بلومبرغ: رئيس كوريا الجنوبية الجديد سيدعم نهج بايدن في آسيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب يون سوك يول خلال مناظرة في سيول - 25 فبراير 2022. - Bloomberg
الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب يون سوك يول خلال مناظرة في سيول - 25 فبراير 2022. - Bloomberg
دبي- الشرق

قد يكون للرئيس الأميركي جو بايدن صديق جديد في آسيا، إذ يستعد الرئيس المنتخب في كوريا الجنوبية، يون سوك يول، لانتهاج سياسة خارجية تتوافق بشكل وثيق مع وجهات نظر بايدن إزاء الصين وكوريا الشمالية، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

واعتبرت الوكالة أن فوز يول، وهو محافظ، في الانتخابات هذا الأسبوع، يأتي في توقيت جيد بالنسبة لبايدن، الذي يسعى إلى حشد حلفاء الولايات المتحدة لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، وسياسات صارمة تنتهجها الصين بشأن أراض متنازع عليها، واختبارات تنفذها كوريا الشمالية لصواريخ بعيدة المدى وأسلحة نووية.

وأضافت أن نزاعاً مع اليابان خاضه الرئيس الكوري الجنوبي المنتهية ولايته، مون جاي إن، ومساعيه للتقرّب من الصين، أدت إلى إحباط جهود أميركية لتشكيل تحالف أقوى في آسيا.

وطوال حملته الانتخابية، أشار يول، و"حزب قوة الشعب" الذي ينتمي إليه، إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء بكين وبيونج يانج.

وتعهد الرئيس المنتخب، الخميس، بأن كوريا الجنوبية "ستولد مجدداً" باعتبارها "دولة محورية تسهم في الحرية والسلام والازدهار"، علماً بأنه مدع عام سابق، لا يتمتع بخبرة في السياسة الخارجية.

ولتحقيق هذا الهدف، قال يول إنه سيعمل على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، من خلال المشاركة في مبادرة سلسلة التوريد الأميركية الجديدة، وتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي معها، وفي اتصال هاتفي مع يول، بعد فترة وجيزة على تأكيد فوزه، أشار بايدن إلى إمكانية التعاون بشأن مكافحة فيروس كورونا، وسلاسل التوريد والتهديدات التي يشكّلها برنامج التسلّح الكوري الشمالي.

واعتبر روري ميدكالف، رئيس كلية الأمن القومي في الجامعة الوطنية الأسترالية، أن "نصر المحافظين في سيول جيد بالنسبة لنظام التحالف الأميركي، ليس فقط في ما يتعلّق بكوريا الشمالية، ولكن أيضاً في تحقيق توازن مع الصين".

ضربة استباقية

وتستعد الولايات المتحدة لتشديد العقوبات المفروضة على بيونج يانج، بعدما اعتبرت أنها استغلّت إطلاق صاروخين أخيراً، لاختبار أنظمة لمشروع جديد لصاروخ باليستي عابر للقارات قيد التطوير.

وقال مسؤول بارز في إدارة بايدن إن العقوبات تستهدف تشديد القيود على كوريا الشمالية، لمنعها من شراء تكنولوجيات أجنبية.

وتجنّب مون جاي إن إلى حد كبير، اتخاذ مواقف تزعج الصين، أبرز شريك تجاري لكوريا الجنوبية، في إطار هدف مديد لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية.

وبعد تنصيب بايدن في يناير 2021، ضغط مون على الإدارة الأميركية كي تدعم خطته لإعلان إنهاء الحرب الكورية (1950-1953)، وهذه خطوة يمكن أن تتعارض مع سياسة واشنطن في قبول اتفاق سلام، فقط بعد أن تنهي بيونج يانج برنامجها للأسلحة الذرية، بحسب "بلومبرغ".

وخلال حملته الانتخابية، قال يون إنه سيدعم توجيه ضربة استباقية، إذا شكّلت كوريا الشمالية تهديداً فورياً لبلاده، ودعا إلى نشر بطاريات أخرى لمنظومة صواريخ اعتراضية أميركية من طراز "ثاد".

