"التصدي للصين" يتصدر محادثات أميركية أوروبية

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من اجتماع "مجلس التجارة والتكنولوجيا" بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية 29 سبتمبر 2021 - REUTERS
جانب من اجتماع "مجلس التجارة والتكنولوجيا" بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية 29 سبتمبر 2021 - REUTERS
بيتسبرج-أ ف ب

بدأ مسؤولون كبار من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الأربعاء، اجتماعات تستمر يومين في بيتسبرج بولاية بنسلفانيا الأميركية، لتعزيز العلاقات التجارية، التي تضررت خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، والتعاون في قطاع التكنولوجيا، إضافة إلى التصدي لممارسات الصين التجارية.

ويشمل الوفد الأميركي في اجتماعات "مجلس التجارة والتكنولوجيا"، وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة التجارة جينا ريموندو والممثلة التجارية كاثرين تاي، فيما يضم الوفد الأوروبي نائبي رئيسة المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس ومارجريت فيستاجر.

وعقد الوزراء اجتماعهم في "ميل 19"، الذي كان مصنعاً ضخماً للذخائر إبان الحرب العالمية الثانية، قبل أن يتحوّل إلى مصنع للصلب على ضفاف نهر مونونجاهيلا، ليصبح في نهاية المطاف منشأة متطورة لعلم الروبوتات لباحثي جامعة كارنيجي ميلون.

وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "شريكان لا غنى لهما عن بعضهما البعض"، سيسعيان إلى "تعزيز النمو الاقتصادي المشترك" للعمال في كل منهما.

التصدي للصين

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، ستناقش الاجتماعات ما يعتبره الجانبان ممارسات تجارية غير عادلة من الصين، مثل الدعم الحكومي والنقل القسري للتكنولوجيا، على أن تخيم على المناقشات السياسة التي سيتم اعتمادها حيال الصين.

ويتبع الرئيس الأميركي جو بايدن نهج سلفه دونالد ترمب، من خلال الدعوة إلى الحزم تجاه بكين، وأبقت إدارته على الرسوم الجمركية المشددة، التي فرضها ترمب على البضائع الصينية.

لكن في حين شدد نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس على أن الغاية من مجلس التجارة والتكنولوجيا ليس استهداف دولة بعينها، يشير البيان إلى جهود للتصدي لـ"الاقتصادات غير السوقية"، في إشارة إلى الصين، إضافة إلى بذل جهود على صعيد ضوابط الاستثمار والتصدير.

ووفق مسوّدة البيان، يتعهد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالعمل بشكل وثيق، من أجل حماية الأيدي العاملة في كل منهما، من "ممارسات تجارية مجحفة تقوّض نظام التجارة العالمي".

أزمة أشباه الموصلات

ويأتي افتتاح فعاليات "مجلس التجارة والتكنولوجيا" في وقت تعاني القطاعات الصناعية حول العالم من نقص في أشباه الموصلات، حيث ارتفع الطلب على الأجهزة الإلكترونية بجميع أنواعها منذ بداية جائحة كوفيد-19، نتيجة تزايد العمل عن بُعد والطلب على الترفيه المنزلي.

ويواجه مصنعو أشباه الموصلات صعوبات لتلبية الطلب العالمي، إذ اضطروا أحياناً إلى إغلاق مصانعهم مؤقتاً بسبب تفشي فيروس كورونا.

وبحسب مسودة بيان مشترك، اطلعت عليها وكالة "فرانس برس"، يسعى الطرفان إلى بذل جهود مشتركة من أجل "إعادة التوازن لسلاسل الإمداد العالمية، على صعيد أشباه الموصلات مع التطلع إلى تعزيز أمن الإمدادات" وتفعيل قدرات إنتاج الشرائح محلياً.

وأكدت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو أن النقص في أشباه الموصلات "يثير قلقاً على الصعيدين الاقتصادي والأمني"، ودعت إلى الاستثمار في التصنيع المحلي في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وقالت أمام نادي واشنطن الاقتصادي، الثلاثاء: "قبل 20 عاماً، كنا نصنع نحو 40% من جميع الرقائق. اليوم صارت حصتنا من الإنتاج العالمي 12% فقط، ولا نصنع أياً من الرقائق المتطورة تقنياً".

وحثّت الكونجرس على الاستثمار بكثافة، لزيادة الإنتاج الأميركي من أشباه الموصلات بشكل كبير.

أزمة الصلب

ويلقي قطاع الصلب بظلاله على الاجتماعات من نواح عدة، خصوصاً أن الجانبين لم يتوصلا بعد إلى تسوية النزاع الناجم عن فرض دونالد ترمب، رسوماً على الصلب والألمنيوم.

وكان ترمب فرض في يونيو 2018، رسوماً جمركية بنسبة 25% على الصلب و10% على الألومنيوم القادم من أوروبا، باسم حماية الأمن القومي للولايات المتحدة. وشددت واشنطن وبروكسل على أن المحادثات في بيتسبرج لن تتناول هذه المسألة الخلافية.

وتقرر تشكيل "مجلس التجارة والتكنولوجيا"، خلال قمة عقدت في بروكسل في يونيو الماضي، شارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن، وقد سعى حينها إلى إصلاح العلاقات وتوصل إلى اتفاق لنزع فتيل النزاع بين إيرباص وبوينج، في مساعٍ أفضت إلى تعليق الرسوم.

لكن عقبات أخرى أدت إلى تفاقم التوترات، لا سيما خروج الولايات المتحدة من أفغانستان في نهاية أغسطس الماضي، والإعلان عن تشكيل تحالف إستراتيجي بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، دون أي تشاور مع الأوروبيين، ما أثار شكوكاً حيال رغبة واشنطن المعلنة في التعاون.

اقرأ أيضاً: