نظرة متفحصة لعالم "ميتافيرس" بعين مارك زوكربيرج

time reading iconدقائق القراءة - 7
لقطة من استعراض مارك زوكربرج، مدير شركة "ميتا" بعض ملامح عالم "ميتافيرس" الجديد - META
لقطة من استعراض مارك زوكربرج، مدير شركة "ميتا" بعض ملامح عالم "ميتافيرس" الجديد - META
القاهرة-محمد عادل

أثارت شركة "ميتا" -فيسبوك سابقاً- السوق التقنية منذ إعلان مديرها التنفيذي مارك زوكربيرج، التحول الرسمي لشركته من مجرد شركة تمتلك عدداً من المنصات الاجتماعية، إلى شركة تركز على ريادة سوق جديدة كلياً وهو عالم "ميتافيرس- Metaverse"، حيث كشفت الشركة عن مجموعة من التقنيات والمنتجات والبرمجيات الجديدة التي تمهد طريقها نحو العالم الجديد.

وأوضحت الشركة أن التغيير الجديد في اتجاه الشركة نحو عالم "ميتافيرس" لا يعني أبداً ابتكار وتطوير عالم بديل للهروب من الواقع الحقيقي، وإنما هو في المقام الأول تطوير لعالم يفتح المجال أمام العوالم المخلتفة أن تختلط معاً، سواء عالم الواقع الحقيقي أو عالم الواقع الافتراضي Virtual Reality أو كذلك عالم الواقع المعزز Augmented Reality.

وبحسب ما أشار إليه مارك زوكربيرج، خلال مؤتمر فيسبوك السنوي Connect 2021، فإن ميتافيرس سيكون هو المنصة الحاسوبية العملاقة الجديدة والتي ستحل محل عالم الموبايل، ويصفها زوكربيرج بأنها عبارة عن "إنترنت مجسم" Embodied Internet.

منظور أوسع

وأشار زوكربيرج إلى أن الشركة لا تسعى نحو تطوير عالم "ميتافيرس" وامتلاكه، كما يتوقع ويتخوف البعض، كما نوّه إلى أن مختلف الشركات العاملة في هذا السوق لن تسعى أبداً وراء هذا الهدف، حيث إن الجميع سيسعى إلى المساهمة بجزء في العالم الجديد، ولكن "مارك" يحاول أن يجعل شركته من الروّاد في هذا العالم.

ويعرّف زوكربيرج "ميتافيرس" بأنه عالم رقمي جديد يقدم تجارب اجتماعية رقمية تضيف تفاعلاً أكبر بين المستخدمين، بحيث إنه بدلاً من الاكتفاء بالمشاهدة عبر التحديق في شاشة ما، سيتحول الأمر إلى أن يكون المستخدم داخل التجربة نفسها، كما أنه يتوقع أن يكون هناك استمرارية أكبر للتجربة عبر مختلف الأجهزة الإلكترونية، بحيث إذا بدأ المستخدم مكالمة فيديو، عبر هاتفه الذكي، فيمكنه متابعة المحادثة في صورة شخصية "هولوجرام" عندما يرتدي نظارته للواقع المعزز أو الافتراضي.

أدوات جديدة

وقدمت الشركة أيضاً عدداً من التجارب الجديدة التي تسمح للمستخدمين بإمكانية الاستمتاع بأوقاتهم داخل عالم ميتافيرس، وذلك من خلال إعلان Horizon Home، وهي المنصة الرئيسية التي تسمح لمستخدم نظارات أوكيلوس، المملوكة لـ"ميتا"، بأن يقوم بقضاء وقت أطول مع أصدقائه، وكأنه في بيته.

وكذلك مساحة Horzin Venues التي تسمح باستضافة العديد من الفعاليات، والتي تتضمن أحياناً فعاليات حية، إلى جانب Horizon Worlds والذي يتضمن عدداً من العوالم المتنوعة والمختلفة، والتي يمكن للمستخدمين تصميم عوالمهم الخاصة خلالها ودعوة أصدقائهم والآخرين لزيارتها وتجربتها، وذلك بجانب عالم Horizon Workrooms وهو المساحة الافتراضية المخصصة للعمل والاجتماعات الخاصة بزملاء الشركة الواحدة داخل العالم الافتراضي الجديد.

كما قدمت "ميتا" مجموعة جديدة من التطبيقات ثنائية الأبعاد 2D Apps والتي تسمح للمستخدم أن يتابع استخدام تطبيقاته المختلفة المفضلة، دون الحاجة لخلع نظارته الذكية من META VR، وهي أوكيلوس سابقاً، من على عينيه ليطالع هاتفه.

