
نصح مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، الجمعة، تايوان بـ"التحصّن" لحماية نفسها من غزو صينيّ، مؤكداً أن هذا الاحتمال، لم يكن قائماً قبل "10 أعوام، أو 15 عاماً، مثلما هو عليه الآن".
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، روبرت أوبراين خلال مؤتمر افتراضي استضافه معهد "أسبن إنستيتيوت": "لا أعتقد أن الصينيين يريدون أو مستعدون في هذه المرحلة لإنزال برمائي في تايوان"، وتابع : "باعتقادي أنها ستكون عملية عسكرية صعبة للغاية بالنسبة إلى الصينيين اليوم"، مشدّداً على أن الصين "تُطوّر أسطولها البحري بسرعة عالية"، وفقاً لـ"فرانس برس".
ولفت أوبراين إلى أنه "يجب على بكين أن تأخذ في الاعتبار، إمكان قيام الولايات المتحدة بالدفاع العسكري عن تايوان، في حال محاولتها غزو تايبيه". ولوّح بتهديد صريح لبكين قائلاً: "لدينا الكثير من الأدوات تحت تصرفنا. إذا تدخّلنا، فإن هذه الأدوات ستجعل محاولة الغزو خطرة جداً بالنسبة إلى الصين".
وفي خضمّ حديثه، نصح المستشار الأميركي تايوان، بـ "التفكير في استراتيجيات لمنع الوصول (..) والتحصّن بطريقة تثني الصين عن شن أي نوع من غزو برمائي".
تحذير صيني
وفي 14 أكتوبر الجاري، تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين، بعدما نددت الأخيرة بعبور مدمّرة أميركية مضيق تايوان، بينما اعتبرته الولايات المتحدة "مهمّة روتينية".
وجاءت الخطوة الأميركية، بعد ساعات على حضّ الرئيس الصيني شي جين بينغ، جنود بلاده على "تركيز كل عقولهم وطاقتهم للاستعداد لحرب"، خلال زيارته قاعدة عسكرية في مقاطعة غوانغدونغ، الثلاثاء، وفقاً لوكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا).
في المقابل، أفادت وكالة "فرانس برس" بأن ناطقاً باسم الجيش الصيني، ذكر الخميس، أن "الولايات المتحدة أرسلت أخيراً، إشارات غير مناسبة لأنصار استقلال تايوان، تهدّد بشكل خطر السلام والاستقرار". وأضاف: "نحذر بشكل رسمي الولايات المتحدة، ونقول: أوقفوا أيّ تصريحات أو أعمال تؤدي إلى اضطرابات. (الصين) ستدافع بحزم عن سيادتها الوطنية".
صفقات تسلّح
في الإطار، كشفت مصادر مطلعة لـ"رويتزر"، الاثنين، بأن البيت الأبيض أبلغ الكونغرس أخيراً عزمه بيع تايوان طائرات مسيّرة من طراز "إم كيو-9"، وصواريخ "هاربون" المضادة للسفن، إضافة إلى 7 أنظمة أسلحة رئيسة.
وقبل أسبوع، حذّر روبرت أوبراين، الصين من أيّ محاولة لاستعادة تايوان بالقوة، مستدركاً أن ردّ الولايات المتحدة "مبهم" في هذا الصدد، إذ تستند إلى نهج "الغموض الاستراتيجي".
وأشارت "رويترز" إلى أن 50 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي، طالبوا إدارة الرئيس دونالد ترمب، بإطلاق مفاوضات لإبرام اتفاق تجاري مع تايوان، علماً أن التبادل التجاري بين تايبه وواشنطن بلغ 85.5 مليار دولار العام الماضي
وعلى رغم قطع واشنطن العلاقات الدبلوماسية مع تايبيه في عام 1979، لكنّها لا تزال أقوى حليف للجزيرة، وموردها الأول للأسلحة.
ولم يتم الاعتراف بتايوان كدولة مستقلة من قبل الأمم المتحدة، كما تهدّد بكين بانتظام استخدام القوة، في حال الإعلان الرسمي عن الاستقلال في تايبيه، أو تدخل خارجي خصوصاً من جانب الولايات المتحدة.