قالت مصادر دبلوماسية لـ" الشرق"، الاثنين، إن المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان سيصل إلى السودان خلال يومين لبحث أزمة شركاء الفترة الانتقالية وعدد من القضايا.
وأضافت المصادر أن فيلتمان سيلتقي رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، إلى جانب عدد من المسؤولين.
وفي سياق متصل بالأزمة، أفاد مصدر سوداني حكومي "الشرق"، بأن وزيرة الشؤون الإفريقية البريطانية هاريت بالدوين، ستصل السودان الأربعاء، لعقد مباحثات مع رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان بشأن الأزمة السياسية و عدد من القضايا.
في هذه الأثناء، طالب المعتصمون المؤيدون للجيش في الخرطوم الاثنين، بإسقاط رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك الذي جمع حكومته في اجتماع طارئ لبحث الأزمة السياسية التي وصفها بأنها "الأسوأ" منذ إسقاط عمر البشير عام 2019.
"إغلاق مجلس الوزراء"
وهدد المعتصمون بإغلاق مقر مجلس الوزراء إلي "حين استجابة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لمطلب حل الحكومة"، فيما فرضت الشرطة السودانية حاجزاً أمنياً لمنع وصولهم إلى المقر، فيما قالت مصادر لـ"الشرق"، أن الاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء انتهى دون قرارات.
وفي اليوم الثالث لاعتصامهم، ردد المعتصمون، المؤيدون لتولي العسكريين السلطة كاملة هتافات تدعو إلى حل الحكومة المدنية وإسقاط رئيسها.
وتجمع العشرات أمام مقر مجلس الوزراء بوسط العاصمة الخرطوم وهم يهتفون "يسقط يسقط حمدوك". ويواصل المئات اعتصامهم في الخيام التي نصبوها أمام القصر الرئاسي.
وقال الطاهر فضل المولى أحد المحتجين لوكالة "فرانس برس": "جئنا هنا لإسقاط الحكومة المدنية لأنها فشلت ولكي يتولى العسكريون هذه الفترة الانتقالية".
ويرى خصوم المتظاهرين أن تحركهم نُظم بإيعاز من أعضاء في قيادة الجيش وقوات الأمن، وأن أنصار النظام السابق كانوا بين المتظاهرين.
ويقول مؤيدو تشكيل حكومة مدنية الذين قادوا الثورة الشعبية التي أنهت في 2019 30 عاماً من حكم البشير، إن الاعتصام هو بمثابة "انقلاب" يتم تحضيره في بلد عرف الكثير من الانقلابات.
ويفترض أن تقوم السلطة الانتقالية المكونة من مدنيين وعسكريين بإدارة البلاد إلى حين تنظيم انتخابات عامة في العام 2023.
اجتماع طارئ بلا قرارات
وذكر مصدر بمجلس الوزراء لـ"الشرق"، أن اجتماع مجلس الوزراء الطارئ لبحث الأزمة انتهى بلا قرارات، مشيراً إلى أن حمدوك تبادل الآراء مع جميع الوزراء ومن بينهم وزير المالية، جبريل إبراهيم (القيادي بالفصيل المنشق عن الحرية والتغيير)، وأن حمدوك اتفق مع الوزراء علي أن حل الأزمة يكمن في الحوار.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الاثنين، في تعليق عن الوضع بالسودان إنه من المهم "منع ظهور بؤرة صراع جديدة في إفريقيا".
حل الحكومة
وتظاهر الآلاف، السبت الماضي، قرب القصر الجمهوري، مقر السلطة الانتقالية، هاتفين "جيش واحد شعب واحد" ومطالبين بحل حكومة حمدوك.
والأحد قال علي عسكوري، المتحدث باسم المحتجين، لوكالة "فرانس برس" للأنباء، إن "الاعتصام مستمر ولن يتم رفعه إلا بحل الحكومة، ونقصد بذلك إقالة الوزراء دون رئيس الوزراء". وأضاف: "طلبنا من مجلس السيادة بخطاب رسمي وقف التعامل معهم".
مبعوث أميركي
يأتي ذلك فيما أبلغت مصادر بمجلس الوزراء السوداني الاثنين "الشرق"، بأن نائب المبعوث الخاص الأميركي للقرن الإفريقي وصل السودان لعقد مباحثات مع مسؤولين بالدولة، ومن بينهم رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك في اجتماعات منفصلة لبحث عدد من القضايا أبرزها الأزمة بين شركاء الحكومة الانتقالية.
وأعلن رئيس الوزراء السوداني قبل أيام خارطة طريق للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، والتي وصفها بأنها "أسوأ وأخطر أزمة تهدد الانتقال الديمقراطي في السودان"، مشيراً إلى أنه أجرى مشاورات مطوّلة مع أطراف الأزمة لمحاولة احتواء الوضع.
انقسامات عميقة
وأقر حمدوك، الجمعة، بـ"انقسامات عميقة وسط المدنيين وبين المدنيين والعسكريين"، مؤكداً أن "الصراع ليس بين المدنيين والعسكريين بل هو بين معسكر الانتقال المدني الديمقراطي ومعسكر الانقلاب على الثورة".
ولفت رئيس الوزراء السوداني، في خطاب له قبل أيام، إلى أنه "ليس محايداً في الصراع أو وسيطاً"، كما وصف موقفه بأنه يتمثل في "الانحياز الكامل للانتقال المدني الديمقراطي"، داعياً إلى وقف التصعيد بين أطراف الأزمة في السودان، و"مراجعة طرق ووسائل العمل في المؤسسات الانتقالية، وإنهاء الخلافات بين قوى إعلان الحرية والتغيير".
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أكد في 13 أكتوبر حرصه على الوصول إلى توافق وطني عريض، وتوسيع قاعدة المشاركة لكل القوى الوطنية والثورية "عدا حزب المؤتمر الوطني المنحل"، وفقاً لما أفاد به الناطق باسم القوات المسلحة السودانية في بيان، الأربعاء الماضي.