وأوضح مارك أن شركته تقدم مزايا جديدة للعمل داخل الميتافيرس وذلك من خلال منصة Quest for Business والتي تحمل مجموعة من المزايا الجديدة لقطاع الأعمال، بحيث يمكن للشركات الاستفادة من تلك المزايا عبر تمكين موظفيهم من الدخول للمنصة باستخدام نظارات Quest 2 من "ميتا في آر"، بحيث يمكنهم التواصل مع زملائهم والاستفادة من مزايا مثل Horizon Workrooms وكذلك Gravity Sketch، إلى جانب العديد من التطبيقات التي يمكنه تحميلها عبر متجر Quest Store.

كما أعلنت الشركة عن مجموعة من الأدوات الجديدة والتي تسمح للمطورين بتقديم تجارب وبرمجيات  متنوعة داخل عالم "ميتافيرس" تتيح تقدم مستوى جديد من التفاعلية والخبرات الغنية الجديدة التي يمكن أن يعيشها المستخدم عبر نظارته الذكية أو هاتفه المحمول أو حاسوبه الشخصي.

وكانت على رأس تلك الأدوات منصة التواجد Presence Platform، والتي تسمح للمطورين باستخدام العديد من الواجهات البرمجية المخصصة للتحكم في العناصر والعوالم الافتراضية عبر حركات اليد في الهواء وكذلك عبر الأوامر الصوتية.

ومن بين تلك الواجهة البرمجية كانت واجهة Interaction API والتي تسمح للمطورين بالتحكم في العناصر المختلفة، وتسهيل عملية التحكم في حركتها داخل العالم الافتراضي الجديد بسهولة وانسيابية بشكل مطابق لحركاتها في الحقيقة.

وكذلك واجهة Voices API البرمجية والتي تسمح بتطوير العديد من التجارب المعتمدة على الصوت، وقد تمكن أحد المطورين من إتاحة تجربة الواجهة البرمجية الفريدة عبر تطوير لعبة افتراضية تفاعلية تعتمد على المزج بين اللعبة الافتراضية والعزف على بيانو حقيقي، بحيث يربح اللاعب حال تمكن من الضغط على الأزرار الصحيحة لعزف اللحن السليم داخل اللعبة وهو يرتدي نظارة الواقع الافتراضي VR.

تجربة متكاملة

وبالمرور خلال المقاطع المصورة والتجارب السريعة التي استعرضتها "ميتا" لعالم ميتافيرس، فإنه من الواضح أن التجربة داخل العالم الرقمي الجديد ستكون فريدة من نوعها، فقد أكد زوكربيرج أن "ميتافيرس" يركز وبشكل رئيسي على بقاء المستخدم متواجداً بشكل فعال على مستوى كافة العوالم، سواء الحقيقي أو الافتراضي، وذلك عبر مختلف أنواع الأجهزة سواء الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية والنظارات الذكية من نظارات الواقع الافتراضي VR والمعزز AR.

يتيح عالم الميتافيرس، بحسب مدير الشركة، للمستخدمين إمكانية التحكم في شخصياتهم الافتراضية Avatars، وذلك من خلال الاختيار من شخصيات متنوعة، مثل شخصيات خيالية كالروبوتات والشخصيات المركبة من عناصر مختلفة غير بشرية، أو شخصيات كرتونية تشبههم، وهي أقرب لميزة Facebook Avatars المتوفرة عبر منصة فيسبوك، إلى جانب شخصيات كرتونية بوجوه أكثر بشرية.

تواجد مستمر

وكما قال زوكربيرج، فإن تواجد المستخدم داخل عالم ميتافيرس سيتسم بشيء من الاستمرارية، بحيث إنه يمكنه التبديل بين أجهزته الإلكترونية المختلفة بحسب الأكثر ملاءمة لاستخدامه في الوقت الراهن، فيمكنه الاستمرار في التواجد داخل "الميتافيرس" مع تغيير استخدامه من هاتفه إلى الكمبيوتر الشخصي ومنه إلى نظارته الذكية، وبالتالي لا يكون هناك محدودية للأجهزة المتاح استخدامها في العالم الرقمي الجديد.

أما عن التفاعل داخل عالم الديجيتال المستقبلي، فإن حركات اليدين والأصابع في الهواء سيكون هو العنصر الرئيسي للتحكم في واجهات الاستخدام، لأن الأمر لن يعتمد على الأزرار أو الشاشات اللمسية مع النظارات الذكية، بينما بالتأكيد عند استخدام الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية سيتم الاعتماد على تلك الطرق التقليدية.

ويتوقع زوكربيرج أن يصبح عالم "ميتافيرس" هو السائد في التواصل الاجتماعي الرقمي بين البشر حول العالم خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة.

تصنيفات