من بينها كندا وأستراليا.. 15 دولة لا تزال تخضع للتاج البريطاني

time reading iconدقائق القراءة - 9
جانب من احتفالات ملكية في بريطانيا بقصر باكنجهام في لندن - 29 أبريل 2011   - Getty Images
جانب من احتفالات ملكية في بريطانيا بقصر باكنجهام في لندن - 29 أبريل 2011 - Getty Images
دبي -الشرق

تحررت جزيرة بربادوس الثلاثاء، من التاج البريطاني وتخلت عن الملكة إليزابيث كرمز لرأس للدولة، لتنفصم بذلك آخر عرى الملكية التي ربطتها ببريطانيا على مدى نحو 400 عام.

لكن الجزيرة التي كانت مستعمرة بريطانية سابقة ليست حالة استثنائية، فهناك كثير من الدول التي قد لا يعلم الجميع أنها تخضع للتاج البريطاني، إذ تمثل الملكة إليزابيث الثانية الشخصية الاعتبارية للدولة في كندا مثلاً وأستراليا، من بين 15 دولة.

وهذه هي المرة الأولى التي تتخلى فيها مستعمرة سابقة عن تبعيتها للتاج البريطاني منذ قرابة 30 عاماً، عندما أعلنت جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي قيام الجمهورية، وإن ظلت عضواً في رابطة الكومنولث البريطاني التي يبلغ عدد سكانها 2.5 مليار نسمة.

دول "التاج البريطاني"

يضم الكومنولث الذي تشكل بعد انسحاب الاستعمار البريطاني عام 1931، المستعمرات البريطانية السابقة في الغالب، غير أنه لا يقتصر على ممالك التاج البريطاني، وإنما يشمل 53 دولة، موجودة في 6 قارات، يجمع بينها الخضوع لحكم الإمبراطورية البريطانية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.

وتخضع 15 دولة في الكومنولث، للملكة إليزابيث الثانية، على الرغم من أن كلاً من هذه الدول لديها حكومات منتخبة تحكم بشكل منفصل. غير أن للملكة صلاحيات فيها، هي تلك التي عادة تكون حصراً بيد رئيس الدولة، وتشمل رئاسة القوات المسلحة، وإعلان الحرب، وإصدار مراسيم تعيين الوزراء.

في كندا مثلاً، يقول موقع الملكية البريطانية، إن الملكة "تجسد الدولة وهي رمز الولاء والوحدة والسلطة لجميع الكنديين"، ويقسم المشرعون والوزراء وأفراد الجيش والشرطة بالولاء للملكة، كما يقسم جميع المواطنين الكنديين الجدد بالولاء للملكة، وتنظم الانتخابات وتصدر القوانين باسمها.

وتعد المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا أبرز  دول التاج البريطاني، بالإضافة إلى كل من أنتيجوا وباربودا، وجزر الباهاما، بليز، غرينادا، جامايكا، بابوا غينيا الجديدة، سانت كيتس ونيفي، سانت لوسيا، سانت فنسنت، جزر غرينادين، جزر سليمان وتوفالو. وتُعرف هذه الدول باسم "عوالم الكومنولث".

أما جبل طارق فيعد جزءاً من أراضي المملكة المتحدة بشكل رسمي، وبالتالي تجري على الصخرة الواقعة جنوب إسبانيا والمتمتعة بالحكم الذاتي، كل السلطات المخولة للملكة إليزابيث على أراضي المملكة المتحدة.

تاريخ إنشاء اتحاد الكومنولث

ويضم اتحاد الكومنولث الدول التابعة للتاج البريطاني وهى، كندا وأستراليا ونيجيريا والهند، كما يشمل أيضاً دولاً لم تخضع أبداً للإمبراطورية البريطانية، منها الكاميرون وموزمبيق ورواندا.

وبحسب الموسوعة البريطانية britanica فقد أنشأ قانون وستمنستر الأساسي في عام 1931 الدول الأولى التي أصبحت تتمتع بالحكم الذاتي بينما تعهدت بالولاء للتاج البريطاني. 

كانت العضوية في الكومنولث في البداية تشترط الولاء للتاج البريطاني، لكن النزعات القومية التي بدأت في عشرينيات القرن الماضي في أجزاء من الإمبراطورية البريطانية دفعت باتجاه إعادة النظر في طبيعة الكومنولث.

وشكلت الهند على وجه الخصوص حالة خاصة داخل الإمبراطورية، إذ كان لها نائب للملك، ووزير خارجية منفصل عن لندن، وجيشها الخاص. وبعدما حصلت على الاستقلال في عام 1947، أعلنت عام 1949 عزمها التحول إلى جمهورية، الأمر الذي كان سيتطلب انسحابها من الكومنولث.

غير أنه تم الاتفاق خلال اجتماع لرؤساء حكومات الكومنولث في لندن، في أبريل 1949 على أن الهند يمكن أن تواصل عضويتها إذا قبلت التاج البريطاني على أنه "رمز الاتحاد الحر" فقط لأعضاء الكومنولث.

دول الكومنولث التابعة للتاج البريطاني

كان هذا الإعلان أول من أسقط الصفة البريطانية عن الكومنولث، ليصبح الاسم الرسمي للمنظمة بعد ذلك هو "كومنولث الأمم"، أو ببساطة الكومنولث.

ويضم اتحاد الكومنولث اليوم أيضاً سنغافورة نيوزيلندا، جنوب إفريقيا، الهند، باكستان، سريلانكا، غانا، ماليزيا، نيجيريا، قبرص، سيراليون، تنزانيا، جامايكا، أوغندا، كينيا، زامبيا، غامبيا، بوتسوانا، بنجلاديش، جزر البهاما، جرينادا، جزر المالديف، ناميبيا، الكاميرون، موزمبيق ورواندا، فضلاً عن الكثير من جزر الكاريبي.

وتختص منظمة الكومنولث ببحث أشكال التعاون بين دول الاتحاد، دون تداخل في السلطات، إذ ليس لدى الأعضاء أي التزام قانوني أو رسمي تجاه بعضهم البعض، وتتمحور أوجه التعاون حول اتفاقات تجارية وامتيازات متبادلة بين الدول الأعضاء.  تعمل من أجل تحقيق أهداف مشتركة للازدهار والديمقراطية والسلام.

ويقول موقع الكومنولث، إن لكل الأعضاء "رأي متساو بغض النظر عن الحجم أو الثروة"، في البلدان الـ54 المنتشرة في إفريقيا وآسيا والأميركتين وأوروبا والمحيط الهادئ، وتتنوع بين أكبر وأصغر وأغنى وأفقر دول العالم.

ويبدو الكومنولث أقرب إلى ناد تجمع أعضاءه مبادئ مشتركة، وللرابطة ألعاب دورية يطلق عليها ألعاب الكومنولث تجرى كل أربع سنوات.

بداية تحرر دول الكومنولث من الحكم البريطاني

ليست باربادوس أول مستعمرة بريطانية سابقة في منطقة البحر الكاريبي تصبح جمهورية. فقد اتخذت جيانا هذه الخطوة في عام 1970، بعد أقل من أربع سنوات من حصولها على الاستقلال عن بريطانيا. وحذت ترينيداد وتوباجو حذوها عام 1976، ودومينيكا عام 1978.

وبعد باربادوس، يتوقع خبراء أن تحذو ممالك أخرى حذوها في طريق التحرر من التاج البريطاني، وذلك كما ذكر تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، أشار إلى أنه مع اقتراب نهاية عهد إليزابيث الثانية البالغة 95 عاماً، يخاطر ابنها تشارلز بوراثة ملكية بريطانية تقلص انتشارها العالمي.

واعتبر جو ليتل المحرر في مجلة "ماجستي ماجازين"، أن هذا التوجه "سيستمر حتماً. ليس بالضرورة في ظل الحكم الحالي، لكن في ظل الحكم المقبل ومن المحتمل أن تتسارع وتيرته".

وتعد الملكة إليزابيث الثانية الأكثر شعبية بين أفراد العائلة الملكية، وهي تجسد بالنسبة إلى كثيرين، آخر صلة حية للبلاد بماضيها الإمبريالي. لذا يخشى خبراء من أن تصبح مسألة التحول إلى جمهوريات أكثر إلحاحاً بالنسبة للعديد من الممالك المتبقية عندما يعتلي الأمير تشارلز العرش خلفاً لها. وبالتالي يرى ليتل أنه من المحتمل جداً أن تختار أستراليا أو كندا، رئيساً محلياً للبلاد.

وفي 1999، صوت الأستراليون في استفتاء لتقرير ما إذا كان يجب أن تصبح بلادهم جمهورية مع رئيس منتخب محلياً أم تبقى خاضعة للسيادة البريطانية، لكن الاقتراح لم يتم تبنيه في النهاية.

بريطانيا إمبراطورية أم جمهورية؟

ويرى جراهام سميث من مجموعة "ريبابلك" البريطانية المناهضة للنظام الملكي، أن مثال باربادوس "مفيد" لأنه يظهر أن التحرر من الملكية قد يتم بسهولة. وتوقع أن "يكون لذلك تأثير كبير" كما حصل في جامايكا.

وفي المملكة المتحدة، يؤيد 41% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً انتخاب رئيس للبلاد، بحسب إحصاء أجراه موقع "يوجوف" المتخصص في مايو. وهو ما اعتبره سميث "تفسيراً للوعي الكبير لدى الشباب بالنضال المناهض للاستعمار والعنصرية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات