رئيس أفغانستان السابق يعتذر للشعب الأفغاني

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني يتحدث أمام البرلمان. 2 أغسطس 2021. - REUTERS
الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني يتحدث أمام البرلمان. 2 أغسطس 2021. - REUTERS
دبي-الشرق

أعرب الرئيس الأفغاني السابق، الأربعاء، عن اعتذاره للشعب الأفغاني عن مغادرة البلاد بشكل مفاجئ، وعدم قدرته على "ضمان السلام والاستقرار".

وقال غني في بيان نشره عبر حسابه على "تويتر": "أدين للشعب الأفغاني بتفسير عن مغادرة كابول بشكل مفاجئ يوم 15 أغسطس، بعد أن دخلت طالبان المدينة على نحو غير متوقع".  

وأضاف: "غادرت بناء على طلب من حرس القصر الذين نصحوني بأن البقاء يهدد بإشعال قتال الشوارع المروع نفسه، الذي عانت منه المدينة خلال الحرب الأهلية خلال التسعينيات". 

وأضاف البيان أن "مغادرة كابول كانت أصعب قرار في حياتي، لكنني اعتقدت أنها كانت السبيل الوحيدة لتجنب القتال، وإنقاذ كابول ومواطنيها البالغ عددهم 6 ملايين".

وتابع: "كرست 20 عاماً من حياتي لمساعدة الشعب الأفغاني من أجل العمل على بناء دولة ديمقراطية ذات سيادة تنعم بالازدهار، ولم يكن في نيتي أبداً التخلي عن الشعب أو عن تلك الرؤية".

وزاد: "الآن ليس الوقت المناسب لإجراء تقييم طويل للأحداث التي أدت إلى مغادرتي، سأتناولها بالتفصيل في المستقبل القريب. لكن يتعين علي الآن أن أرد على ادعاءات لا أساس لها تفيد بأنني عندما غادرت كابول أخذت معي ملايين الدولارات المملوكة للشعب الأفغاني. هذه الاتهامات باطلة تماماً وبشكل قاطع. الفساد وباء أصاب بلدنا بالشلل طيلة عقود، ومحاربة الفساد كانت محور تركيز جهودي كرئيس. لقد ورثت وحشاً لا يمكن هزيمته بسهولة أو بسرعة".

ومضى قائلاً: "أنا وزوجتي كنا نتوخى الدقة في شؤوننا المالية الشخصية... أرحب بإجراء تدقيق رسمي أو تحقيق مالي تحت رعاية الأمم المتحدة أو أي هيئة مستقلة مناسبة أخرى لإثبات صحة تصريحاتي هنا. والمساعدون المقربون مني على استعداد لتقديم تقاريرهم المالية للمراجعة العامة، وأود أن أشجع وأحث كبار المسؤولين والشخصيات السياسية السابقين الآخرين على فعل الشيء نفسه".

وأردف: "طوال حياتي، آمنت بقوة بأن الصيغة المتمثلة في الجمهورية الديمقراطية هي السبيل الوحيدة للمضي قدماً من أجل أفغانستان تنعم بالسيادة والسلام والرخاء. وطوال فترة خدمتي لبلدي، كانت حدود أفعالي يحددها ويوجهها دائماً دستور جمهورية أفغانستان الإسلامية لعام 2004. إنه يوفر منابر للحوار، حيث يمكن إدارة خلافاتنا من خلال الأخذ والعطاء والإقناع، وحيث يمكن تعريف وتبني قبول رؤية مشتركة للمستقبل. إن تقاليدنا الأفغانية المتمثلة في مجلس الشورى ومجلس الشيوخ تتسم بالمساواة العميقة والمشاركة، ويمكن أن توفر منبراً لتحقيق نتائج سلمية للبلاد من أجل المضي قدماً".

واختتم بالقول: "أعبر عن تقديري واحترامي العميقين للتضحية التي قدمها جميع الأفغان، لا سيما جنودنا الأفغان وأسرهم، خلال الأربعين عاماً الماضية. وإنه لمن دواعي الأسف العميق، انتهاء فصلي بمأساة مماثلة لأسلافي من دون ضمان الاستقرار والازدهار. أعتذر للشعب الأفغاني لأني لم يكن بوسعي جعلها تنتهي بشكل مختلف. إن التزامي تجاه الشعب الأفغاني لم يهتز مطلقاً وسيرشدني لبقية حياتي".

فرارّ غني 

وفي 15 أغسطس، فرّ أشرف غني من القصر الرئاسي ودخلت طالبان إلى كابول. ومنذ ذلك الحين فر عشرات الآلاف من الأفغان اليائسين أو حاولوا الفرار، وقتل 13 جندياً أميركياً وعشرات المدنيين الأفغان في هجوم انتحاري عند مطار كابول خلال عمليات إجلاء أميركية عسكرية محمومة.

ومع اقتراب "طالبان" من كابول في بداية أغسطس، شدد غني على أنه سيتجنّب مصير الملك الأفغاني السابق أمان الله خان، الذي تنازل عن العرش وفرّ إلى الهند البريطانية، في عام 1929. وقال في كابول، في 4 أغسطس: "لن أهرب. لن أبحث عن ملاذ آمن وسأكون في خدمة الناس".

ولكن مع إطباق "طالبان" على كابول، بدا غني معزولاً بشكل متزايد. وفي تسجيل مصوّر بُثّ قبل ساعات من فراره، دعا الرئيس السابق وزارة الدفاع إلى إقامة خطوط هاتفية، لمساعدة المواطنين على الاتصال بها.

وبعد فراره بساعات، برر غني هروبه بأنه كان أمام خيار مواجهة مسلحي "طالبان" أو مغادرة البلاد، مؤكداً أن الحركة كانت مستعدة لشنّ هجوم دموي على كابول للإطاحة به.

وقال غني في بيان نشره على "فيسبوك" إنه قرر ترك البلاد "لتفادي فيضان إراقة الدماء وتجنب كارثة بشرية كبيرة"، مضيفاً: "ربما كسبت طالبان الحكم بالسيف والبنادق، ولكنها لم تكسب شرعية القلوب.. هم الآن أمام اختبار تاريخي جديد"، مطالباً الحركة بـ"تطمين النساء والأطفال". وتابع: "انتصرت طالبان.. وهي الآن مسؤولة عن شرف الحفاظ على بلادها".

وفي 18 أغسطس، قال غني في أول ظهور له بعدما لجأ إلى الإمارات، إنه يساند المحادثات بين حركة طالبان ومسؤولين حكوميين سابقين كبار، وإنه "يجري محادثات" للعودة إلى أفغانستان بعدما لجأ إلى دولة الإمارات.

اقرأ أيضاً: