مصر.. متحف الفن الحديث يفتح أبوابه بعد إغلاق 10 سنوات

time reading iconدقائق القراءة - 7
القاهرة -علا الساكت

بعد 10 سنوات من الإغلاق، عاد متحف الفن الحديث بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة للعمل واستقبال الجمهور بعد أن افتتحته وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، الأربعاء الماضي.

والمتحف الذي يضم آلاف الأعمال المهمة لرواد الفن المصري الحديث منذ بدايات القرن العشرين، مثل محمود سعيد ومحمد ناجي وعبدالهادي الجزار وإنجي أفلاطون وغيرهم، عاد بسيناريو عرض متحفي جديد، أشرفت على تصميمه لجنة متخصصة من الفنانين، ليشكل سجلاً بصرياً لتاريخ الحركة التشكيلية المصرية منذ 1887 حتى 1975، كما عرض المتحف أعمالاً لأول مرة لكبار الفنانين المصريين.

 

 وقال محمد منير، المتحدث باسم وزارة الثقافة المصرية، لـ"الشرق"، إن الوزارة وضعت في خطتها افتتاح كل المتاحف المغلقة تباعاً، لافتاً إلى انتهاء أعمال ترميم متحف "محمود خليل وحرمه"، على أن يفتتح قبل نهاية العام الجاري.

وأضاف أن "الوزارة تعمل بكامل طاقتها على إعادة فتح متحف الجزيرة المغلق منذ نحو 30 عاماً بعد أن تأثر المبنى نفسه بزلزال 1992".

 وكان متحف الفن قد افتتح عام 1927، وتنقل بين أماكن مختلفة قبل أن يستقر عام 1983 في مكانه الحالي بدار الأوبرا المصرية، وخضع المبنى لعملية تجديد عام 1991، ثم خضع المتحف لعملية تطوير شاملة لنظم العرض المتحفي والإضاءة وأعيد افتتاحه عام 2005، لكن سرعان ما تم إغلاقه مرة أخرى للترميم عام 2010، وقد تم افتتاحه بشكل جزئي في 2014 ليعاد إغلاقه مرة أخرى سريعاً.

ويضم المتحف 10 قاعات موزعة على 3 طوابق، بالإضافة إلى عرض بالهواء الطلق في مقدمة المتحف لأعمال النحت كبيرة الحجم، كما تحتضن مخازنه نحو 17 ألف قطعة فنية تمثل شتى التيارات الفنية منذ أوائل القرن العشرين حتى الآن، وكان جزء من هذه الأعمال موزعاً كإعارات للعرض في متاحف أخرى أو في أماكن عامة داخل مصر وخارجها مثل السفارات والبيوت الثقافية. 

 جدل التأجيل

وشهد الوسط التشكيلي المصري جدلاً بسبب تأجيل افتتاح المتحف أكثر من مرة.

الفنان عزالدين نجيب، أبرز المنتقدين، قال لـ"الشرق": "تأجيل الافتتاح عن الموعد الذي حدده قطاع الفنون التشكيلية معناه الوحيد أنه لم يتم إيجاد حلول جذرية لمشكلات المتحف، وأنهم لم يعودوا حتى قادرين على ترقيع الثوب (المبنى)، حتى يظهر يوم الافتتاح ثم يغلق مرة أخرى". 

المعارك بشأن المتحف ليست جديدة، إذ دارت سلسلة من الأزمات، أبرزها فقدان عدد من الأعمال المعارة إلى بعض الجهات، وتعرضه لمحاولة سرقة في عام 2017، لكن الأمن أحبط محاولة تهريبها من مطار القاهرة الدولي.

ومرّ المتحف بسلسلة من الانتقالات، أولها إلى شارع البستان وسط القاهرة عام 1963 إلى جوار قصر هدى شعراوي، ثم إلى قصر الكونت "زغيب" المكون من 44 غرفة، ثم انتهت رحلة تلك الانتقالات بوصوله إلى المقر الحالي بسراي 3 بدار الأوبرا المصرية منذ عام 1983.

وأثارت هذه الانتقالات الكثير من الأزمات بسبب مخاوف حول فقدان تسرّب بعض الأعمال الفنية، أو هلاك بعضها.

يقول عزالدين نجيب: "بكل أسف تم تسريب آلاف الأعمال الفنية التي لا تقدر بثمن، مرات تحت عنوان إعارة لجهات أخرى، ولم تعد موجودة، ومرات أخرى بالسرقة والتحايل، ونحن هنا نتكلم عن أعمال لمحمود سعيد ومحمد ناجي لم تعد موجودة".

 

 مجلس أمناء للمتحف

الفنان محمد عبلة يرى أن الطريق إلى استعادة بريق المتحف والحفاظ عليه يبدأ بانتزاعه من أيدي الموظفين، وأن يشكل مجلس أمناء للمتحف من فناني ومثقفي مصر، على أن يكون دور هذه اللجنة فرز ومطابقة الأعمال الموجودة في الدفاتر بالواقع، ثم وضع خطة لعرضها والحفاظ عليها.

وقال لـ"الشرق" إن "خطة ترميم المبنى ليست معضلة، فمن السهل وضع المتحف تحت الترميم لمدة زمنية معينة لتغيير نظام الكهرباء، والمراقبة والإضاءة وما إلى ذلك، إنما الأهم هو صيانة الأعمال الفنية".

 

 ولكن المتحدث باسم وزارة الثقافة محمد منير، نفى تلف أو ضياع مقتنيات المتحف، قائلاً: "الأعمال الفنية في جميع متاحف مصر تخضع لحالة من الجرد كل فترة. إنها ثروة قومية لا يستطيع أحد العبث بها، وليس هناك وثيقة أو عمل فني يتحرك من مكانه إلا بتأمين خاص، كما أن وزارة الثقافة تمتلك معامل ترميم للوحات على أعلى مستوى".

 

 وأضاف: "إنها المرة الأولى التي سيعمل بها المتحف بكامل طاقته منذ أن أغلق للتطوير في 2010".

ولم ينفِ منير وجود بعض أعمال الإصلاح والترميم التي لم تكتمل، قائلاً: "هناك بعض أعمال الصيانة التي لم تكتمل بعد، مثل أعمال عزل الأسطح والإصلاحات التي لا تؤثر على الزوار أو اللوحات، وسيتم استكمالها على الهامش، لكن ذلك لن يؤثر أو يغير من خطة وزارة الثقافة للحفاظ على المتاحف مفتوحة بكامل طاقاتها".