وكانت الصين حظرت بيع حزم لرحلات جماعية، وظهور مشاهير كوريين جنوبيين في برامج تلفزيونية، في انتقام غير رسمي لنشر سيول منظومة "ثاد".

وذكرت "بلومبرغ" أن أحد الاختبارات التي سيواجهها يول، يتمثل في التدريبات العسكرية المشتركة لكوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة، والتي تثير انتقادات شديدة من كوريا الشمالية، علماً أنها قُلّصت خلال عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، إذ سعى مون إلى تسهيل محادثات مع كيم جونج أون.

كوريا الجنوبية واليابان

كذلك يواجه يول مهمة تحسين العلاقات مع اليابان، علماً أن ثمة خلافات مديدة بين البلدين، ناجمة عن الاحتلال الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية، بين عامَي 1910 و1945، ممّا عرقل تعاونهما مع الولايات المتحدة في تنسيق السياسة المتبعة إزاء كوريا الشمالية.

وقال يون في هذا الصدد: "من مصلحة كوريا الجنوبية واليابان التركيز على المستقبل، لا الماضي، سأفكّر في مستقبل العلاقات بين كوريا واليابان، من خلال منظور استشرافي لشبابنا وجيل المستقبل".

وتحدث يول هاتفياً، الجمعة، مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، واتفقا على العمل عن كثب بشأن التهديدات الإقليمية، مثل تلك التي تشكّلها كوريا الشمالية.

وأبلغ كيشيدا، يول بأن العلاقات بين البلدين "أساسية لتحقيق نظام دولي قائم على القواعد، وضمان السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم".

في السياق ذاته، اعتبر وزير التجارة الكوري الجنوبي، يو هان كو، أن "الوقت حان لإلقاء نظرة جديدة على العلاقات الثنائية وإقامة علاقات استشرافية وبنّاءة أكثر، بين كوريا واليابان"، مشدداً على "أهمية إبعاد السياسة عن الاستثمار الاقتصادي والتجاري، عندما نتحدث عن منصات التجارة متعددة الأطراف".

ونبّهت روي ماتسوكاوا، وهي نائبة من الحزب الحاكم في اليابان ودبلوماسية سابقة أمضت جزءاً من حياتها المهنية في سيول، إلى أن يول وفد حديثاً إلى عالم السياسة، ولا يُعرف الكثير بعد عن سياسته الخارجية.

واستدركت أن ثمة "تغييراً في الإدارة، من حكومة يسارية إلى أخرى محافظة"، وتابعت: "لديّ توقعات إيجابية، إذ أعتقد بأننا جميعاً في الموقع ذاته بشأن مقاربتنا للصين وكوريا الشمالية".

تطوير أسلحة نووية؟

وأثارت "بلومبرغ" تساؤلات بشأن احتمال أن يسعى يول إلى انضمام بلاده إلى مجموعة "الرباعية" (كواد)، التي تضمّ أستراليا واليابان والهند والولايات المتحدة وتسعى لمواجهة نفوذ متزايد للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وسلّم السفير الصيني في سيول، الجمعة، يول رسالة من الرئيس شي جين بينج، ورد فيها أنه يريد تحسين العلاقات الاستراتيجية مع كوريا الجنوبية والحفاظ على علاقات مستقرة بين الجانبين.

يول الذي سيُنصّب رئيساً في 10 مايو، نأى عن محافظين يريدون من الولايات المتحدة إعادة نشر أسلحة نووية استراتيجية في كوريا الجنوبية، أو أن تطوّر سيول أسلحة ذرية، علماً بأن أكثر من نصف الكوريين الجنوبيين يدعمون امتلاك أسلحة نووية، إما من خلال تطوير محلي وإما عبر نشر أسلحة نووية أميركية في بلادهم، كما أفاد تقرير أعدّه "مجلس شيكاغو للشؤون العالمية" الشهر الماضي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات