دعوة أممية أميركية لتكثيف التفاوض على توسيع الهدنة في اليمن

time reading iconدقائق القراءة - 9
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج يخاطب جلسة لمجلس الأمن الدولي عن بعد. 15 أغسطس 2022. - AFP
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج يخاطب جلسة لمجلس الأمن الدولي عن بعد. 15 أغسطس 2022. - AFP
دبي- الشرق

قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، الاثنين، إن الأطراف اليمنية أبدت التزامها بالاستمرار في التفاوض للتوصُّل إلى اتفاق هدنة موسع بحلول الثاني من أكتوبر المقبل، في حين تواصل الولايات المتحدة الأميركية جهودها في المنطقة لدعم هذا المقترح.

وكانت الأطراف اليمنية اتفقت قبل أسبوعين على تمديد الهدنة لمدة شهرين إضافيين حتى الثاني من أكتوبر المقبل، وتسعى الأمم المتحدة الآن لدفع الأطراف باتجاه هدنة موسعة من شأنها أن تمهد لحل دائم للصراع في البلاد.

وأوضح جروندبرج خلال إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي أنَّ "الاتفاق الموسع سيشتمل على عناصر إضافية تحمل المزيد من الإمكانيات لتحسين الحياة اليومية لليمنيين"، ولكنه أعرب في الوقت نفسه عن أسفه لعدم إحراز المزيد من التقدم في فتح الطرق بتعز المحاصرة من قبل جماعة الحوثي والمحافظات الأخرى، وهو مطلب رئيسي لدى الحكومة اليمنية، ما دفعها إلى اتهام الجماعة بـ"عدم الالتزام بتعهداتها".

مقترح الهدنة الموسعة

ووفقاً لتصريحات سابقة للمبعوث الأممي، يتضمن مقترح اتفاق الهدنة الموسَّع "التوافق على آلية شفافة وفعّالة لصرف منتظم لرواتب موظفي الخدمة المدنية ومعاشات المتقاعدين المدنيين، وفتح طرق في تعز ومحافظات أخرى، والمزيد من الوجهات من وإلى مطار صنعاء الدولي، وانتظام تدفق الوقود إلى جميع موانئ الحديدة".

ولفت جروندبرج إلى إنه "من شأن الاتفاق الموسّع إتاحة المجال أمام التحرك في عملية متعددة المسارات لمعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية وخلق بيئة مؤاتية للشروع في مناقشات حول وقف دائم لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد والاستعداد لاستئناف عملية سياسية يقودها اليمنيون تحت رعاية الأمم المتحدة".

وبيّن أن "الطرفين قدما ملاحظاتهما الجوهرية على مقترحي. وبينما تمّ تحديد نطاق محتمل للاتفاق، كانت الأطراف بحاجة إلى مزيد من الوقت لمناقشة تفاصيل اتفاق الهدنة الموسَّع".

دعم أميركي

بدورها، أكدت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد خلال الجلسة، أن هناك "فرصة لسلام دائم في اليمن إثر التمديد الأخير للهدنة"، داعية الأطراف اليمنية إلى "تكثيف وتسريع المفاوضات لإنجاز اتفاق مبني على المقترحات التي تقدم بها المبعوث الأممي".

وأعربت خلال مداخلتها عن "تقدير الولايات المتحدة للدور المحوري الذي لعبه الشركاء الإقليميون في جعل ذلك ممكناً، بما في ذلك القيادة السعودية، وجهود عمان لتعزيز الحوار بين الأطراف اليمنية".

وأشارت إلى أنَّ اليمن يستفيد بشكل ملموس من الهدنة، لافتة في هذا الصدد إلى تمكن 15 ألف يمني من السفر عبر مطار صنعاء للمرة الأولى منذ 2016، وتلقي موانئ الحديدة لكميات وقود أكبر بخمس مرات مقارنة بالكميات التي تلقتها في 2021.

واعتبرت أنَّ تمديد الهدنة يقدم فرصة مهمة للانتقال باتجاه اتفاق أقوى وأكثر شمولاً، يتيح حلاً للصراع المستمر منذ فترة طويلة، داعية الحوثيين إلى قبول مقترحات المبعوث الأممي وفتح الطرق باتجاه تعز بدون تأخير.

وأكدت أن الولايات المتحدة تتابع الأوضاع في شبوة، داعية الأطراف اليمنية إلى العمل على حل خلافاتها سلمياً.

وشهدت مدينة عتق بمحافظة شبوة اشتباكات خلال الأيام الماضية بين قوات العمالقة وقوات "حزب الإصلاح"، أودت بحياة مقاتلين من الجانبين.

من جانبه، قال مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، إن المبعوث الأميركي لليمن  تيم لينديركينج يواصل الجهود النشطة في المنطقة لدعم الاقتراح الأممي حول هدنة موسعة في اليمن.

وأضاف المكتب عبر حسابه على "تويتر": "نحث الأطراف بشدة على إبداء المرونة والاستجابة بشكل إيجابي إذا طُلب منهم الاجتماع تحت رعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق بحلول الثاني من أكتوبر".

"ضغوط حقيقية"

وطالب المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، المجتمع الدولي بإعادة النظر في التعاطي مع سلوك الحوثيين، وممارسة ضغوط "حقيقية" عليهم للانخراط في جهود التهدئة.

ودعا السعدي المجتمع الدولي، أمام جلسة مجلس الأمن، إلى الضغط على الحوثيين، و"الحيلولة دون استغلال الهدنة للتحشيد العسكري وإعادة التموضع"، معتبراً أن حصار الحوثيين لتعز يشكل "جريمة حرب"، ويجب رفعه "فوراً ودون تأجيل".

"تغليب المصلحة الوطنية"

إلى ذلك، قالت نائبة المندوب الدائم في بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة أميرة الحفيتي، إن إصرار اليمنيين على تغليب المصلحة الوطنية أسهم بشكل فعال في خفض مستويات العنف، رغم "العراقيل التي يضعها الحوثيون أمام استمرار وتوسيع الهدنة الأممية".

وأضافت الحفيتي خلال جلسة مجلس الأمن أنه مع تمديد الهدنة، "لا تزال الفرصة سانحة ليعزز الحوثيون تعاونهم مع الجهود الأممية الرامية للوصول لحل دائم للأزمة من خلال إنهاء خروقاتهم اليومية لها".

وأكدت ممثلة الإمارات ضرورة إنهاء الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مدينة تعز، معتبرة أن سلوك جماعة الحوثي يدل على "استخفافها" الواضح بمعاناة الشعب اليمني وغياب "النوايا الصادقة للجنوح لخيار السلام".

والاثنين الماضي، اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بـ"عدم الالتزام" بشق رئيسي في الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لإعادة فتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة، قائلة إن الجماعة "تتنصل من التزاماتها".

وقال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك في مؤتمر صحافي في عمان، إن حكومته تدعم أي تحرك لتمديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وجرى تمديدها شهرين آخرين، طالما سيقود لاتفاق سلام دائم.

جولة للعليمي

وفي سياق متصل، أعلنت وكالة الأنباء اليمنية، الاثنين، أنَّ رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي توجه إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في زيارة عمل غير رسمية، ضمن جولة تستغرق عدة أيام، ويتوجه بعدها إلى السعودية.
          
ومن المتوقع، بحسب الوكالة، أن يجري العليمي لقاءات مع المسؤولين الإماراتيين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، كما يبحث الإجراءات المطلوبة لاستكمال تخصيص الوديعة الإماراتية السعودية للبنك المركزي اليمني.

وأضافت الوكالة أنَّ العليمي سيناقش خلال زيارته للإمارات "سبل التنسيق بين الجانبين لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وخصوصاً جهود تأمين طرق الملاحة الدولية التي تضطلع بها الإمارات بدور رائد في المنطقة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات