شهدت أزمة الفيلم المصري "ريش"، المُشارك في الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، تطورات جديدة، بعدما وُجهت إليه اتهامات بأنه "يُسيء للدولة المصرية"، بدعوى تعمد مُخرجه عمر الزهيري الإسراف في مشاهد الفقر.
وانقسمت آراء الفنانين وصُنّاع الفن، بشأن هذا العمل، إثر انسحاب المُمثلين شريف منير، وأحمد رزق وأشرف عبد الباقي، بعد مرور نصف ساعة تقريباً، من عرضه بمهرجان الجونة.
وتدور أحداث فيلم "ريش" حول أم تكرس حياتها لزوجها وأطفالها، بعدما تنقلب الأوضاع عندما تتسبب خدعة سحرية فاشلة في حفلة عيد ميلاد ابنها البالغ من العمر 4 سنوات، في تحويل زوجها المتسلط إلى دجاجة.
بيان رسمي
وأصدر مهرجان الجونة السينمائي، برئاسة انتشال التميمي، بياناً رسمياً بشأن التعليق على الأزمة المُثارة، أكد فيه أن "المهرجان لم ولن يعرض أي فيلم من دون الحصول على التصاريح الرسمية، تأكيداً على أنه لا يحمل أي إساءة أو ضغينة في أي من عروضه المختلفة، سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية، ويرفض أي إساءة للدولة المصرية في أي حال".
وأوضح أنّ اختيار فيلم "ريش"، جاء متسقاً مع معايير اختيار الأفلام، وحصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في مهرجان كان، مؤكداً أنّ فريق عمل المهرجان يختار الأفلام بناءً على جودتها الفنية والسينمائية فقط بمعايير المهرجانات السينمائية العالمية.
وأبدى المهرجان اعتزازه بكل صناع السينما في العالم وما يُقدمونه من إبداعات وتجارب سينمائية متميزة، مُشدداً على أهمية أن يأخذ الفن المصري وضعه ضمن الخريطة العالمية للمهرجانات.
تحرك برلماني
ويعتزم عضو مجلس النواب المصري أحمد مهنى، تقديم طلب إحاطة للمستشار حنفي جبالي، رئيس البرلمان، على أن يُوجه أيضاً للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، بشأن عرض فيلم "ريش" والذي يرى مهنى أنه يُسيء إلى مصر ويتعمد تشويهها أمام العالم، ولا يُقدم الصورة الحقيقة للدولة المصرية، إذ عرض مشاهد تتنافى مع الواقع.
وقال النائب المصري في بيان إنّ "الدولة المصرية تُعتبر من أولى الدول التي تشهد تطوراً ونقله نوعية في وقت قصير، في شتى المجالات ومناحي الحياة، إذ استطاعت تخفيض معدلات الفقر والعشوائيات على مستوى الجمهورية"، مطالباً بضرورة محاسبة كلّ من تسبب في صناعة هذا الفيلم.
بلاغ للنائب العام
بدوره، تقدم المحامي سمير صبري ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا، ضد مخرج وسيناريست ومنتج فيلم "ريش"، مُتهماً إياهم بـ"الإساءة إلى الدولة المصرية".
وقال سمير صبري، في بيان إنّ "صُناع الفيلم أساءوا إلى الدولة المصرية، وذلك لتعمدهم إظهار صورة مسيئة وغير حقيقية لحياة المصريين والمجتمع المصري في أحداث الفيلم"، مطالباً بالتحقيق في ما ورد ببلاغه وإحالة المبلغ ضدهم للمحاكمة الجنائية العاجلة".
ضجة وزوبعة
ووصفت المُمثلة بشرى، مدير عمليات مهرجان الجونة السينمائي، خلال حوار مع "الشرق" ما أثير من أزمات بشأن فيلم "ريش" بأنه عبارة عن "ضجة وزوبعة، صدرت من فنانٍ وحيد من ضيوف المهرجان، بناءً على رأيه الشخصي ووجهة نظره وتذوقه للفيلم".
وشددت المُمثلة بشرى على ضرورة الفصل بين التذوق الشخصي للفنان ورسالة الفيلم ذاته، إذ إن "هناك تقييماً فنياً للأفلام، وتقييمات أخرى لسنا معنيين بها كجهة تختار أفلاماً في المهرجانات، نحن نختار بناء على جودة فنية وتقنية مُعنية".
وأوضحت بشرى رأيها في الفيلم كمُمثلة وليست كعضو في فريق عمل المهرجان، قائلة: «ربما يكون الفيلم قاتماً، لأنه يحكي عن ناس غير مرفهين، لكنه عمل فني تجريدي غير مرتبط بزمن ومكان، الفيلم قد يكون من أي مكان بالعالم، فالصورة والشكل لا يؤكدان الموقع الجغرافي للفيلم".