خبراء: اقتحام الكونغرس يفتح الباب أمام تجنيد المتطرفين لسنوات

time reading iconدقائق القراءة - 7
جانب من اقتحام متظاهرين مؤيدين للرئيس ترمب مبنى الكونغرس- 6 يناير 2021 - AFP
جانب من اقتحام متظاهرين مؤيدين للرئيس ترمب مبنى الكونغرس- 6 يناير 2021 - AFP
دبي-الشرق

قال خبراء إن الهجوم على مبنى الكونغرس الذي قاده مناصرون للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في 6 يناير الجاري، ربما يصبح مصدراً لتجنيد المتطرفين لسنوات مقبلة.

وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير السبت، أن أعمال الشغب في مبنى الكابيتول، كانت بمثابة دعاية انقلابية لليمين المتطرف.

وأشارت إلى أنه حتى مع إلقاء القبض على العشرات من مثيري الشغب، فإن غرف الدردشة وتطبيقات المراسلة، باتت تغص بأعضاء اليمين المتطرف الذين يحتفلون بالهجوم ويخططون لهجمات أخرى مماثلة.

وكشفت الصحيفة أن مجموعات كراهية وبعض المحرضين من اليمين المتطرف، يعملون على توسيع قوائمهم والنظر في ما إذا كانوا سينزلون إلى الشوارع مرة أخرى خلال نهاية الأسبوع الجاري أو الأسبوع المقبل، لمعارضة تنصيب جو بايدن.

ولفتت إلى أن منشورات بعض المجموعات تضمنت شن هجوم على طريقة حرب العصابات واستخدام عبوات ناسفة.

تطبيقات مشفرة  

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن تطهير منصات وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة مثل: "فيسبوك" و"تويتر" من الجماعات المتطرفة، ربما نجح في تعطيل تنظيمهم، لكن هذه الجهود دفعتهم إلى خلق اتصال أكثر صعوبة في التتبع، بما في ذلك التطبيقات المشفرة.

ومنذ الأسبوع الماضي، ظهرت عشرات القنوات الجديدة على تطبيقات الرسائل الآمنة المخصصة لـQanon (نظرية المؤامرة اليمينية المتطرفة التي تقول إن ترمب يقاتل عصابة من عبدة الشيطان).

وعثر عدد من المتطرفين المسلحين على آلاف المتابعين الجدد في زوايا مظلمة من الإنترنت، مثل إحدى قنوات تطبيق "تليغرام" التي تديرها مجموعة "براود بويز"، وهي جماعة يمينية متطرفة عنيفة، تضاعف عدد أتباعها من 16 ألفاً إلى أكثر من ٣٤ ألف شخص في غضون أيام.

 استقطاب الجمهوريين

ووفقاً للصحيفة، فإن دعوات ترمب إلى تحرير الولايات التي يديرها الديمقراطيون من قيود كورونا، مكنت الجماعات اليمينية المتطرفة من صياغة قضية مشتركة مع بعض الجمهوريين العاديين المستائين من القيود الحكومية على الأعمال والحياة العامة.

واقتحم مسلحون في ميشيغان مبنى الولاية بمدينة لانسينغ، واتهم المدعون العامون 14 رجلاً، بعضهم مرتبط بجماعة مسلحة تدعى "ولفيرين واتشمن"، بالتخطيط لاختطاف حاكمة الولاية غريتشن ويتمير، رداً على إجراءات الإغلاق التي فرضتها.

وبلغ كل ذلك ذروته في مسيرة "أوقفوا سرقة الانتخابات" عند مبنى الكابيتول في 6 يناير الجاري، إذ تظاهر الآلاف من أنصار ترمب، وكان من بينهم أتباع الجماعات المتعصبة للبيض، وأعضاء الميليشيات الذين يرتدون الشارات، وجماعة "براود بويز" من اليمين المتطرف.

 

خطر على الديمقراطية 

وقالت مديرة البرامج بمركز الولايات الغربية الذي يركز على مكافحة القومية البيضاء، ليندسي شوبينر: "من المخيف مشاهدة صعود الجماعات اليمينية المتطرفة خلال السنوات الأخيرة، والتي تشكل خطراً على الأشخاص من ذوي البشرة السمراء"، متوقعة أن تشكل تهديداً كبيراً على السلامة العامة وديمقراطية الأمة لسنوات قادمة.

فيما قالت مجموعة من الوكالات الحكومية في نشرة استخباراتية مشتركة، صدرت في 13 يناير الحالي، إن الهجوم على مبنى الكابيتول من المرجح أن يصبح "دافعاً مهماً للعنف لمجموعة متنوعة من المتطرفين العنيفين المحليين، ويمكن أن يؤجج رد فعل خطير ضد إدارة بايدن المقبلة، وأجندتها المتعلقة بالسيطرة على الأسلحة والعدالة العرقية".

عسكرة الاحتجاجات

وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن تورط "تشكيل" من العسكريين السابقين ورجال شرطة في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، مشيرة إلى أن خبراء يحذرون مما يعتبرونه اتجاهاً متزايداً لدى اليمين المتطرف لـ"عسكرة الاحتجاجات" في الولايات المتحدة. 

ووفقاً لـ"لوكالة"، فإن كثيرين ممن كانوا في طليعة "الغوغاء" الذين اقتحموا رمز الديمقراطية الأميركية إما أنهم تلقوا تدريبات عسكرية أو تدربوا على أيدي أفراد الحاليين أو السابقين في الجيش الأميركي.

وأظهرت مراجعة السجلات العامة، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، أن ما لا يقل عن 21 من هؤلاء وكذلك من سلطات إنفاذ القانون، كانوا إما في قلب أعمال الشغب في الكابيتول، أو بالقرب منها.

اقرأ أيضاً: