"الصداقة البرلمانية" طريق تركيا الجديد في رحلة محاولات التقارب مع مصر

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - AFP
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - AFP
أنقرة- أ ف بالشرق

اقترح حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، تأسيس مجموعة صداقة برلمانية مع مصر، في خطوة جديدة في إطار استمرار جهود أنقرة للتقارب الدبلوماسي مع القاهرة.

وقال زعيم كتلة حزب "العدالة والتنمية"، في البرلمان، بلند طوران في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول" الرسمية: "سنقدم اليوم مقترحاً إلى مكتب رئيس البرلمان لتأسيس مجموعة صداقة بين الجمهورية التركية ومصر".

وتأتي هذه الخطوة، بعد عدة أفعال وتصريحات إيجابية من القيادة التركية تجاه مصر، منها ما يتعلق بالشق الاقتصادي، ومنها مرتبط بالشق السياسي.

وعلى الرغم من المحاولات التركية للتقارب مع مصر، إلا أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال رداً على سؤال بشأن جماعة الإخوان، إن بلاده تعارض تصنيف مصر للجماعة على أنها "حركة إرهابية"، معتبراً أنها حركة سياسية، بحسب ما نقل عنه التلفزيون التركي، الثلاثاء.

الاستثمارات التركية في مصر

وكان مصدر مصري مطلع قال لـ"الشرق"، الخميس، إن الجانب التركي قدّم طلباً يتعلق باستئناف إنشاء منطقة صناعية تركية في مصر، وتوسيع إنشاء شركات مساهمة ومصانع مصرية تابعة لمجموعات اقتصادية تركية.

وأضاف المصدر، أن بناء الثقة مع تركيا لا يمكن أن يجري بين ليلة وضحاها، خاصة بعد سنوات من توتر العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أن القاهرة لا تزال تراقب مواقف أنقرة عن كثب، وبوتيرة هادئة.

"حقبة جديدة"

والأسبوع الماضي، أشاد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بما وصفها "حقبة جديدة" في العلاقات مع مصر، معلناً عن زيارة مرتقبة الشهر المقبل لوفد دبلوماسي إلى القاهرة، وأنه سيلتقي نظيره المصري سامح شكري بعد هذه الزيارة.

وجاءت تصريحات جاويش أوغلو بعدما قال، الثلاثاء، إن "مرحلة جديدة بدأت في العلاقات بين تركيا ومصر"، وإنه "قد تكون هناك زيارات ومباحثات متبادلة في هذا الإطار" خلال الأيام المقبلة.

والسبت الماضي، وجه جاويش أوغلو تهنئة إلى نظيره المصري سامح شكري بمناسبة حلول شهر رمضان. ونقلت "الأناضول" عن مصادر دبلوماسية تركية أن اتصالاً هاتفياً جمع الطرفين. ولم تذكر أي تفاصيل أخرى.

توقف برامج بقنوات "الإخوان"

وفي إطار مساعي أنقرة الدبلوماسية، أعلن إعلاميون مقربون من جماعة "الإخوان" يعملون بقنوات مصرية تبث من تركيا، توقف برامجهم، ودخولهم في "إجازة مفتوحة"، بالتزامن مع استمرار تقارب أنقرة الدبلوماسي مع القاهرة.

وجاءت هذه الخطوة بعد أسابيع من إصدار السلطات التركية قراراً باقتصار تغطيات القنوات المصرية التي تبث من تركيا على الشؤون الاجتماعية والثقافية فقط، وتجنب الشأن السياسي.

إشارات التقارب بين مصر وتركيا

تأتي هذه الخطوات، وسط إشارات تركية متكررة للتقارب مع مصر تحمل رسائل إيجابية قد تنهي حالة الجفاء التي سادت بين البلدين منذ عام 2013.

وفي 12 مارس الماضي، أعلنت أنقرة "بدء الاتصالات الدبلوماسية بين تركيا ومصر على مستوى الاستخبارات ووزارة الخارجية"، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "تعاوننا الاقتصادي والدبلوماسي والاستخباراتي مع مصر متواصل، ولا توجد أي مشكلة في هذا".

وأضاف أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول": "نريد استمرار الاتصالات مع مصر، وإذا حققت نتائج إيجابية فسنعمل على تقويتها ورفع مستواها".

وكانت أنقرة رفضت عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وفتحت الباب أمام جماعة "الإخوان" لإطلاق قنوات فضائية تتهمها القاهرة بالتحريض على العنف، كما شهدت العلاقات بين الطرفين خلافات حادة بشأن ملفي ليبيا وشرق المتوسط.

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، منتصف مارس الماضي، إن عدم تدخل تركيا في الشؤون الداخلية لمصر قد يكون "منطلقاً" لبناء علاقات طبيعية بين البلدين، مؤكداً أنه لا يوجد تواصل مع الجانب التركي خارج الإطار الدبلوماسي الطبيعي.

وشدد شكري على أن سياسة مصر الخارجية "متزنة"، وليست في مواجهة أي طرف، مشيراً إلى عدم وجود علاقات "خارج القنوات الدبلوماسية الطبيعية".

اقرأ أيضاً: