر قدر ممكن من الإمكانات اللغوية وتعليم كيفية تعويض المهارات اللغوية المفقودة وإيجاد طرق أخرى للتواصل.

يجب بدء علاج الحبسة مبكراً، إذ خلصت بعض الدراسات إلى أن العلاج يكون أكثر فعالية عندما يبدأ بعد فترة وجيزة من إصابة الدماغ.

ويكون  العلاج عادة أكثر فعالية في المجموعات. إذ توفر المجموعات بيئة آمنة ليجرب فيها الأشخاص المصابون بالحبسة الكلامية مهاراتهم في التواصل. ويمكن للمشاركين فيها التدرب على بدء المحادثات والتحدث بالدور وتوضيح سوء الفهم وإصلاح مهارات المحادثة التي توقفت بالكامل.

ويحتاج علاج "الحبسة" فحصاً بدنياً وعصبياً على الأرجح، لاختبار قوة وشعور المريض وردود أفعاله، ويسمع نبضات قلبه والأوعية الدموية في رقبته. ويطلب غالباً فحص بالأشعة، عادةً ما يكون تصوير بالرنين المغناطيسي، ليحدد سريعاً سبب فقدان القدرة على الكلام.

وعلى الأرجح سوف يخضع المريض أيضاً للفحوصات والملاحظات غير الرسمية لتقييم مهاراته اللغوية، مثل قدرته على:

  •     تسمية أغراض شائعة
  •     المشاركة في المحادثات
  •     فهم الكلمات واستخدامها بشكل صحيح
  •     الرد على الأسئلة المتعلقة ببعض الأشياء المقروءة أو المسموعة
  •     تكرار الكلمات أو الجمل
  •     اتباع التعليمات.
  •     الرد على الأسئلة التي يُجاب عنها بنعم أو لا، والرد على الأسئلة التي ليست لها إجابات محددة مما يتعلق بالأشياء العامة
  •     القراءة والكتابة