بلينكن يزور آسيا الوسطى لمواجهة "النفوذ الروسي"

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين (يساراً) يلتقي وزير خارجية كازاخستان مختار تيلوبردي (2 يميناً) في العاصمة الأميركية واشنطن. 20 مايو 2022 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين (يساراً) يلتقي وزير خارجية كازاخستان مختار تيلوبردي (2 يميناً) في العاصمة الأميركية واشنطن. 20 مايو 2022 - AFP
واشنطن-أ ف ب

يزور وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن آسيا الوسطى، الثلاثاء، سعياً لطمأنة الجمهوريات السوفيتية السابقة التي أقلقتها الحرب في أوكرانيا، رغم أن النفوذ التاريخي لروسيا فيها يحد من حجم التعاون.

ويعقد بلينكن، الثلاثاء، محادثات في كازاخستان ثم في أوزبكستان، على أن يلتقي في العاصمة الكازاخستانية أستانا وزراء خارجية الجمهوريات السوفيتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى، وذلك بعد أيام من مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال كبير مسؤولي وزارة الخارجية لشؤون جنوب آسيا دونالد لو إن الولايات المتحدة تدرك أن الدول الخمس لن تنهي علاقاتها مع روسيا ولا مع الصين المجاورة التي تعزز وجودها في المنطقة، لكن "لو" أوضح أن بلينكن يريد إظهار أن الولايات المتحدة "شريك يمكن الاعتماد عليه" ومختلف عن موسكو وبكين.

وأضاف "لو" لصحافيين: "لدينا ما نقدمه من حيث الالتزامات الاقتصادية، لكن لدينا أيضاً ما نقدمه من حيث القيم التي نطرحها"، غير أن هذه المهمة لن تكون سهلة.

الاتفاقيات الأمنية

يقول دبلوماسيون وخبراء إن قادة آسيا الوسطى يجدون أنفسهم في وضع صعب بسبب الاتفاقات الأمنية مع موسكو والنفوذ الأمني والاقتصادي الكبير لروسيا.

وامتنعت الدول الخمس عن التصويت، الخميس، على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بانسحاب "فوري" للقوات الروسية من أوكرانيا.

وقالت جينيفر بريك مورتازاشفيلي، الخبيرة في شؤون المنطقة في مؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولي وجامعة بيتسبرج، إن "هناك رغبة حقيقية بين قادة هذه الدول في الابتعاد عن روسيا... أعتقد أنهم يدركون أن موسكو تمثل تهديداً لهم، لكن بسبب الجغرافيا لا يمكنهم فعل الكثير حيال ذلك، ووضعهم الاقتصادي لا يترك لهم الكثير من الخيارات".

وتابعت: "لذلك، أعتقد أن هناك فرصة حقيقية للولايات المتحدة للانخراط في العمل مع قادة هذه الدول".

علاقة معقدة 

تقيم كازاخستان التي تتشارك مع روسيا حدوداً تمتد إلى 7500 كيلومتر أكثر العلاقات تعقيداً مع موسكو، فقد كانت البلاد مراعية لحقوق الأقلية الروسية الكبيرة، خصوصاً بعدما ذكر الرئيس فلاديمير بوتين أن الدفاع عن الناطقين بالروسية من بين أسباب غزو أوكرانيا.

وفي نهاية نوفمبر، سافر رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، الذي سيلتقي بلينكن، إلى موسكو لمقابلة بوتين حيث أعاد تأكيد الشراكة مع روسيا، ولكنه تحدث أخيراً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وحضّ على إنهاء الحرب عن طريق التفاوض بناءً على القانون الدولي، فيما استقبلت كازاخستان عشرات الآلاف من الروس الفارين من التجنيد الإجباري.

من جهته، أثار رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن ضجة في أكتوبر عندما انتشر مقطع فيديو له يعاتب بوتين علناً في اجتماع إقليمي، متهماً روسيا بتجاهل مصالح دول آسيا الوسطى.

بصيص أمل

ترى الولايات المتحدة بصيص أمل فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان التي طالما كانت مصدر قلق في هذه البلدان التي حكمها تاريخياً رؤساء استبداديون.

وأشار لو، على سبيل المثال، إلى إدانة شرطيين مؤخراً في كازاخستان لاتهامهما بالتعذيب خلال اضطرابات العام الماضي، وكذلك إلغاء أوزبكستان العمل القسري للأطفال في حقول القطن، لكن الحرب في أوكرانيا ليست الأزمة الدولية الأولى التي تتسبب في تسليط الضوء على آسيا الوسطى.

فقد أدّت أوزبكستان دوراً كبيراً في دعم الجيش الأميركي خلال حربه في أفغانستان والتي أنهاها الرئيس جو بايدن عام 2021.

كذلك حضّ مايك بومبيو، وزير الخارجية في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، خلال زيارته آسيا الوسطى عام 2020، هذه الدول على قطع علاقاتها مع الصين بسبب قمع الأويجور في إقليم شينجيانج.

وأوضحت مورتازاشفيلي أن الولايات المتحدة أخطأت عندما عدّت آسيا الوسطى "منطقة نائية" مرتبطة بسياسات أخرى، معتبرة أن من الأجدى تبني استراتيجية حيالها تعطي أهمية لاستقلالية قادتها الإقليمية.

ولفتت إلى أن "هذه الدول هي في الحقيقة في موقع مثير للاهتمام يسمح لها بالموازنة ما بين روسيا والصين، وهو ما قام به العديد منها بمهارة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات