تايوان تخشى تصاعد تهديد الصين في الولاية الثالثة لشي جين بينغ

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية التايواني جوزيف وو في تايبيه - 24 أغسطس 2018 - Bloomberg
وزير الخارجية التايواني جوزيف وو في تايبيه - 24 أغسطس 2018 - Bloomberg
دبي- الشرق

حذر وزير الخارجية التايواني جوزيف وو، من تصاعد تهديدات بكين لبلاده، لا سيّما بعد أن يعزز الرئيس الصيني شي جين بينغ سلطته من خلال منحه ولاية ثالثة تُعتبر سابقة، خلال مؤتمر يعقده الحزب الشيوعي الشهر المقبل.

جاء ذلك بعدما نفذت الصين أضخم مناورات عسكرية إطلاقاً، طوّقت تايوان، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة في أغسطس.

وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إن لزم الأمر، علماً أن الحزب الشيوعي الصيني لم يسيطر أبداً على الجزيرة.

وقال جوزيف وو لمجلة "نيكاي آسيا" اليابانية: "بالنسبة إلى (شي جين بينغ)، يشكّل النموّ الاقتصادي الشرعية المهمة جداً لمثل هذه القوة. مع تباطؤ النموّ الاقتصادي، يجب أن نكون حذرين جداً".

وأشار إلى "قلق" من أن يستخدم الرئيس الصيني أزمة خارجية، مثل غزو أو حرب، في حال تآكل شرعيته نتيجة تباطؤ اقتصادي مستمر، من أجل حرف استياء الشعب وتعزيز سلطته.

"طموح الصين ضخم"

ولفت الوزير إلى أن مقاتلات صينية دخلت منطقة الدفاع الجوي التايوانية نحو ألف مرة العام الماضي، مشيراً إلى نحو 400 توغل في أغسطس، خلال زيارة بيلوسي. واعتبر أن "ذلك يُظهر أن تهديدات الصين تتزايد بالتأكيد تجاه تايوان".

ونبّه إلى أن طموحات الصين تتجاوز مضيق تايوان لتشمل منطقة آسيا بأكملها، من بحرَي الصين الشرقي والجنوبي، والمحيطين الهادئ والهندي إلى العالم بأسره.

وقال: "طموح الصين ضخم. في كمبوديا وميانمار وبنجلادش وسريلانكا وباكستان، ومناطق بعيدة مثل جيبوتي، تشيّد الصين موانئ بحرية وقواعد بحرية. كما أن طموحاتها في المحيط الهندي مقلقة أيضاً".

وأضاف أن الاتفاق الأمني المُبرم بين بكين وجزر سليمان، التي كانت حليفة لتايوان حتى عام 2019، وسّعت حضور الصين في المحيط الهادئ.

صناعة أشباه الموصلات

خلال عهد الرئيسة التايوانية تساي إينج وين، برزت تايوان بوصفها قوة ديمقراطية مسؤولة ذات أهمية حاسمة في مكافحة الاستبداد، بحسب "نيكاي آسيا". فعلى سبيل المثال، مكّنت حكومة تساي سكان هونج كونج من الفرار من المستعمرة البريطانية السابقة، بعد حملة قمع شنّتها بكين، كما أدانت فظائع ارتكبها جيش ميانمار، وفرضت عقوبات على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.

وتمتلك تايوان أيضاً قطاعاً رائداً في صناعة أشباه الموصلات، هو الثاني في العالم من حيث الإيرادات. ولدى الجزيرة أضخم صانعي الرقائق في العالم، يزوّدون شركات مثل "آبل" و"إنتل" و"كوالكوم" الأميركية.

وفي محاولة لكبح الطموحات التكنولوجية والعسكرية للصين، فرضت الولايات المتحدة مزيداً من القيود على شحن الرقائق والمعدات المتطوّرة إلى بكين، ولم تستبعد اتخاذ تدابير إضافية في هذا الصدد.

"رقائق الديمقراطية"

وأعرب جوزيف وو عن مخاوفه من أن الرقائق التي تصنعها الاقتصادات الديمقراطية، مثل تايوان، يمكن أن تستخدمها الصين للتوسّع العسكري.

وقال: "تحتاج صناعة الرقائق إلى دمج أفكار وعناصر الديمقراطية، والمشاركة في نظام بيئي لسلسلة توريد ينتمي إلى تحالفات ديمقراطية".

وأضاف: "إذا اعتقد مطوّرو الرقائق وشركاء النظام البيئي بأن هناك مخاوف من إمكانية استخدام رقائقهم في معدات أو منشآت عسكرية في الصين، ضد دول ديمقراطية أخرى، فعليهم التوقف عن تأمين هذه المكوّنات. ستتعاون الشركات التايوانية عن كثب أيضاً، باعتبارها جزءاً أساسياً من هذا النظام البيئي".

ولا تزال الصين أبرز شريك تجاري لتايوان، إذ بلغت الشحنات الثنائية 328.3 مليار دولار في عام 2021. لكن جوزيف وو أشار إلى تراجع الثقة بالاستثمار إزاء بكين، مضيفاً: "تبنّى الرئيس الصيني شي جين بينغ نهجاً أكثر استبدادية في السنوات الماضية، ويمكن أن يؤثر ذلك في بيئة التصنيع العامة هناك. تكاليف العمالة آخذة في الارتفاع والاقتصاد الصيني يتباطأ بشكل عام. كما أن السياسات الصارمة التي انتهجتها بكين لتصفير الإصابات بكوفيد، تؤثر بشدة في الإنتاج بالبلاد".

ولفت وو إلى أن "مزيداً من الشركات التايوانية تبدي حذراً بشأن توسّعها في الصين"، وزاد: "ثمة اتجاه بأن كل هذه الشركات تتطلّع إلى تنويع استثماراتها في الهند والأميركتين وجنوب شرقي آسيا، والعودة أيضاً إلى تايوان".

كما شدد وو على أن تايوان "دولة مسؤولة، وحكومة مسؤولة" وما زالت "تفضّل الحوار على القتال". واستدرك أن الشعب التايواني مصمّم على الدفاع عن بلاده ضد أي غزو صيني محتمل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات