فرنسا.. ماكرون يحاول استمالة أنصار البيئة قبل الجولة الثانية للانتخابات

time reading iconدقائق القراءة - 7
ملصق للمرشحين للرئاسة الفرنسية إمانويل ماكرون ومارين لوبان - 15 أبريل 2022 - REUTERS
ملصق للمرشحين للرئاسة الفرنسية إمانويل ماكرون ومارين لوبان - 15 أبريل 2022 - REUTERS
باريس-وكالات

تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوضع قضايا البيئة في صلب ولايته الرئاسية الجديدة، في حين أكدت منافسته مارين لوبان أنها ستدافع عن الفئة "الأكثر هشاشة"، وذلك في ظل احتدام المواجهة بين المرشحين للرئاسة الفرنسية الطامحين لاجتذاب ناخبي اليسار الذين سيسيرون دفة الاقتراع في 24 أبريل المقبل.

وفي تجمع حاشد بمدينة مرسيليا الواقعة على البحر المتوسط والتي صوتت على نطاق واسع لصالح مرشح الجناح اليساري جان لوك ميلينشون في الجولة الأولى من التصويت، سعى ماكرون لتعزيز ما تظهره استطلاعات الرأي على أنه تقدم ضئيل على منافسته اليمينية المتطرفة لوبان.

وقبل الجولة الثانية المرتقبة يسعى المتنافسان على الرئاسة، ماكرون ولوبان، إلى جذب الناخبين الذين صوتوا لصالح ميلينشون في الجولة الأولى التي أجريت الأحد الماضي.

وتوجه ماكرون في خطابه مباشرة إلى ناخبي اليسار، لا سيما مناصري حزب الخضر، متعهداً أنه في حال إعادة انتخابه، سيكلف رئيس الوزراء مباشرة بمهام التخطيط البيئي، وجعل فرنسا أول دولة كبرى تستغنى عن الغاز والنفط والفحم.

وقال الرئيس الطامح لولاية ثانية أثناء تجمع في حديقة قصر فارو تحت شمس قوية: "السياسة التي سوف أنتهجها خلال السنوات الخمس المقبلة ستكون مراعية للبيئة".

وتعهد أمام بضعة آلاف بتجديد سياسته "تجديداً كاملاً"، مؤكداً أنه استوعب الرسالة الموجهة خلال الدورة الأولى مع تحقيق زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون المدافع عن التخطيط البيئي أفضل أداء لتكتله بجمعه 22 % من الأصوات بفارق بسيط عن لوبان التي جمعت 23.1 %.

وفي حين كان موضوع مكافحة الاختلال المناخي غائباً طوال الحملة الانتخابية تقريباً، أعرب ماكرون عن نيته فتح "آفاق جديدة" للسنوات المقبلة، مدافعاً عن محصلته الرئاسية بالقول: "لم نبق مكتوفي الأيدي" ومتهماً غريمته بالتشكيك في التغير المناخي.

وأضاف: "الخيار واضح، فاليمين المتطرف يحمل مشروعاً قائماً على التشكيك المناخي يهدف إلى القضاء على الطواحين الهوائية".

ويريد الرئيس الفرنسي بناء 6 مفاعلات نووية جديدة وإطلاق دراسات لـ8 أخرى وزيادة قدرة الطاقة الشمسية 10 أضعاف وبناء 50 محطة بحرية لتوليد طاقة الرياح بحلول منتصف القرن.

كما يرغب في تطبيق العزل الحراري لنحو 70 ألف منزل سنوياً لتوفير الطاقة.

"ربّة أسرة"

وفي الوقت عينه، كانت زعيمة اليمين المتطرف منشغلة في بلدة سان ريمي سور آفر الصغيرة في الشمال الغربي التي منحتها 37.2 % من أصوات أبنائها. وهي تعهدت بإدارة فرنسا مثل "ربة أسرة" والدفاع عن "الأكثر هشاشة".

وقالت للسكان الذين أتوا للإعراب عن شواغلهم من أعباء ثقيلة وقلة المساعدات والتجهيزات المكيفة لحاجات ذوي الإعاقة: "سوف أكون صوتكم"، مضيفةً: "إذا صوت الشعب، كسب المعركة".

وفي ظل التظاهرات المناوئة لليمين المتطرف والدعوات الكثيرة للتصويت لصالح ماكرون، نددت مارين لوبان بما قالت إنه "تهويل شرس... قلما يحترم الديمقراطية"، كما أكدت أن النظام الذي يجسده ماكرون ومناصروه "يتضعضع لأنه يرى أن الشعب يريد استرجاع السلطة".

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة "إبسوس"، السبت، أن 33% من ناخبي ميلينشون يعتزمون التصويت لماكرون و 16% يعتزمون التصويت للوبان في حين لم يحسم 51% موقفهم، في حين وكان زعيم اليسار الراديكالي قد دعا بعيد الإعلان عن نتائج الدورة الأولى إلى "عدم إعطاء صوت واحد للوبان".

تظاهرات حاشدة

وفي اليوم الثامن ما قبل الاستحقاق الرئاسي، تظاهر مئات الأشخاص في باريس وحوالي 30 مدينة فرنسية أخرى ضد اليمين المتطرف الذي لم يبدُ يوماً قريباً بهذه الدرجة من الظفر بالرئاسة، بالرغم من اتساع الفارق بين لوبان وماكرون في الاستطلاعات الأخيرة التي توقعت فوز الرئيس المنتهية ولايته بنسبة 55.5 %.

وتوقعت السلطات مشاركة نحو 15 ألف شخص في التظاهرات المقامة في أنحاء فرنسا بدعوة من عدة منظمات ونقابات.

وقال فرنسوا سوتريه الرئيس المشارك في "الحركة من أجل التمييز والصداقة بين الشعوب" (مراب) الذي انضمّ إلى التظاهرة المنظمة في باريس: "نخشى أن يتسلم اليمين المتطرّف زمام السلطة... ونحن لا نريد أن تكون مارين لوبان سيدة الإليزيه. نحن هنا لنقول: صوتوا لمنع وصولها إلى السلطة. نحن لا نقول: صوّتوا لماكرون. لكنّ الغرض واحد".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات