مساعدات عسكرية أميركية لأوكرانيا.. وروسيا: لن نسمح بتقويض استقرارنا

time reading iconدقائق القراءة - 8
جنديان أوكرانيان بالقرب من حقل للألغام في منطقة خط المواجهة مع القوات الموالية لروسيا شرقي أوكرانيا - 11 يناير 2022 - AFP
جنديان أوكرانيان بالقرب من حقل للألغام في منطقة خط المواجهة مع القوات الموالية لروسيا شرقي أوكرانيا - 11 يناير 2022 - AFP
دبي -الشرق

قالت مصادر أميركية مطلعة إن إدارة الرئيس جو بايدن، قدّمت في أواخر ديسمبر الماضي، مساعدات عسكرية إضافية إلى أوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار، قبل أسابيع من المحادثات التي أُجريت في جنيف، في حين شدد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف، الأربعاء، على أن بلاده "لن تسمح بتقويض استقرارها". 

ووفقاً لما أوردته شبكة "سي إن إن" نقلاً عن المصادر، فإن هذه الحزمة الأمنية سمحت بشحن الكثير من المعدات الدفاعية التي قدمتها الولايات المتحدة في الماضي، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والذخيرة، وأجهزة اللاسلكي الآمنة، والمعدات الطبية، وقطع الغيار، ومعدات أخرى.

ولفتت المصادر إلى أن الإدارة الأميركية أخطرت الكونجرس "بهدوء" بالاعتماد الجديد في وقت سابق من هذا الشهر، في حين أشارت إلى أن بعض المسؤولين اكتشفوا الأمر من خلال "قنوات سرية"، مؤكدة أن الموافقة على تقديم هذه الحزمة "تم قُبيل أسابيع فقط من الموعد المقرر لبدء المحادثات الأميركية- الروسية التي أُجريت قبل أيام". 

من جانبه، رجّح مسؤول أميركي، لم تكشف "سي إن إن" هويته، أن يستغرق تسليم المعدات بعض الوقت، قائلاً إن "المعدات التي تمت الموافقة عليها الصيف الماضي، وتبلغ قيمتها 60 مليون دولار، تقترب الآن من عملية التسليم".

مساعدات مستمرة

من جانبها، قالت الخارجية الأميركية، إنه "تم تسليم الأسلحة خلال الأسابيع القليلة الماضية"، مشيرة إلى أن "عملية تقديم المساعدات ستستمر"، لكنها رفضت تقديم مزيد من التفاصيل.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس: "لن أخوض في كل دفعة وتحديث للمساعدات الأمنية. ما أريد قوله هو أننا قدمنا مساعدات أمنية لأوكرانيا خلال العام الماضي تفوق ما قدمناه في أي وقت مضى منذ عام 2014".

وأضاف: "لا تزال عمليات التسليم مستمرة، وكان آخرها منذ أسابيع قليلة مضت، وهناك المزيد من هذه العمليات المقرر إتمامها في غضون الأسابيع القليلة المقبلة"، وفق ما أوردته "سي إن إن".

لكنّ مصدرين في الكونجرس، قالا إن "الخارجية الأميركية تحدثت في وقت سابق عن تفاصيل محددة تتعلق بالمساعدة الأمنية الإضافية التي تمت الموافقة عليها"، ولفتا إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تريد هذه المرة "إبقاء هذه الحزمة بعيداً عن دائرة الضوء قبيل انطلاق المحادثات هذا الأسبوع".

واعتباراً من منتصف ديسمبر الماضي، قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا أكثر من 450 مليون دولار كمساعدات أمنية، وفقاً لما قاله مسؤول في البيت الأبيض لـ"سي إن إن".  

وأضاف المسؤول أنه بحلول نهاية عام 2021، سلمت الإدارة الأميركية "صواريخ من طراز جافلين جديدة ووحدات إطلاق نار وزوارق دورية من فئة أيلاند، ومجموعات إسعافات أولية، وأجهزة لاسلكي آمنة، وأجهزة إلكترونية، ومعدات طبية، ومحركات، ومولدات، وقطع غيار، ومعدات أخرى".

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين لشبكة "إيه بي سي"، الأحد الماضي، إن "الإدارة الأميركية واصلت تزويد أوكرانيا بمساعدات دفاعية خلال الأسبوعين الماضيين"، وإنه إذا تعرضت أوكرانيا لعدوان روسي آخر "فسنرى المزيد من هذه المساعدات".

وقال مصدر مطلع على المساعدات لـ "سي إن إن"، إن هذه المساعدات لا تمثل "تغييراً في قواعد اللعبة، ولن تكون كافية لتشكل عائقاً كبيراً أمام الغزو الروسي".

وأضاف أن الأوكرانيين أوضحوا للولايات المتحدة أنهم يريدون "مزيداً من المساعدات الأمنية، بخلاف أنواع الأسحة الدفاعية التي حصلوا عليها بالفعل".

 "حالة طوارئ غير متوقعة"

وفي سياق مواز، قالت صحيفة "بوليتيكو"، الأربعاء، إن ما أوردته شبكة "سي إن إن" يعتبر معلومات "مدفونة"، مشيرة إلى أنه "تمت الموافقة على مبلغ 200 مليون دولار كجزء من سلطة السحب الخاصة بالرئيس بايدن، والتي تخوله أن يجعل وزير الخارجية يطلب من وزير الدفاع تسليم مبالغ من مخزون البنتاجون لأي دولة معرضة للخطر".

وأشارت الصحيفة نقلاً عن "وكالة التعاون الأمني الدفاعي"، إلى أنه يُطلب من فريق الرئيس إخبار الكونجرس أن "حالة طوارئ غير متوقعة" تطلبت تقديم مساعدة عسكرية فورية، إذ إن العديد من العاملين في الكونجرس قالوا إنهم سمعوا لأول مرة عن سلطة السحب هذه خلال إحاطة سرية أجريت مؤخراً.

وأضافوا أنه "لا شيء من الأسلحة، التي تبلغ قيمتها 200 مليون دولار، ذهب إلى أوكرانيا حتى الآن، لأن عملية السحب اكتملت لتوها".

وكان مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال لموقع NatSec Daily، إن الولايات المتحدة سترسل "أنظمة رادار وبعض المعدات البحرية"، على الرغم من عدم تحديد موعد لتسليم تلك المعدات، مضيفاً أن الأوكرانيين "أُبلغوا الشهر الماضي بالمساعدات المقبلة على أعلى مستوى".

وتابع: "بالنظر إلى أن الاستخبارات الأميركية تشير باستمرار إلى أن روسيا قد تقدم على شن غزو شامل باستخدام قدراتها العسكرية، فإن هذه الحزمة من المساعدات ستسمح لأوكرانيا بإلحاق أضرار إضافية بروسيا، لكنها لن تغير النتيجة بشكل جذري".

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن "هذه المرة ليست الأولى التي يستخدم فيها بايدن سلطة السحب"، موضحة أنه "في أغسطس الماضي، ألزم الرئيس الأميركي بلاده بإرسال مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليون دولار إلى كييف قبيل لقائه زيلينسكي"، وأن "جزءاً من هذه الدفعة، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والذخيرة، تم تسليمها إلى أوكرانيا الشهر الماضي".

"فجوة مؤقتة"

ونقلت "بوليتيكو" عن شخص مطلع على خطة المساعدات، قوله إن "الأفرع المختلفة في الجيش الأميركي تشعر بالقلق إزاء رؤية شحن معداتها إلى أوروبا الشرقية".

وأضاف: "في نهاية المطاف يحتاج إحلال أسلحة جديدة محل الأسلحة المنقولة إلى بعض الوقت، ما يترك أفرع القوات المسلحة الأميركية في فجوة تسليحية مؤقتة".

وأشارت الصحيفة إلى أن "دولاً أخرى قد ترسل أيضاً بعض معداتها لمساعدة أوكرانيا"، موضحة أنه "في ديسمبر الماضي، انتشرت أنباء تفيد بأن إستونيا تدرس نقل صواريخ جافلين مضادة للدبابات، ومدافع من طراز هاوتزر إلى كييف، لكنها تنتظر موافقة الولايات المتحدة على إرسال الصواريخ، وكذلك موافقة ألمانيا وفنلندا اللتين حصلتا منهما إستونيا على مدافع هاوتزر".

دعوة روسية

في غضون ذلك، دعا السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، واشنطن، إلى إزالة قدراتها العسكرية من الحدود الروسية والتخلي عما وصفه بـ "الخطاب العدواني".

وأضاف السفير الروسي في بيان مقتضب أوردته وكالة "تاس" الروسية للأنباء، الأربعاء:"ليس لدينا مكان نتراجع فيه. لقد تسلل حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الحدود الروسية، إنه يحاول الهيمنة ليس فقط على الأرض، ولكن أيضاً في البحر والجو. ولن نسمح بالتطورات التي من شأنها أن تقوض استقلال وسيادة روسيا".

وأشار أنتونوف إلى أن الولايات المتحدة، إلى جانب روسيا "تتحملان مسؤولية خاصة عن السلام والأمن الدوليين، على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة".

وتابع: "حان الوقت للتخلي عن الخطاب العدواني للتوسع الأجنبي، والتفكير في الأجيال القادمة. للقيام بذلك، يجب أن تحترم جارك وتتجنب التهديدات، وتنقل إمكاناتك العسكرية بعيداً عن الحدود الروسية".

يُشار إلى أن مشاورات "روسية - أميركية" بشأن  الأزمة في أوكرانيا أُجريت في جنيف يومي 9 و10 يناير الجاري،  في حين يعقد اجتماع بين مجلس الناتو وروسيا في وقت لاحق الأربعاء في بروكسل، بينما سيعقد المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا اجتماعاً، الخميس.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات