أحمد مسعود لـ"الشرق": نخطط لتشكيل حكومة موازية بأفغانستان ومقاومة طالبان مستمرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
أحمد مسعود نجل زعيم المقاومة الأفغانية أحمد شاه مسعود يلوح عند وصوله لحضور تجمع في بازارك بولاية بنجشير في أفغانستان- 5 سبتمبر 2019 - REUTERS
أحمد مسعود نجل زعيم المقاومة الأفغانية أحمد شاه مسعود يلوح عند وصوله لحضور تجمع في بازارك بولاية بنجشير في أفغانستان- 5 سبتمبر 2019 - REUTERS
دبي -الشرق

قال أحمد مسعود، قائد جبهة المقاومة الوطنية المسلحة في إقليم بنجشير ضد حركة طالبان، الاثنين، إن الجبهة لديها خطة لتشكيل حكومة أفغانية موازية، مشيراً إلى أن "فكرة المفاوضات مع طالبان ما زالت مطروحة على الطاولة".

وأكد مسعود تنامي القدرات العسكرية لجبهته وقدرتها على مقاومة حركة طالبان، كما رحّب بأي جهد سعودي أو إماراتي لإحلال السلام في البلاد.

وأضاف مسعود في تصريحات خاصة لبرنامج "ألوان الشرق" على قناة "الشرق"، أن "لدينا خطة لتشكيل حكومة أفغانية موازية، ونحن نسعى إلى إيقاف هذا الغزو المؤسف الذي رأيناه في أفغانستان"، مشيراً إلى عدم اعترافه بحكومة طالبان الحالية ولا بأي حكومة "لا تأتي من خلال عملية شرعية".

وأعرب مسعود عن شكره لكل البلدان التي لم تعترف بحكومة طالبان، مطالباً بـ"حكومة تحلّ السلام في البلاد، وهذا لن يحصل إلا من خلال عملية مقبولة وشرعية وشمولية تحترم كل القوانين الدولية والإسلامية"، موضحاً أن "النساء والأقليات والإثنيات العرقية والشعب الأفغاني والمجتمع الدولي غير راضين عن حكومة طالبان"، والتي وصفها بـ"الإرهابية".

وكانت حركة طالبان أكدت في 7 سبتمبر الجاري، سيطرتها بشكل كامل على وادي بنجشير الذي يقع على مسافة 80 كيلومتراً من كابول، وكان آخر معقل للمعارضة المسلحة ضد طالبان، محذرةً من "أي تمرد ضدها".

وفرّ أحمد مسعود، نجل وخليفة الزعيم الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود، ونائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح، اللذان قادا "مقاومة" لمدة قصيرة في وادي بنجشير، عبر الحدود في الأسابيع الأخيرة بعد فشل جهودهما في التصدي لطالبان.

وأوضح مسعود لـ"الشرق"، أن الحكومة الحالية "تتألف من طيف واحد فهي غير شاملة، وعلاوةً على ذلك هي تشجع على التطرف وتنشر الإرهاب كما تنشر كل ما يتنافى مع القيم الإسلامية"، داعياً الشعب الأفغاني لـ"الوقوف في وجه ممارسات طالبان".

وحول تحركات المجتمع الدولي، قال مسعود: "نحن نطالب باستعادة ما كان يملكه الشعب الأفغاني وهي الحرية، وهذا طريق طويل وصعب"، مشيراً إلى أن الجبهة "لم تستسلم وستستمر في النضال وأن هناك قوات مسخرة من أجل ذلك". 

ووصف القيادي الأفغاني ما اعتبره دعاية لحركة طالبان بأنها تغيرت، بأنه "أكاذيب".

وشدد على أن "الشعب الأفغاني جاهز للنضال وسندعمه في أجل السيادة والحرية والعادلة والمساوية في أفغانستان"، موضحاً أن الجبهة "توقعت انهيار البلاد في يد طالبان منذ 3 سنوات، وحاولنا أن نتعاون مع الأسرة الدولية والحكومة السابقة في أفغانستان من أجل تفادي هذا الانهيار من خلال تشجيع السلام والعملية السلمية والاقتراب من القاعدة الشعبية".

وأضاف أن "استمرار صمت الأسرة الدولية في الوقت الحالي سيجعل أفغانستان ملاذاً جديداً للإرهاب الدولي"، مشيراً إلى أن البلاد "فيها أكثر من 20 منظمة إرهابية نشطة".

وساطات عربية

وفي سؤاله عن إمكانية أن تلعب الدول العربية دوراً في تحقيق السلام، أجاب مسعود مؤكداً أن دولتي الإمارات والسعودية يمكن أن يكون لهما دور كبير، "كما يمكنهما أن تتوسط بين الشعب وجبهة المقاومة الوطنية والدعم من أجل تشكيل حكومة شرعية".

وشدد أحمد مسعود على أن جبهته "ستستكمل النضال ضد الإرهاب، وليس لدينا أي خيار آخر، فإمكانياتها العسكرية ما زالت تتنامى يوماً بعد يوم"، مشيراً إلى أن "المباحثات ما زالت على الطاولة فاستجابتهم للمطالب الشعبية يجعلنا نقبل بالتفاوض"، مشككاً في إمكانية قبول طالبان لـ"طلبات الشعب الأفغاني".

وأكد مسعود على لقائه للمبعوث الأميركي لدى أفغانستان زلماي خليل زاده، قائلاً: "لقد حذرت زاده بأن المحادثات والاتفاقات مع طالبان كارثة ستؤدي إلى انهيار الحكومة، ولكن لم يستمعوا إلى نداءتنا".

"معارضة رسمية"

وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية قالت، السبت الماضي، إن سياسيين ووزراء ونواب برلمانيين من حكومة الرئيس السابق أشرف غني، إضافة إلى شخصيات عسكرية بارزة، يتواجدون في طاجيكستان، ويسعون للحصول على دعم مالي وعسكري لتعزيز معارضة رسمية لحكم حركة طالبان.

ونقلت فورين بوليسي، عن مسؤول أمني أفغاني سابق، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن المعارضة تضم ثلاث فئات رئيسة هي: "مؤيدو نائب الرئيس السابق أمر الله صالح، وجبهة المقاومة الوطنية بزعامة مسعود، وضباط سابقون، من بينهم جنرالات في قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية"، إضافة إلى كبار المسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية السابقين، ووزراء ونواب وزراء سابقين.

وقال المسؤول السابق إن المناقشات ما زالت في مراحلها الأولى، ولم تتحد تلك الجماعات أيديولوجياً بعد، فيما أشارت مصادر مقرّبة من هذا الحراك، إلى أن تلك المجموعات تُمثل الهويات العرقية والدينية المختلفة في أفغانستان، من السنّة والشيعة والبشتون والطاجيك والأوزبك والهزارة.

ووفقاً للمجلة الأميركية، فإن تشكيل حكومة موازية قد يثير مخاوف من إمكانية انجراف أفغانستان إلى الحرب الأهلية، إلا أنها ذكرت أن عدم وجود طرف يرعى أي تمرد مسلح للمقاومة، يهدد تواجدها على الأرض فعلياً في أفغانستان.