طالبان تسعى لزيارة موسكو.. وشروط أميركية للاعتراف بالحكومة

time reading iconدقائق القراءة - 4
المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، وزير الإعلام الأفغاني، يتحدث خلال مؤتمر مع وسائل الإعلام في كابول. 21 سبتمبر 2021 - AFP
المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، وزير الإعلام الأفغاني، يتحدث خلال مؤتمر مع وسائل الإعلام في كابول. 21 سبتمبر 2021 - AFP
موسكو/دبي-رويترزالشرق

قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إن موسكو وكابول تبحثان احتمال قيام وفد من حكومة طالبان بزيارة روسيا، فيما أكد نائب وزير الثقافة والإعلام الأفغاني ذبيح الله مجاهد أن بلاده "تسعى إلى مثل هذه الاتصالات"، حسبما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن وكالة "ريا" الروسية.

ودعا مجاهد روسيا ودولاً أخرى مثل تركيا إلى البدء في تنفيذ مشاريعها الاقتصادية والاستثمارية داخل أفغانستان، قائلاً: "لا أعرف مشاريع محددة، ولكن يمكن لمختلف الشعوب مساعدتنا".

وأكد رفض حركة طالبان "بشكل قاطع" وجود مسلحين أجانب أو قاعدة عسكرية في أفغانستان، مضيفاً: "نحن لا نسمح لأي أجنبي مسلح بالوجود أو استخدام أرضنا ضد دول أخرى"، وتابع: "نحن نتعامل مع العالم وحتى الأميركيين، لكن ضمن مبادئنا".

ولفت نائب وزير الثقافة والإعلام الأفغاني إلى أن الحركة لا تنوي المطالبة بتسليم الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، وتابع: "نحن لا نطالب بتسليم أشرف غني، لن نفعل له شيئاً، ولكنه سرق أموال البلد ونطلب ردها، الأموال من حق الناس ويجب ألا   يأخذها".

"العالم متّحد ضد طالبان"

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، عن اعتقاده بأن "العالم متّحد في الضغط على حركة طالبان"، وأن "هناك وحدة قوية جداً في النهج والهدف"، وذلك بعد إجرائه محادثات مع مسؤولين من باكستان والصين وروسيا.

وأضاف للصحافيين: "طالبان تقول إنها تسعى إلى الحصول على الشرعية ودعم من المجتمع الدولي"، وعلّق: "هذا سيتحدد من خلال الإجراءات التي تتخذها".

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأميركي بعد أيام من طلب الحركة إلقاء كلمة أفغانستان في الأمم المتحدة، وهو ما رد عليه مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية بأن بلاده ستدرس الطلب مع عضوي لجنة الاعتماد الآخرين (روسيا والصين)، متوقعاً عدم البت فيه سريعاً لأنه "يحتاج بعض الوقت".

شروط أميركية للاعتراف بطالبان

وقال القائم بأعمال السفير الأميركي في بريطانيا فيليب تي ريكر، خلال مقابلة مع شبكة سكاي، إن الولايات المتحدة "لن تدعم أو تعترف" بحكومة طالبان في أفغانستان إذا لم تفِ بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي.

وسيلة ضغط وحيدة

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن رغبة طالبان في الاعتراف الدولي هي وسيلة الضغط الوحيدة التي تملكها الدول الأخرى لمطالبة الحركة بحكومة شاملة واحترام الحقوق، خصوصاً بالنسبة للمرأة في أفغانستان.

ولكن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال لـ"الشرق" الثلاثاء: إن الأمم المتحدة "تتعامل مع حركة طالبان في أفغانستان لأننا نعلم أنه بدون ذلك لن نحصل على شيء"، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية تحاول "إيصال الرسالة والضغط في سبيل قضايا مثل حقوق الإنسان، لاسيما حقوق النساء والفتيات".

المال أو العُزلة

وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، الاثنين، إنه "سيتعين على طالبان الاختيار بين المال أو العزلة".

وذكرت وكالة أنباء "رويترز" أن الاعتراف بطالبان لم يعد "المحور الرئيسي" لمفاوضات أوروبا مع الحركة في الدوحة، مشيرة إلى أن "الاتحاد الأوروبي الذي يُعد أكبر جهة مانحة في العالم حزمة مساعدات لأفغانستان، قيمتها نحو 300 مليون يورو (351 مليون دولار)، يريد استخدام مساعداته وسيلة ضغط لدفع طالبان إلى تعزيز حقوق الإنسان".

وقال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي مُطلع على المناقشات مع طالبان في الدوحة: "نسعى للحصول على ضمانات بخصوص ممرات مساعدات إنسانية آمنة، وخالية من التدخل، والسماح للمرأة بالمشاركة فيها".

وأوضح دبلوماسيون أن المطالب الرئيسية للاتحاد الأوروبي تتمثل في حماية جماعات الإغاثة غير الحكومية، وأن تسمح طالبان بوجود نساء في فرقها، وألا تتم مصادرة شحنات المساعدات في مطار كابول، وألا تحدد طالبان المناطق التي ستتلقى المساعدات.

اقرأ أيضاً: