فيلتمان: محاولات الانقلاب ستؤدي لإعادة النظر بالدعم الأميركي للسودان

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (يمين) يلتقي بالمبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان في العاصمة الخرطوم، 29 سبتمبر 2021  - AFP
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (يمين) يلتقي بالمبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان في العاصمة الخرطوم، 29 سبتمبر 2021 - AFP
دبي-خديجة حبيب

كشفت مصادر رفيعة المستوى لـ"الشرق" عن أن المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان، ناقش مع رئيس الحكومة السودانية عبدالله حمدوك، الأربعاء، مسألة الدعم الأميركي "اللامحدود" للحكومة المدنية، ومسار التحول الديمقراطي، وقال إن هذا الدعم "لا يشمل فقط الإدارة الأميركية بل أيضاً الكونجرس".

وشدد فيلتمان على أن المحاولة الانقلابية الفاشلة، "رفعت جرس الإنذار في واشنطن"، وأن هذا الإنذار شمل كل الأجهزة الأميركية، ما أدى إلى التفكير بأن مثل هذه التصرفات ستؤدي إلى إعادة النظر، ليس في الدعم الأميركي للسودان فحسب، وإنما لدعم الولايات المتحدة للمؤسسات المالية الأخرى "مثل البنك الدولي"، والتي ستؤثر على الأوضاع الاقتصادية في السودان.

وأوضح فيلتمان أن الإدارة الأميركية تدعم الأسلوب الذي تم تهدئة به الأوضاع في البلاد بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، مؤكداً على ضرورة عدم التصعيد، وأنه على طرفي الحكومة السودانية المضي قدماً في هذا النسق.

وشدد على ضرورة استكمال التحول الديموقراطي في السودان، متعهداً بدعم عملية السلام "على نحو يجعله سلاًما مستداماً وقيادة الدعم الدولي للسودان".

من جانبه، أثنى رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، خلال اجتماعه مع فيلتمان، على الدعم الأميركي للتحول الديموقراطي في السودان، وأكد أن الأوضاع في السودان رغم التحديات الراهنة هادئة، وأن السودانيين مهما اختلفوا هناك وسائل لتقريب وجهات النظر في القضايا الوطنية.

وقال حمدوك إن الحكومة الانتقالية ستواصل العمل على إنجاز ما تبقى من متطلبات المرحلة، طالباً دعم المجتمع الدولي للسودان لمجابهة التحديات الإقليمية.

وأشارت الحكومة السودانية في بيان، الأربعاء، إلى أن حمدوك قدم لفيلتمان "شرحاً حول الوضع بالبلاد، مشيراً إلى أن الأوضاع قد استقرت عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، مؤكداً على أهمية أن يعمل جميع شركاء الفترة الانتقالية كيدٍ واحدة لإنجاح الانتقال المدني الديموقراطي بسلام".

"إعادة عقارب الساعة للوراء"

كما نقل البيان عن فيلتمان أن محاولة الانقلاب "تهدف حتماً لوقف التطور الذي يشهده السودان رغم صعوبات الانتقال، وبغرض إعادة عقارب الساعة إلى الوراء من حيث تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة ودورها في المؤسسات المالية الدولية كالبنك وصندوق النقد الدوليين والمؤسسات المالية الأخرى".

وحذر من أن مثل تلك المحاولات قد تؤدي إلى وقف دعم الكونجرس للسودان، وتابع: "أري أنه من المهم توصل الطرفين لحقيقة وفهم أن تعاونهما مهم لسلاسة الانتقال ولبقاء السودان ضمن موقعه في المنظومة الدولية والتي وصل إليها السودان بعد عملٍ مُضنٍ".

وكانت الحكومة السودانية قد اعتقلت 21 من ضباط الجيش إثر محاولتهم الاستيلاء على السلطة الاثنين الماضي، وأدى هذا على ما يبدو إلى تصاعد التوتر بين شركاء الحكم المدنيين والعسكريين، ضمن "مجلس السيادة"، الذي يحكم السودان بموجب اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين، منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.

رئيس البنك الدولي يزور السودان

وعلى الصعيد الاقتصادي، يصل رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس، الأربعاء إلى السودان، في زيارة لمدة يومين، هي الأولى منذ عقود، حسب ما أعلنه وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني جبريل إبراهيم.

وأوضح إبراهيم أن "الزيارة تؤكد التزام البنك الدولي لمساعدة السودان على تحقيق نتائج إنمائية أفضل"، واصفاً الزيارة بـ"الخطوة المهمة" التي ستمكّن من إعفاء السودان من ديونه كاملة، والمقدرة بـ50 مليار دولار.

وكان مالباس قد تعهد بتخصيص 2 مليار دولار خلال العام القادم، كمنح لدعم جهود الحكومة الانتقالية للحد من الفقر، وتعزيز النمو الاقتصادي، والحد من عدم المساواة في السودان.

اقرأ أيضاً: