
أعاد ملك بلجيكا فيليب، الأربعاء، قناعاً تقليدياً أثرياً إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية، في بادرة لإبداء حسن النية خلال أول زيارة يقوم بها، منذ أن اعتلى العرش عام 2013، للدولة التي كانت مستَعمَرة تابعة لبلاده.
وأعاد الملك فيليب قناعاً من نوع أقنعة البدء، وهو من أقنعة شعب سوكو التقليدية، لمتحف الكونجو الوطني في "إعارة لأجل غير مسمى"، وكان القناع محفوظاً لعقود في المتحف الملكي البلجيكي لوسط إفريقيا.
وقال الملك فيليب وهو بجوار رئيس الكونجو فليكس تشيسكيدي "أنا هنا لأعيد لكم هذه القطعة الاستثنائية من أجل أن يتسنى للكونجوليين استكشافها وإبداء الإعجاب بها... يشكل ذلك بداية رمزية لتعزيز التعاون الثقافي بين بلجيكا والكونجو".
ووصل الملك، الثلاثاء، إلى العاصمة كينشاسا بصحبة زوجته الملكة ماتيلد، ورئيس الوزراء ألكسندر دي كرو، في زيارة تستغرق أسبوعاً يزور خلالها مدينتي بوكافو ولوبومباشي شرق البلاد، ومن المقرر أن يلقي خطاباً أمام جلسة مشتركة لبرلمان الكونجو في وقت لاحق، الأربعاء.
وتهدف الزيارة إلى إنعاش الشراكة بين البلدين ومواصلة عمل الذاكرة عن الفترة الاستعمارية التي لا تزال حاضرة في أذهان الناس.
ويتم تسليط أضواء كثيفة على الزيارة في الدولتين، إذ تركت بلجيكا إرثاً من فترة حكمها الاستعماري بين عامي 1885 و1960 الذي أدى لوفاة الملايين في الكونجو.
آخر جندي حي
ومنح الملك في اليوم الثاني للزيارة، وساماً لآخر جندي كونجولي لا يزال على قيد الحياة كان مع القوات العسكرية البلجيكية التي كانت تسمى "القوة العامة" وشاركت في الحرب العالمية الثانية، ويبلغ حالياً من العمر 100 سنة، كما أجرى جولة في المتحف الوطني والنصب التذكاري للمحاربين القدامى والبرلمان.
أسف على "الإذلال"
وفي 2020، أصبح الملك فيليب أول مسؤول بلجيكي يبدي أسفه على "المعاناة والإذلال" الذي عانت منه الكونجو، لكنه لم يصل إلى حد إصدار اعتذار، وطالب البعض في الكونجو بأن يعتذر هذه المرة.
وجاء في رسالة وزعت على الصحافة وقتها، حديث عن حقبة سلفه الملك ليوبولد الثاني التي وصفها المؤرخون بالأكثر دموية عندما كان يدير الكونجو وثرواتها من بروكسل وكأنها ملكيته الخاصة.
وقال في الرسالة: "في عهد دولة الكونجو المستقلة (من 1885 إلى 1908 عندما تنازل الملك السابق عن الكونجو لبلجيكا) ارتكبت أعمال عنف وحشية لا تزال تثقل ذاكرتنا الجماعية".
اقرأ أيضاً: